البحث عن المنطق الواقعي النافع والذي يخدم الامة دون ان يضع حدودا لعرقيات وفرعيات تسطو على شمولية المعقول نفسه ، تتسع حينها العبارة لتجلو الرؤيا النيرة بما يخدم واقع الانسان لا أن يسيء اليه ، ويعني اننا دخلنا مرحلة فهم دورنا الحقيقي كأوادم اولا وكإعلاميين لنا حرمة التوعية والرشاد ، وبهذا نستحق ميزة الشجاعة ، والشجاعة لابد ان تكون نابعة من الذات اولا ، مثل شجاعة النفس والشجاعة من داخل الروح الانسانية ، فالصدق شجاعة والرحمة شجاعة والمحبة شجاعة ، ولا بأس اذا ما فتحنا الابواب للتحاور داخل منبرنا الإعلامي والتحاور يعني التواصل الحي ، هو له معتقده وله ايمانه وله قناعاته وانا لدي قناعاتي ولابد ان يحترمها هو ايضا مقابل احترامي له ومثل هذا الفهم يصلنا الى الآخر ، ودونه يصبح التحور ضعيفا يحمل في طياته الخور ـ لابد ان ندرك هذا كي نصل قيمة التحاور وان نبتعد عن الصراعات التي تضعف الحضور ، ويعني ان ليس هناك مستقل داخل المشهد الحياتي اطلاقا ، فالاستقلال هو رأي ايضا يشارك في التعبير العام ويطالب بعزلته ليحمل الصمت شعارا ، اما ان يقصد الانسان الانتماءات السياسية فالانتماء السياسي مريض فعلا ولا يتمحص وجوده من خلال الآخر اولا ، واما ان ترى انت وتريد من الاخرين ان يرون ما تراه انت فقط فذلك يعني الطغيان والهلاك ، ويعني ان نعيش المحنة باسم القضاء على المحنة نفسها ، والا ماهي الضمانات التي تزكي الانسان بما يمتلك وليحمل هو دون غيره شرعية التعامل مع الموضوع لا ابتلاعه ابتلاعا نهائيا ، والا كيف للإنسان ان يرى نفسه في الضوء ، والآخرين كلهم في العتمة ، كيف يعبر عن استقلاليته ، كيف يطرح نفسه معبرا عنهم ، ويشهد التأريخ نيابة عنهم ، وكيف يعبر عن وجدانهم واحاسيسهم ، واين هم من هذه النيابة القسرية ، فمن اللازم معايشة جميع الرؤى والايمان بها لخلق التميز بعد ذلك ، عليك ان ترى الضوء الساطع من كل معتقد ومنه تستطيع ان تعرف المدى الزائف كما تعتقد، وان تقع على علة الموضوع ، ويعني لك الحق ان تحفظ كرامة سواك لامن خلال نصرته دون معرفة مفهوم هذه النصرة والا فهو الضياع ولك ان تعرف ان كرامة الانسان تحفظ بالعز وعدم قتل القدرة على الاحتواء وولادة الاصرار على الحب والكتابة وتنامي الشعور المثقف المسؤول لا ان يمنح الانسان قابلية التهديم ونفي صوت الاخر وهلاك حياته وحياة اهله ، ولا يعني تهميش جميع العلائق الفكرية للوصول الى نقطة التماس الاناني مع الجاهز عبر عمليات التطبع والتعود والتلقي الاعمى ، ويعني ان نبني المثقف الواع بناءا سليما يحمل الانفتاح نحو العوالم المختلفة دون تحسس او ريب وهذا يعني ان يحمل الوعي في مسألة التعايش مع الناس والوطن والحب بشمولية تامة دون اثارة النعرات الطائفية ولا الجدل ولا الاختلاف ، ويعني حينها انا على استعداد لتحمل مسؤولية الدور الذي نلعبه كإعلاميين مثقفين يسعون لخدمة الوطن والانسان ، |