هي نفسها الشمس تشرق كل يوم
تزيح عن رأسها الثقيل تأوهات الكون واستغاثات الناس وصرخات المدى ..
تتنفس من جديد بالرغم من شحة الشهيق وامتلاء الافق بزفير الموجعين وتعب الباكين وحزن الثاكلين .
تدير عينيها برفق فتبصر ما لاتبصره عين انسان، حروب واقتتال ..فتن و تصفيات ..مؤامرات وانتهاكات..جراح مضمخات بنزيف دائم ..
ترسل شعاعها الى كل الارجاء تكشف حقيقة الظالم المستبد وتعري زيفه الحقود وتفضح احجيته الكاذبة..
تقف متسمرة امام وحشية بعضهم ودهاء البعض الاخر
يزداد تقطيب حاجبيها امام رغبتهم بالتلذذ في إبادة البشرية وسحق معالم الجمال على وجه هذا الكون الجميل ..
في كل مفصل شبت نار وفي كل ركن حل الدمار ،
لم يعد الاخضرار هوية الارض بل صار الخراب والموت شعارها الخلاب.
صرخت بكل حميمها : الا تكفوا ايها الانذال..
اشتاطت غضبا واحمرار: اما يكفي هذا التدهور والانحدار..!
لم تبك من قبل، ولم تنحنِ اما جبروت وهجها الجبار
الا ان تأسفها صار حمما تدور في مجراها وتتشظى في ازمنة الحياة
نحيبها يبكي ويولول على دمار هذا الكوكب المختار..
في الاخير وقفت الكواكب معزيات في طابور طويل ضم كل ابناء مجرة درب التبانه وقد بان عليهم الحداد بعدما ارسل الجميع تعازيهم مواساة لكوكب الارض ..
التعزية ما كانت الا نيازك تفجرت بحرقة في مديات الكون رسالتها :
ان انتهوا فلقد دمر سطح الكوكب وبان على محياه الهلاك.
تقبلت الشمس التعازي بكل الم وفي صدرها امنية مخنوقة ان يأتي الخلاص سريعا ليلم شتات ما قد فتق ويحرر الانسان والخليقة بعدما عاث الفساد وانتشر ..
غادرتهم وخلفت وراءها هالات عظيمة من لوحة شعاعها العظيم خطت بها حروفا بالعربية مفادها:
يامهدي عجل.
|