كانت السماء هادئة اول المساء لكنها سرعان ما تململت وراحت تذرف قطراتها البلورية على وجه الارض المعطاء
سمعت شدو المطر وهو يعانق الافياء
شممت رائحة الغيث الساحر وهو يمتزج مع اديم الارض عطرا فريدا نادر..
توقدت الذكريات على حين غرة
اطفالا يتقافزون تحت المطر
تبتل ثيابهم ولا يبالون..
ينخرطون في برك الماء الصغيرة مستمتعين مستانسين
قد نسوا حقائب المدرسة
وتركوا الساعه تغط في نومها على الرصيف وانطلقوا في لعبة الركض الشهيرة تحت المطر..
قلوبهم بيضاء لاتحتاج ان تغتسلها المياه.....وارواحهم بريئة لم بشوبها بعد الضرر..
وعيونهم المبتلة تأبى الا ان تحدق مليا مع انحدار وشدة المطر..
لم يرهبهم الرعد
ولم يخيفهم البرق
ولا العصف الشديد
صاروا يتطايرون كاثواب رفرفت من على حبل الغسيل ..
تصحبهم ضحكاتهم الصاخبة....و تجمعهم فكرتهم المجنونة...
وهناك عند انهمار المطر ارهفوا السمع لصوت وصلهم من بعيد غط في عالم النسيان:
أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟
وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر ؟
وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟
بِلا انْتِهَاءٍ – كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،
كَالْحُبِّ ، كَالأطْفَالِ ، كَالْمَوْتَى – هُوَ الْمَطَر !
عندها تفرق الجمع وعادوا ادراجهم بعد ان نالهم البلل..
واصواتهم الناعمة تترنم مع نشيد المطر قائلين:
مطر ..مطر ..مطر.بالنعمة انهمر
تنحت الغيوم جانبا بعدما القت ثقلها وبانت النجوم في قاطرتها تترنح ملتمعة وناصعة..
واستقبل بعض الأطفال صفعات امهاتهم بكل امان وبهجة وارتياح.
منتهى محسن
|