• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : وهبّت الزهراء.. تُدافِع عن إمام زمانها !! سماحة آية الله الشيخ مصطفى الهرندي.. .
                          • الكاتب : شعيب العاملي .

وهبّت الزهراء.. تُدافِع عن إمام زمانها !! سماحة آية الله الشيخ مصطفى الهرندي..


 بسم الله الرحمن الرحيم

على مشارف الفاطمية الثالثة..

ذكرنا أن المعركة ابتدأت من السقيفة المشؤومة، وقراءتنا لقضية السقيفة تشكل القاعدة الأساسية للفكر الشيعي.

إنّ الذي يتمكن من رسم خارطةٍ دقيقةٍ تتناسب مع حجم المأساة، مع الواقع الذي عاشته الأسرة الشريفة في تلك الظروف الصعبة، يتمكن من الانطلاقة الجيدة في طريق أهل البيت صلوات الله عليهم..

والذي لا يتمكن من رسم الخارطة بصورة جيدة يُفَشِّلُ العترة الشريفة وخلافة الله تعالى، التي بدأت بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وانتقلت إلى علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه، عليه بأمرٍ إلهي ناشئٍ من استحقاق علي بن أبي طالب لخلافة الله تعالى بعد الرسول.

والقراءة الصحيحة لذلك الحدث، ورسم الخارطة الصحيحة له هي بدايةٌ جيدةٌ ترسم النهاية الجيدة أيضاً، لأن البداية الضعيفة والخاطئة لا تبشر بمستقبلٍ صحيحٍ قويٍّ جيّد..

وقد جرّبتُ القضية بما ينقله المؤرخون حول السقيفة، لأن كَتَبَةَ التاريخ كلهم من العناصر المحسوبة على السلطة المنحرفة، كَتَبَةٌ بأقلام السلطة وبِحِبرِها وعلى ورقها وبدعمٍ وراتبٍ منها، كلهم أُجَرَاءُ عند السلطة، وغالب المؤرخين في أكثر المقاطع التاريخية الهامة كتبوا لمصلحة السلطة، ولم تجد معارضاً يكتب ويدون التاريخ على أساس ما حدث في ذلك التاريخ فعلاً.

أنا لم أجد تاريخاً أتمكن من الاعتماد عليه، كلُّهُ تلفيقٌ وتحريفٌ وتزويرٌ ومغالطةٌ لأجل الدفاع عن شرعية السلطة الحاكمة.

قرأت تاريخ صدام حسين وعبد السلام عارف، الروايات المعاصرة التي لم يغب الإنسان عن الحدث فيها، تنقلها الأجهزة الموجودة بصور مختلفة، حيث أنّ كل فضائية تنقل الحدث بما يتناسب مع أجنداتها..
فكيف بنا في ذلك الزمان السحيق الغابر الذي انعدمت فيه الرقابة على الحدث ؟!

قبل ان ندخل البحث فتحنا الباب أمام قاعدة هي (قاعدة الثورات)..
في أكثر الثورات التاريخية يقتل فيها رئيس السلطة، ويحطَّمُ فيها شخصه، ويعتدى فيها على عائلته وتحطَّمُ شخصيتها.. تُصَادَرُ أمواله حتى لا يتمكن من الدخول في المجتمع من طريق المال، لأن المال من أقوى الأدوات التي استعملتها السلطات في طول التاريخ لإغراء القاعدة..

إنَّ تحطيمَ الشخص وتحطيم الشخصية ومصادرة الأموال من جملة العناصر المشتركة بين كل الثورات في العالم، من الزمان الغابر العتيق إلى يومنا هذا.. ادرسوها.. هي عناصر موجودة بما للكلمة من معنى.

وهذه العناصر لم تختف من السقيفة المشؤومة، فلا بدّ من تحطيم شخص الإمام صلوات الله وسلامه عليه، وتحطيم شخصيته بالهجوم على بيته صلوات الله عليه، ومصادرة أمواله، ومحاولة إخفاء ذلك البريق الذي حصل للإمام، وقيادته لكل المعارك التي حدثت في زمان النبي (ص) إلا معركة واحدة.

وكان هناك شخصيات ثلاثة مطروحة، شخصية المهاجرين وتتمثل في أبي بكر، وشخصية الأنصار بسعد بن عبادة، وشخصية الله والبيت النبوي تتمثل بعلي بن أبي طالب.

