صحيح اننا في زمان انحدرت فيه الثقافة واستهان بها من هب ودب الا انني سأعمل بما يرضي الضمير الثقافي والادبي والفني لطرحه ولا اريد ان اطعن في احد ولكني اريد ان انبه المتلقي الى ضرورة الانتباه لما حوله وخاصة اولئك الذين تحولوا الى اصنام شعرية يعبدها ممن لا يفقه شيئا في الشعر والشاعرية والغريب ان احدهم جعلني مع( القطيع ) قائلا تحلم انت وامثالك يكتبون بيت شعري واحد مثل عبد الرزاق عبد الواحد ) وفي كلامه ثلاثة اخطاء نحوية اذ ينبغي ان يقول بيتا شعريا واحدا لأن بيتا مفعول به وما يتبعه صفة للبيت . وما علينا الا ان نفيده حتى في شتائمه !! والآن يتبادر الى الذهن سؤال هو هل كان عبد الرزاق عبد الواحد يفترش قصيدة الجواهري يا دجلة الخير ويكتب على غرارها ما يشبهها معنى ولفظا دون الاعتماد على نفسه ؟ ومن خلال متابعتي وجدته يفعل ذلك تماما وهو يرثي الشاعر محمود درويش والقصيدة طويلة جدا عند الجواهري اذ بلغت 165 بيتا من الشعر ولايمكن او يتسع المجال لشرح كل شيء ولكني ساذكر امثلة واضحة تماما مع الاشارة الى ان 90% اخذ عبد الرزاق الالفاظ الجواهرية والاساليب ولكنه فشل في انتهاج اسلوب خاص به لان تجربة الشاعر غير صادقة ولنذكر الامثال التالية باختصار شديد.
مع ملاحظة أن أبيات الجواهري كتبتها بشكل عمودي وأبيات عبد الرزاق بشكل أفقي لغرض التوضيح
حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذُ به
لوذَ الحمائمِ بين الماءِ والطين
(وَنـَبضَـة ً عـَلـِقـَتْ تـَبكي بـِزاويـَة ٍ في أرض ِغـَزَّة َبَـينَ الماءِ والطـِّين ِ)
يا دجلةَ الخيرِ يا نبعاً أفارقُهُ
على الكراهةِ بين الحِينِ والحين
حينا ًتـؤاخي المآسي بـَينَ أحرُفِـنـا وَيـَفعـَلُ الحُبُّ بَـينَ الحين ِوالحيـن ِ
ودِدتُ ذاك الشِراعَ الرخص لو كفني
يُحاكُ منه غَداةَ البَين يَطويني
كالبَحر..أسهَرُ طولَ الـلـَّيل ِأرقـَبـُهُ يـَنـأي ، فـَيَنشـُرُني دَمعـا ًويَطويني
يا دجلةَ الخيرِ: يا أطيافَ ساحرةٍ
يا خمرَ خابيةٍ في ظلِّ عُرْجون
ما جـئـتَ بغـداد إلا والـنـَّخـيـلُ لـَهُ مِمـَّا شـَدَوتَ نـَزيـفٌ في العـَراجيـن ِ!
يا أُم بغدادَ، من ظَرفٍ، ومن غَنَجٍ
مشى التبغددُ حتى في الدهاقين
ما كانَ أجدَرَ في هذي القصيدةِ أن أنأي بـِهـا عن نـِفـاياتِ الـدَّهـاقـين
تهزينَ من خِصْبِ جنَّات منشَّرةٍ
على الضفاف، ومن بؤس الملايين
وَلا انقـَضي مِربَدٌ يَوما ًحَضَرتَ بـِهِ إلا وأنـتَ حـَبـيـبٌ لـِلـمَـلا يـيـن ِ
هذي الخلائقُ أسفارٌ مجسَدةٌ
أنْ لستُ في مَهْمَهٍ بالغِيل مسكون
حتي لـَيـَكـتـُبَ كلٌّ وَجْـدَ صاحِـبـِهِ لأنـَّـهُ بـِشـَجـاهُ جـِـدُّ مَســكـُون ِ!
