الحديث عن الموتى
لو أننا تحدثنا عن سقراط او أفلاطون او أرسطو ثم تناولنا بالنقد كل واحد فيهم من باب الفلسفة والنقد والمعرفة فهل يعني أننا اسأنا إلى الموتى ام أننا نحاول تقديم خدمة بشرية في تناول الفلسفة ونقدها على قدر إمكانياتنا؟ !! مع إبقاء بأب المعرفة مفتوحا للنقاش وليس للسباب
اذن نحن نفعل في نقدنا لعبد الرزاق ما نفعله مع اي أديب او مفكر ان كان حيا او ميتا على قدر اجتهادنا مع الفارق بين الفلاسفة العظام والآخرين وقد تحدث هو نفسه عن أدباء رحلوا عن عالمنا وهذا أمر طبيعي .
قد يكون الشاعر يملك شاعرية جيدة وهذا الأمر لا يمكن نكرانه بالمطلق مع عبد الرزاق عبد الواحد ولكن ان يكون الواحد او العبقري او من العمالقة السبعة كما جاء على لسانه في تكريم له بمصر فهذا يثير الشك
ليس فيه فقط ولكن في طبيعة النظام الدكتاتوري وعلاقاته مع من بسنده من الدول العربية التي لا تعرف التفاصيل والتي احيانا تتوافق مصالحها مع الاحتفاء برموز النظام الدكتاتوري الشعرية وهي رموز قد يسحقها نفس النظام الذي اوجدها ورعاها ونفخ فيها من روحه !! وقد حدث ذلك مع الكثير من شعراء النظام ولا داعي لذكر الأسماء .
الشك
يظل الشك عندي قائما حين أقرأ ما كتبه عبد الرزاق وهو يحذف سنة ولادته وغيرها بيده ليقبل في دار المعلمين العالية فيقول : تخرجت من الاعدادية بمعدل 72 وهو معدل جيد وقبلت في دار المعلمين العالية قسم اللغة العربية هنا لا بد أن أذكر أنني اوشكت أن لا أُقبل لأن عمري كان 17 سنة فقط ولا يقبل من هو دون الثامنة عشرة فمسحت تاريخ الولادة بنـــــــفسي 1931 وجعلته 1930 . ولهذا فالحـــياة مدينة لي بسنة ما عادت في هذا العمر تسوى شيئاً.) مع ملاحظة خطئه في جملة تخرجت من الاعدادية لان الصحيح تخرجت في الاعدادية .
المستوى الفني .
اما على المستوى الفني وهو أمر يحتاج إلى عشرات الصفحات فإنني سوف أذكرها ضمن ما توصلت له من ملاحظات حول شعره ولقد قرأت فيما قرأت ديوان المراثي الذي رثى فيه شخصيات معروفة فوجدت في الكثير منها ضعفا ولا أنكر طبعا مواطن جمالية معينة في ديوانه ومن مواطن الضعف رثاؤه الجواهري وهو يناديه ب يا شيخ شعري وانا أشد المعترضين على كلمة شيخ التي تنم عن روح قبلية كامنة في الذات فهذا شيخ الصحافة وذاك شيخ الشعر وذاك شيخ الفن وما إلى ذلك فضلا عن أن القصيدة لو قورنت بمكانة الجواهري فإنها لا تصل لتلك المكانة
مع انها ظل لقصيدة الجواهري عن المعري التي مطلعها
قف بالمعرة وأمسح خدها التربا
واستوح من طوق الدنيا بما وهبا
ويستمر الضعف القادم حين قرأت رثاءه لنزار قباني فهو يذكرني بقصيدة محمد رضا الشبيبي في الوعظ والإرشاد
فتنة الناس وقينا الفتنا
باطل الحمد ومكذوب الثنا
اذ يقول
الق الصمت وصمت الألق
يسبحان الآن فوق الورق !!
وهي ليست بمكانة نزار قباني شاعر الحب والنساء الجميلات
الغريب في هذا الديوان ان فيه ضعفا واختلالا في الوزن الشعري في بعض منها
كما لا حظت ذلك في ديوان في لهيب المعركة مسبقا
الكذب
ويبدو لي ان هناك كذبا كثيرا في سيرته بل وفي آرائه منها اعتقاده بأن أبا العلاء المعري اخذ من المندائيين فكرة الكتابة في رسالة الغفران لمجرد ان له صديقا من المندائيين
وهل تخفى على المعري فكرة الجحيم والجنة والنار والبرزخ وتراثنا مليء بهذه الأفكار حتى في الف ليلة وليلة
والشيء المثير للشك حديثه عن السياب وقد ارسل واسطة بين الشيوعيين وبين السياب الذي كان يسكن فندق الأمين __والأغرب من هذا أنني سكنت في هذا الفندق لمدة من الزمن وذلك شيء غريب __ وقد قدم له كأسا من الخمر وكانت دموع السياب قد تساقطت وامتزجت بالخمر في الكأس
ويبدو الكذب واضحا في قوله : ان السياب مد له يده في ختام اللقاء للمصافحة ولم يمد يده اليه !!
وذلك اضعف الايمان
|