سعد بن عبادة صُفِّيَ في الخطوة الأولى، والبيت النبوي لا يمتلك قاعدة بشرية على الأرض..
المهاجرون كانوا شريحة كبيرة في المجتمع المدني، والأنصار الشريحة الكبرى فيه، أما الشريحة التي يعتمد عليها البيت النبوي فمن كانت ؟

العباس لا يمكن الاعتماد عليه على الإطلاق في طول التاريخ.. ولذا نصبوه رمزاً أمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

أحياناً استغلَّ العباس شخصية علي بن أبي طالب لاثبات شخصيته، واستفاد منها، لا أتخذ موقفاً من عباس، لا اريد ان افتح معركة جديدة، لكن عباساً كان يراعي مصالحه الشخصية، لا مصالح الخلافة الإلهية، وحتى مصالح الأسرة الشريفة.

ولذا تحول البيت العباسي إلى بيت خلافةٍ بعد بني أمية، هذه لها جذور ونوافذ ومحطات تاريخية.
لأجل ضرب عليّ بن أبي طالب كبَّروا العباس عم النبي (ص)..

وقد رتبنا البحث على أربعة محاور:

ففي رأيي أنه حصلت أربعة معارك:

الحرب الأولى: المعركة العسكرية:

وبداية كل حرب تبدأ بمعركة عسكرية، وعندما تُحَلِّلُ جيش الإمام صلوات الله عليه، يثبت لنا أن هذا الجيش لم يكن متمكناً من الدخول في مواجهة عسكريةٍ مع السقيفة المشؤومة، كانت الزهراء سلام الله عليها والحسن والحسين وسلمان وأبو ذكر وعمار (جاص جيصة، جاض جيضة) هؤلاء الذين كانوا عند علي بن ابي طالب..

حتى المقداد .. كان المسؤول عن الفرقة التي أُمِرَت بتصفية الشورى إذا اختلفوا ! أيضاً لا أتخذ موقفاً من المقداد..

فبدأت المعركة في آخر المدينة المنورة، بحسب المقاييس العسكرية.. 
لا يمكن لأربعة أو خمسة أن يقاتلوا المجموعة الكبرى التي اجتمعت في المدينة المنورة للدفاع عن الباطل، الذي تجسّد في السقيفة، حتى تحول إلى خليفة رسول الله، ولا تربطه صلةٌ لا بالله ولا برسوله !

لا يمكن للإمام أن يقاتل من الناحية العسكرية بهذه المجموعة الصغيرة، يُقتَل ويُقتَل من معه، ويُشطَب عليه وعلى المجموعة تاريخياً..

فماذا يفعل الإمام ؟

كسائر الجيوش التي لا تتمكن من الدخول في مواجهةٍ عسكريةٍ في ساحة القتال، فتنسحب إلى القلعة.

وقلعة الإمام بيت الزهراء.. هذا أمر طبيعي..

الجيش الذي لا يمكنه القتال في مواجهةٍ في ساحة القتال ينسحب الى المدينة، ويتحصن فيها وفي أبراجها، هذا أمر طبيعي، وكل الحروب العسكرية كانت هكذا..

فانسحب الامام عليه السلام مع هذه المجموعة الصغيرة من قواته إلى داخل قلعته ومدينته وهي بيت الزهراء..

وكلما انسحبت الجيوش الى داخل المدينة يأتي الجيش المهاجم ويحاصر المدينة.. وكيف تفتح المدينة والقلعة ؟

تفتح بطريقتين:

الطريقة الأولى: الآلات الحربية التي تسمى المنجنيق، ولم تكن موجودة في المنطقة العربية، وهي آلاتٌ خاصة تحمل عليها الأحجار الكبيرة، وترمى على المدينة وأسوارها وبابها فيكسر ويدخلون..

ولم يكن المنجنيق حينها موجوداً في المدينة المنورة وعند الجيوش العربية، كان عند الجيوش المتقدمة كالجيش الايراني والجيش اليوناني والجيش الروماني.. ثم دخل لاحقاً كآلة عسكرية في الجيوش العربية.. أخذوها من الجيوش الاخرى، كالخندق الذي حفره سلمان رضوان الله عليه حول المدينة المنورة، هذه فكرة عجمية.. فهذه هي الطريقة الاولى اي قصف الابراج بالمنجنيق.

