• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تشظيات  .
                          • الكاتب : منتهى محسن .

تشظيات 

 آه يابلدي

يراد منا الابتسام والتناسي والجراح تراق عبر شرايين الفقدان والوجع القاسي
يراد منا الاستمرار والتحلي بالصبر في زمن امطرتنا الغيوم احزانها ففاضت محاجر العيون دمعا حارقا لاذع
..أه يا وطني
مالك كلما استنهضت نفسك اخذوك ذات اليمين وذات الشمال وحظك العاثر يشظي اشلاءك في يوم عصيب دامي..
مالك يا وطني ..هل عوذتك امك لما ولدتك وهل كبر والدك في اذنيك حينما انكببت تلامس الوجود بروحك الحنونه وحجرك الدافيء..؟
بالله عليك ما خطبك..ولم التعثر حليفك في كل الأماسي...
اهناك سر لك عند الله لتنال كل هذا الضيم ثم تكافيء في اخرة منعمة لا قهر فيها ولا تشظي ..
آه يا وطني..خفف علينا غور الجراح، فما عدنا نتحمل كل هذا الشقاء..
وتمهل علينا ولا تسقنا جرعات الالم دفعة واحدة ؛ فلقد نسينا في دروب الفقدان معنى الحياة ولم يبق َ لنبضاتنا مساحة للحلم والأمل..
وكلما توكأنا على ارواحنا المتعبة تُسقطنا هزاتك الجديدة ونعيك الأبي الهادر من فوهة بركانك العارم..
صراخ ..دخان..اعناق ..اياد.  توسل. زفرات
كلها اختفت في حريق عارم حصد العديد من الأبدان..
ويلي ..مال النواح يخضر ربيعه في بلد السلام ويستوطن؟
ومال الموت يخفق بجناحه فوق ضفاف وطن الانبياء والطُهر..؟
هل خط الموت على ابنائك خط القلادة على جيد الفتاة..؟!
سماءك الصافية ماعاد لونها لعادته منذ احمرارها يوم الطف، 
وفراتك ظل عطشان رغم فيضانه يتضور اسفا على قربة اريقت على ضفافه في زمن بعيد غادر.
آه ياوطني..ما ان تغفو عيناك قليلا حتى يبدأ سيناريو الموت من جديد فيتوضأ الدم عند محرابيك وتؤم الملأ بجموع الفاقدين والأيتام والأرامل..
أحلت في ارضك اللعنة.!
ام انه امتحان اشتد عليك تمحيصا واختبارا.؟!
ما زال صوت الصراخ يدوي في مسمعي
ممتزجا برائحة الاحتراق وصوت النار تأز وتأكل كل ما تقع عليه دون اي تردد او أمهال....
هناك في احدى الزوايا اجساد تفحمت لاحول لها ولا قوة، ارتادت احد المشافي واستجارت تخفيفا للاوجاع المزمنة فكان دواؤها  الكي خلاصا واسعافا ونجدة..!
آه ..يا وطني قل لي بربك كيف الخلاص
وكيف نوقف دفق الموت وهو يترنح في  رواقك الرحب الواسع...
تعبنا ايها الحبيب...
فارفق بنا وهب لنا بضاعة مزجاة علنا نحظى اخيرا بالراحة في سفر لا نصب فيه ولا عناء،
واشفق بحبيب بات يستجدي النوم بهناء على اعتاب دارك ..دار الأمان مآوى كل شريد وضائع.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154853
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13