• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : السيدة فاطمة المعصومة(عليها السلام)*   .

السيدة فاطمة المعصومة(عليها السلام)*  

 لا بد منه، وأما العصمة في هذه الشخصيات العالية فليست بلازمة 

ولئن لم تكن معصومة بالمعنى الخاص للعصمة الخاصة بالأئمة عليهم السلام والصديقة الزهراء (عليها السلام)

 إلا أن في التعبير عنها بالمعصومة إشعارا ببلوغها مرتبة عالية من الطهارة والعفة والنزاهة والقداسة، ولا غرو فإنها تنحدر من بيت العصمة وتربت على يد المعصوم، وكانت ابنة معصوم وأخت معصوم وعمة معصوم.

3 - كريمة أهل البيت:
وهو من ألقاب هذه السيدة الجليلة، وعرفت به من دون سائر نساء أهل البيت.

وقد اشتهر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بهذا اللقب من دون سائر الرجال، فكان يقال له كريم أهل البيت.

وقد أطلقه عليها الإمام المعصوم (عليه السلام) في قصة وقعت لأحد السادة الأجلاء وقال له: " عليك بكريمة أهل البيت " مشيرا إلى هذه السيدة الجليلة، وسنذكر تفاصيلها في موضع آخر.

ولهذا اللقب دلالة بعيدة الغور على شأن فاطمة بنت الإمام موسى ابن جعفر (عليهم السلام)، فإن أهل البيت (عليهم السلام) قد جمعوا غر الفضائل والمناقب وجميل الصفات، ومن أبرز تلك الخصال الكرم، وقد عرفوه بأنه إيثار الغير بالخير ولا تستعمله العرب إلا في المحاسن الكثيرة، ولا يقال
كريم حتى يظهر منه ذلك والكريم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل.

ومن ذلك يعلم أن للكرم معنى واسعا لا ينحصر في بذل المال أو إقراء الضيف أو حسن الضيافة، فإنها من مصاديق الكرم لإتمام معناه.

وعلى ضوء هذا المعنى الشامل للكرم يتجلى لنا المراد من وصف أهل البيت (عليهم السلام) بأنهم أكرم الناس على الإطلاق لما اشتملوا عليه من أنواع الخير والشرف والفضائل، وقد حفظ لنا التاريخ شيئا من ذلك وحدث به الرواة.

كما يتجلى لنا أيضا اتصاف هذه السيدة الجليلة بأنها كريمة أهل البيت (عليهم السلام).

وإن من أبرز مظاهر كرمها أن مثواها المقدس كان ولا يزال منبعا للفيض، وملاذا للناس، ومأمنا للعباد، ومستجارا للخلق، وبابا من أبواب الرحمة الإلهية للقاصدين، وأن مدينة قم حيث تضم مرقدها الطاهر كانت ولا تزال حاضرة العلم، وحرم الأئمة وعش آل محمد (عليهم السلام) ومنفرا لأهل العلم من شتى بقاع الأرض، يتلقون علوم أهل البيت (عليهم السلام) محتضنة كوكبة من العلماء والطلاب، ولا زالت هي والنجف الأشرف فرسي رهان تتسابقان في تخريج حملة العلوم على شتى مراتبهم، وسيوافيك عن ذلك حديث.

ففي وصف هذه السيدة الجليلة بأنها كريمة أهل البيت دلالة على
أنها ذات خير وبركة على الخلق، ولا سيما شيعة آل محمد وأختص أهل قم منذ اللحظة التي تشرفت أرضهم بها أنهم لا يزالون ينعمون ببركاتها وخيراتها آناء الليل وأطراف النهار، ويعيشون في حماها ويتفيأون ظلالها في امتياز خاص بهم من دون أهل سائر المناطق الأخرى.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156750
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15