الطريقة الثانية: بمجموعة من الفدائيين، الصاعقة، قوات التدخل السريع، تأتي بحطب إلى الباب، تضعه عليه وتحرقه، ويتم اقتحام القلعة.

استخدموا الطريقة الثانية.. وهذا طبيعي من الناحية العسكرية.. طبيعة المعركة هكذا.. يريدون أن يكتسحوا هذه القاعدة العسكرية فلا بد من فتح فتحة للدخول فيها، وذلك بحرق الباب، وهو أبسط الطرق، لأن هدم الجدران مشكل، وأسهل شيء حرق الباب.. فأحضروا الحطب وحرقوا الباب..

فتعرضت الإمامة للخطر، ونحن نقول بأنه إذا تعرضت الإمامة للخطر يجب على كل الأمة أن تدافع عن إمام زمانها، وتختلف مراتب الدفاع من حيث الشدة والضعف، بمعرفة الجندي لموقع الإمامة والقيادة.

لماذا كان الإمام عليه السلام هو الذي يقف على رأس النبي (ص) في مواضع الخطر ؟ لأنه أعرف الناس بشخصية النبي..

عندما هاجر: من الذين نام في بيته ؟ أعرف الناس بالنبوة والرسالة السماوية والخلافة الإلهية..

لا شك أن الدفاع يتفاعل مع فهم الجندي للمعركة، وكلما ازداد الفهم سعة وشمولية كلما توسع التكليف العسكري والشرعي الممتزجان في شخصية الإمام.

من أعرف الناس بالإمام ؟ السيدة الزهراء..
هل هناك أعرف من السيدة الزهراء بالإمام عليه السلام ؟

وقلنا أنها حرب دفاعية، وفي الحرب الدفاعية يجب المشاركة على الكل، المرأة والرجل والطفل والكبير والصغير بلا فرق..
سلمان يحتل الموقع الثالث او الرابع.. عمار هكذا.. المقداد.. هؤلاء ماذا يكونون أمام الزهراء ؟

فخرجت الزهراء لتدافع كأُمَّةٍ عن إمام زمانها، لا كزوجةٍ عن زوجها..

لماذا خربتم القضية ؟ لماذا لم ترسموا الملف بصورة دقيقة، حتى تنقلون عنها قولها للإمام: اشتملت شملة الجنين وقعدت قعدة.. !!
فما الفرق بين الإمام والنبي ؟ النبي هو القيادة الفعلية في زمانه، ولما تعرض للخطر دافع عنه الإمام، والأمر هنا كذلك.

دور الزهراء عليها السلام في قضية السقيفة دور الإمام في أُحُد في الدفاع عن الرسالة المباركة.

الشخص الاول والقيادة العليا تعرضت للخطر.. هرب الآخرون.. لكن من يربطه بالنبي عَقله وفهمه وإدراكه لشخصية النبي والرسالة.. تكليفه يتفاعل مع العقل، والله يحاسب الناس على عقولهم لا على عضلاتهم وو..

من أعرف بالإمام من الزهراء عليها السلام ؟
فخرجت لتدافع عن إمام زمانها.. لا كامرأة.. لا كزوجة.. بل كأُمَّةٍ خرجت لتدافع عن إمام زمانها..

لماذا أخرجتم القضية عن مداراتها الأصلية، وتركتموها في مدارها الضيق الحَرِج الذي ابتلينا فيه بتوجيه أنّ الإمام فقد رجولته، لأنه لم يخرج ليدافع عن زوجته ؟ لماذا هذا الفكر الخاطئ ؟
لماذا التحليل الخاطئ ؟

كالسيدة زينب عليها السلام في كربلاء..
لماذا كانت أول من دخلت على الإمام في موقع استشهاده ؟ لأنها أولى الناس بالإمام.. فالإمام زين العابدين كان مريضاً بحسب الظاهر.. والمرض يُسقِطُ التكليف الفعلي فينتقل للسيدة زينب عليها السلام..

هذه الحرب الاولى التي كانت حرباً عسكرية وانتهت باكتساح بيت الزهراء عليها السلام.