يا دجلةَ الخير: خلِّيني وما قَسَمَتْ
لي المقاديرُ من لدغ الثعابين
أمـَّا زَواحِـفُ أمريكا فـقد عَـبَرَتْ إليَّ مِن دُورِهـاتـيـكَ الـثـَّعـابـيـن
يدرس واحد من اولاده في امريكا
والراهناتُ بجسمي يَنْتَبِشن به
نبشَ الـهوامِ ضريحاً كلَّ مدفون
مؤَمِّـليـنَ الصِّغـارَ الـواثـِقـيـنَ بـِنـا بـِبَعـثِ مَجْـدٍ مَدي التـَّاريخ ِمَدفـُون ِ
والساترينَ بشتمي عُرْيَ سوأتِهم
كخَصْفِ حوّاءَ دوحَ التُوتِ والتين
بَل يا فـَجيعَة َكلِّ الشـِّعـرِ في وَطني والنـَّخْل ِ،والأرزِ،والزَّيتون ِ،والتـِّين ِ
والميِّتينَ وقد هيضت ضمائرهُم
بواخزٍ معهم في القبر مدفون
مؤَمِّـليـنَ الصِّغـارَ الـواثـِقـيـنَ بـِنـا بـِبَعـثِ مَجْـدٍ مَدي التـَّاريخ ِمَدفـُون ِ
صنّاجةَ الأدبِ الغالي، وكم حِقَبٍ
بها المواهبُ سيمَت سَوْمَ مغبون
وكنتَ تـُوري لـَيـاليـهـِم مُشـاكـَسَـة ً فـَيَضحَكـونَ ، ولكنْ ضِحْكَ مَغـبون ِ!
ويا زعيماً بأن لم يأته خبرٌ
عمّا يُنشَّرُ من تلك الدواوين
وأنتَ تـُوغِلُ في المَجهول ِأشرِعـَة ً مُحـَمَّـلاتٍ بـآ لا فِ الـدَّ واويـن
موتى الضمائرِ تُعطي المَيْتَ دمعتَها
وتستعينُ على حيٍّ بسكِّين
هذي مَذابـِحُ أهلي ، وهيَ مَذبَحَتي أنا الـذ َّبـيحُ وأعمامي سـَكاكـيـني
عـشـرينَ عاما ًًتـآخـَينـا عـلي دَمِنـا نـَجري بـِهِ نازِفـا ًبـَيـنَ السَّـكاكـيـن ِ
إن المصائب طوعاً أو كراهيةً
أعَدْنَ نَحْتِي، كما أبدَعْنَ تلويني
أرَينني أنّ عندي من شوافِعِها
إذا تباهى زكيٌ ما يزكّيني
لعلَ نجوى تُداوي حرَّ أفئدة
فيها الحزازاتُ تَغلي كالبراكين
كـَتـَبتـَها أنتَ..قـُلْ لي كيفَ تـَسبقـُني إلي دَمي ، مُسـتـَحِمـَّا ًفي بـَراكـيـني؟!
وعلَّ عقبى مناغاةٍ مُخفِّقةً
حمّى عناتر «صفينِ» و«حطين
كلُّ الـمَعـابـِرِ خـَضَّـبـنا مَدارِجـَهـا مِن يـَوم ِذيـقـار حتي يـَوم ِحـِطـِّين ِ
وسِدْرةٌ نبعُها خضْدٌ، وساقيةٌ
وباسقُ النخلِ معقوفُ العراجين
ما جـئـتَ بغـداد إلا والـنـَّخـيـلُ لـَهُ مِمـَّا شـَدَوتَ نـَزيـفٌ في العـَراجيـن ِ!
لم أعْدُ أبوابَ ستينٍ، وأحسبني
هِمَّاً وقفتُ على أبواب تسعين
وكانَ مـا بـَينـَنا عـَشـْرٌ سـَبَقـتُ بهـا وَهـا أنـا الآنَ أسـعي لـِلـثـَّـمانـيـن
تـُري أأثـقـَلـَني عـُمري فـَأبـْطأني وأنتَ أسرَعتَ في سـَبْـع ٍوسـِتـِّيـن ِ؟
تصعدتْ آهِ من تلقاء فطرتها
وأردفت آهةٌ أُخرى بآمين
وأنتَ خمسينَ عاما ًكنتَ تـَصرَخُ في وديـانـِهـِم ، فـَتـُثـَنـِّي ألـفُ آمـيـن ِ
|