• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : (قراءة في كتاب "سماوي" للكاتبة أفياء الحسيني) ج3   .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

(قراءة في كتاب "سماوي" للكاتبة أفياء الحسيني) ج3  

  البحث عن القيمة التربوية سيأخذنا الى سؤال مهم: ـ ماهي التربية؟ 
 الإعلام اليوم يعمل على تضليل القارئ والباحث لكونه ينقل المفهوم التربوي بشكل آلي وسريع إلى النموذج الغربي، وتطبيقه حرفيا على مناهج التربية 
الكاتبة أفياء الحسيني في كتابها (سماوي) بحثت عن الطفولة في عوالم التراث الإسلامي، وتطرح المأزق الذي تعيشه الطفولة في مرحلة الطفل المؤسساتي، وترى من الجريمة أن يتحول الطفل العراقي الجميل إلى أرقام إحصائية في سجلات مؤسساتية تتاجر ببراءته وصحته وتستهين بحياته بدل الاهتمام به جديًا، معظم تلك المؤسسات أصبحت غير مأمونة يقاد بعضها من قبل تجار سوق النخاسة، لبيع الأعضاء أو الاستغلال، هذه الفطنة التي تجعلنا ننظر إلى الموضوع من ضمن سياقات فكرية 
سؤال يرسم الملامح الأولية للمضمون، هل يا ترى عجز العراق عن تأمين بيئة صحية لأطفالنا؟ 
 ومن هذه الفطنة نستطيع أن نستخرج الصورة النموذجية، لما يمكن أن ندعوه المنهج التربوي أو السلوك الاجتماعي، لن نكتفي بان نستنسخ حرفيا لما جاء في الكتاب بل نريد أن ندرس المواضيع الجديدة التي تواجه تلك المنهجيات التربوية، لنبدأ أولا من الأحداث التي تمر في حياة الطفل بمعنى معرفة الأبواب التي تؤدي إلى المعرفة لدى الطفل، أي بمعنى قراءة القدرة الحسية والتفاعلية مع تنامي استجابته للواقع، وهذا الأمر يساعده على التعبير عن نفسه، ويكون علاقة اتصال بالمجتمع 
من أهم حسنات الكاتبة أفياء في كتابها (سماوي) أنها تركت التنظير وذهبت لدراسة واقع الطفل المعاشي، فهي نقلت صورا حية عن كربلاء 
 أطفال صغار لهم شطارة التجار ومكر الدلالة، يمتلكون لسانا ذربا يرطنون بالفارسية والهندية، المأساة أنهم تركوا بلا رقابة رقيب، القضية التي تناولتها هي قضية إنسانية، فهم يشكلون مجاميع واهنة الخطوات، البعض يتظاهر بالتدخين ليعبر عن رجولته والآخر يطلق أزفر الكلمات 
 نتقرب إلى مشكلة التعامل المجتمعي، 
 إن نهرتهم سيقول الناس اتركهم أنهم على باب الله، وأن تركتهم سترى الثبور، وقد استثنت حسب تعبيرها أولاد الرغيف المنكوب، وتخاف عليهم من عشرة الشارع لأنها مرة 
 تطالب الكاتبة عرض عمل لهم يحفظ ماء وجوههم وتقيهم عبث العابثين 
 العتبة العباسية المقدسة، عملت على احتوائهم وتعليمهم وإطعامهم وإعطاءهم رواتب تضمن لهم الحياة الكريمة 
على هذا الصعيد صرنا نحتاج دراسة الواقع الاجتماعي الذي هو أقرب من التنظيرات المعدة لبلورة مفهوم الفكرة، والفكرة أساسًا نجدها في الشارع، ومنهج أهل البيت عليهم السلام هو منهج واضح وشامل متكامل وضع لبناء الشخصية الساعية لبناء تصورات تدخل الى قلب وعقل وإرادة الطفل لتوجهه الوجهة المنسجمة مع ثوابت أساسيات المنهج التربوي السليم 
 العالم ينفتح على كل فروع العلم والمعرفة، وجميع التخصصات لابد أن تنصهر في بوتقة التفاعل التربوي، كونه يتأثر سريعا بمكونات كل جيل 
مكانة المثقف تتنامى عبر مستجدات كل ظرف بتأثر تأثيرا ايجابيا وتحصن الواقع، وخاصة الواقع التربوي 
وعوالم الطفل بلغت أوج خطورتها عبر التطورات الالكترونية، علينا أن نخلق حالة الاطمئنان عند الطفل بالمنهج التربوي، وضرورة تطبعه داخل النفس وفي واقع الحياة 
 
 أولا نستثمر علاقة الود والحب بين الوالدين، ثانيا إشباع حاجة الطفل، فنجد منهج أهل البيت عليهم السلام راعى خصوصيات الطفل، لا يلغيها ولا يحملها ما لا تطيق، أهم حاجات الاطفال المحبة والتقدير والرفاهية واللعب، ومع تنامي هذه الحاجات لابد من تعليم أطفالنا استشعار الرقابة الالهية، الثواب والعقاب تقوية الإرادة وإثارة الوجدان، والعمل الحر المثقف، الذي يتجلى بروح مستقلة محبة للحرية 
 فهي تناقش قضية ثقافة العيب التي تعاملوا معها تعاملا سلبيا وادخلوها بجادة الطبقية، هذا انحراف قسري، ذهنية الطفل لا تتحمل هذه البؤر السياسية، ثقافة العيب هي تحذير الطفل وتعليمه على الالتزام، وتدارك الخلل، تغيرت مفردة العيب وأصبح بدلها التباهي بمفردات القبح عند أطفالنا 
كتاب (سماوي) يهتم بأسس التربية السليمة التي كانت تعد أطفالنا الأعداد السليم، وتصنع لهم الذاكرة عند المراقد المقدسة وفي المجالس الحسينية ومعاشر الطيبين، وتوجيه رغبة الطفل إلى أساسيات التربية 
اليوم الطفل قبل النطق يندمج مع الموبايل ويكبر بشكل مبرمج وينمي رغبة الطفل حسب مقاساته، فقدنا روح الدين في التربية وتلك الاسئلة البسيطة عن الله والنبي والائمة لتحل مكانها ترويج لعب الأسلحة ليحب أطفالنا الحروب 
كتاب (سماوي) يوصلنا الى قضية لا عيب في التربية النمطية لكن النمطية المتطورة، من ضمن هذا التطور النمطي اليوم نجد أطفالا قبل النطق اندمجوا تماما مع انشودة سلام يا مهدي، طفل قماط كلما يسمع النشيد يرفع يده للسلام 
 علينا تنشيط مفردات الإيمان وترسيخ قيم العائلة، والتربية الإسلامية الأخلاقية،




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=172690
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 09 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28