الحرب الثانية: المعركة الايديولوجية

خُطَبُ الزهراء: لو جردنا الزهراء عن كل ما قيل فيها، فإن لنا أن نرسم شخصيتها من طريق الخطب التي نقلت عنها، والتي تثبت أنها أعظم امرأة في التاريخ.

أول من رسمت خارطة التوحيد.. وهذا ليس موجوداً في الروايات المنقولة حتى عن النبي (ص).. أول من رسمت خارطةً عن الرسالة، أول من رسمت خارطة عن الإمامة، أول من رسمت أو كتبت تاريخ العرب في الجاهلية وكتبت مستقبل العرب أيضاً.

أحضِر ليَ امرأة في التاريخ كهذه المرأة !! وقد قرأتُ عن كل النساء العظيمات في التاريخ..

تسع سنوات في بيت النبي لم تر رجلا، وتسع سنوات في بيت علي بن ابي طالب شغلها البيت عن كل شيء، ولم يُنقَل أنها درست عند النبي ولا عند الإمام .. من أين جاءت بهذا ؟

حتى سبقت الإمام في نهج البلاغة.. صحيحٌ أن في خطب النهج التوحيد والنبوة .. لكن خطبة الزهراء قبل نهج البلاغة، قبل أكثر خطب الأمير.. وإن كان بعضها قد يكون موجوداً قبل ذلك..

هذه أسميتها الحرب الايديولوجية.. هَدَمَتهُم ايديولوجياً..
عندما لا تتمكن من اكتساب المعركة عسكرياً، اكتسبها ايديولوجيا.. فحطَّمَت البريق الخاطئ الذي رُسِمَ في يوم السقيفة بخطبها الثلاثة او الاثنين او الاربع.. مجمل خطبها..

احضروا خطبةً لمن تحتل بتعبيرهم لقب زوجة النبي المحببة !! حتى في حرب الجمل، (اقتلوا نعثلا قتله الله) ليست خطبة..
حفظت أربعين ألف حديث !! هذا كله تزوير وتلفيق..

النبي حياته في المسجد والحروب، اين كان يجلس واياها ليحفظها هذه الاحاديث كلها ؟
يكفينا لإثبات شخصية الزهراء الخطب المنسوبة إليها..

أين تعلمت ؟ من الذي علمها التوحيد والرسالة والإمامة ؟
من الذي علمها تاريخ العرب في الجاهلية ؟ ومستقبل الأمة العربية ؟
هذه الحرب الايديولوجية..

الحرب الثالثة: الحرب النفسية.

عندما دخلوا عليها فسلبت الاعتراف منهم بأنهم ظلموها، شاهِد الذكاء والقدرة الفكرية، المخابرات العالمية الآن عندما تقبض على جاسوس تسعى لأخذ اعترافٍ منه، وباعترافه تسقط أكبر دولة..

اقرؤوا تاريخ الجواسيس، كم من الكبار سقطوا من طريق اعتراف الجواسيس.. لقد أجبرتهم على الاعتراف..
انتزعت منهم الاعتراف جبراً.. هذه الحرب النفسية..

الحرب الرابعة: الحرب التاريخية

هم كَتَبَةُ التاريخ، غدا يكتبون أنها شُيِّعَت وخرجت المدينة معها، وصلى عليها الخليفة، ولطم خلف جنازتها فلان وفلان..
يمكنهم كتابة ذلك بطبيعة الحال، القلم بيدهم، والمؤرخ عميلٌ بما للكلمة من معنى، ليس هناك مؤرخٍ حرٍّ على الإطلاق في التواريخ الاسلامية.. حتى التواريخ العالمية.. ليس هناك مؤرخون أحرار يكتبون الحدث كما هو.. فضلاً عن أن حبّ الشيء يعمي ويصم.. الحدث الواحد كل شخص ينظر له بعين.. الحدث الذي نشترك فيه جميعاً كل واحد ينقله بصورة مختلفة..

فهي تعرف أنها ستحصل حركة في التاريخ لطمس معالم الجريمة التي ارتكبت في يوم السقيفة..

الجماعة سعوا بكل ما تمكنوا، دخلوا على الزهراء كي يُكَذِّبُوا ما نُقِلَ من تعاملهم معها.. هذه الحرب التاريخية.. لا يحضر جنازتي هؤلاء.. اختفاء القبر.. لحد الان لم يتمكنوا من التخلص من هذا الامر تاريخياً..

