ممنوعٌ من العَجَب
ممنوعٌ من التعجُب .. ممنوعٌ من الصَّرف ، أنت
طالما أنك ما بينَ الرافدين وَحَولَهُما .
ليس بين الضَّفتين من حُلم ،
شِباكُ الأشباحِ هُنا ،
تملأ الليل ارتقاباً ، لجفنٍ ووسادة
ليسَ ثَمَّة طينٌ هنا ،
ليسَ من زَرع ،
تأكُلُ الغربانُ بَذركَ أثناء النُشور
جُوعٌ عتيقٌ بهذا العُراق ،
يفتكُ الطيرَ والطينَ ، يفتكُ ما كانَ من الطّينِ اعتُرِقْ
تلتهمُ النهرينَ هنا ،
في بلادي ، الضَّفتين
يشربَ الجُرفُ سقيماً عاطشاً ، رقراقَ فُراتيه ولا يشبع ..!
في العِراق ..
أنتَ في العُراق ..؟؟
لماذا إذن هذا العَجَبْ ؟
هذي بلادُ العجائب ، مُذ تلفّتَ فيها آدمُ أولَ مرةٍ وما عادت عيناهُ ترى تُفاحَ الجنة
هنا .. ضاعت من أبي النَّاسِ الجَّنة
ما ضاعت منهُ الجنةُ في لبنان أو باريسَ ولا في فيينا ..
كتبَ الله .. أن تضيعَ الجنانُ ، كُل الجنانِ هنا ، في بلادي .
هنُا …. يُدعى الحبيبُ الى حياض الحُب لكي يُذبح
الحُبُّ ذبيحُ النَّحر هنا ، بينَ النَّهرين
لم تجرأ أرضٌ أو طينٌ أن يُهراقَ على أديمها نورَه
أشفقت كلُ البقاع لذاكَ الذنب ارتعاداً
هذي الأرضُ فقط …
قبلت أن تكرعَ نخب دماهُ ولم تشبع ..!!
لم تَرجف فيها سبخةُ طينٍ أو تجزع
للآن بلادي لم تشبع ،
للآن تعُبُّ بنيها أنخاباً
نخباً يتلوهُ النخبُ ليصطَخِبَ السُكرُ عويلاً أبدياً يتلو في مقابرها طلاسم سِحره الأسود
نوائحُ سحرٍ أسود ، تعولُ أو تعوي في هذه الدار
تهيلُ سمومها تراب صحاريها على رؤوس نوائحها الغُبر
هذي بلادٌ لا تُنبتُ الثَّمر
تنمو على أغصانها الرُؤوس لتُقتطف
ما على الأشجار ثَمَر
مواسمُ الناس في غير أرضنا خوخٌ ودُراقٌ وأعنابٌ وخمر
وخمرنا دماء بنينا والرؤوسُ اليانعات قطافنا والمواسم
|