لماذا ؟
لأن بنت النبي لا يمكن انكارها على الاطلاق، حبيبة النبي، اقرب الناس للنبي، لا يمكن انكارها..

فاذا لم يحضروا جنازتها، ولم يصلوا عليها، ولم يعرفوا قبرها، فما معنى ذلك ؟

امرأة مظلومة مقهورة، سُلب حقها، واعتدوا عليها حتى أخفت قبرها، لاثبات قرينةٍ تاريخيةٍ على حدوث أكبر جريمة بعد وفاة النبي (ص).

هذا هو الحدث.
لا نحتاج لأدلة وبراهين وقرائن وروايات وتواريخ.. 
أي تاريخ هذا ؟ لعنة الله على هذا التاريخ.

من ابن خلدون ؟ من الطبري وابن اثير وفلان ؟
هؤلاء كتبوا كمن كتب تاريخ الحضارة الذي كُتِبَ في زمن صدام حسين.

اقرأ تاريخ الحضارة الذي كتب في أيامه، جعلوا منه إلهاً !

الذي حدث في السقيفة هذه العناصر الثلاثة: 
1. تحطيم الشخص.
2. وتحطيم الشخصية.
3. ومصادرة الاموال.
عناصر ثلاثة موجودة في كل الثورات في التاريخ.

ليس الأمر هو الذي يرسم الآن.. 
لا اريد الاعتداء على احد، لكن ينبغي عرضها بالشكل الذي يتناسب مع حجم القضية والمأساة، مع أبطال المعركة، لا تظلموا المجموعة التي اشتركت في أكبر معركة تاريخية الى يومنا هذا !

الجريمة التي ارتكبت في السقيفة لا تزال تقتل الناس في كل العالم الاسلامي، من هم هؤلاء ؟ هم اهل السقيفة وأبطالها وجنودها، جذورهم تمتد الى السقيفة المفضوحة المشؤومة.

بأي مجوز شرعي ينتهكون أعراض الناس ؟

يا أخا العرب، يا أخا اليهود، يا أخا الفرس.. 
الإمام يخاطب الناس بهذه العبارات في الروايات المنقولة عنه، ولا اتحمل مسؤوليتها..

الإمام تعامل مع الناس كانسانٍ يتعامل مع إنسان، لم يتعامل معهم على مستوى مذهب ودين واهتمامات..

هل فرَّقَ بين شيعته وشيعة السقيفة في تقسيم بيت مال المسلمين ؟ في الكوفة، في البصرة، في المدينة، في المناطق الاخرى ؟
هل فرق بين جماعته وبين الخوارج الذين حكموا بكفره ؟
قتل الإمامُ خارجياً ؟ إلا بعد ان تحولوا الى عناصر مسلحة، واصطدموا بالمصلحة الاسلامية فدافع الامام عن الأمة الاسلامية.

مسألة الإمامة مسؤولية كبرى.. 
من لا يتمكن من حمل هذه المسؤولية فليسكت ولا يتحدث حول الامامة الشريفة.
الدخول في الإمامة الشريفة لا بد أن يكون عن فَهمٍ (ولا أقول فهماً دقيقاً فلا يفهمها إلا الإمام) لكن لتلاحظ شخصية الإمام، وبدلاً من أن تذكر فضيلة للإمام تُذكَر قضيةٌ تستوجب الحطَّ من قدر الإمام !

إن نجحنا في رسم صورةٍ ولو مبهمةٍ عن الإمام صلوات الله عليه نجحت الحركة الفكرية، وإن سقطت الإمامة الشريفة في عقيدتنا سقط كل شيء، لأن الإمام خليفة الله، والأرض قائمةٌ بخليفته..

هذه هي الإمامة..

إما أن تنجحوا وإما أن لا تتدخلوا في مسألة الإمامة، وتعرضوها بغير الشكل الذي يتناسب مع الإمامة.

نجاح الطائفة الشيعية يتوقف على نجاح نظرية الإمامة، سقوط الطائفة الشيعية يتوقف على سقوط نظرية الإمامة.

والحمد لله رب العالمين

من جلسات سماحة آية الله الشيخ مصطفى الهرندي.. قبيل الأيام الفاطمية لعام 1436 هـ، 
الموافق ل 14-3-2015م.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=163477
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 01 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28