بابا الفاتيكان ، الحبر الاعظم ، اقوى واعلى سلطة دينية للديانة المسيحية في العالم ، الموجه الروحي لاتباع اليسوع ، المحبوب من قبل ملايين الملايين من البشر ، تتودد اليه رؤوساء العالم وقادته ، وتجار العالم واثريائه ، اغلق باب الكفدرائية وشبابيكها ، ومنع من الدخول والخروج ، واعتزل عن الكل ، وقال: يارب نفسي ، ومالي والآخرين ...
الحاخام اليهودي الأكبر ، في ارض الميعاد كما يعتقد ، ارض النجاة ، الذي يهابه كل حزب في اسرائيل ويخشاه كل سياسي هناك ، اغلق بابه ، ومنع من ان يتصل به أي أحد ، وقال : يارب نفسي ، مالي والآخرين....
الزعيم البوذي ، في تايلند وما حولها ، نزل من صومعته ، واعتزل في غابة هناك وطرد من حوله ، وقال عقاب بوذا قل حل على العالم ، يارب: نفسي ، مالي والآخرين ..
الإمام الأكبر ، شيخ الأزهر الشريف ، امام أهل السنة والجماعة ، ينفرد في بيته ، ويغلق هواتفه ، ويتخلى عن الجميع ...
البابا شنودة ، بابا الاقباط في العالم ، يعتزل في بيته ، ولا يقبل اي لقاء او اتصال ...
حفيد ابن عبد الوهاب ، شيخ مشايخ الوهابية ، يعتزل في قصره في احد مزارع الرياض ، ولا يقبل ان يعلق او يصرح ويمنع اي اتصال ولا يعطي اي توجيه للازمة الحالية ..
اما السياسيون فأسوء حال بكثير من اولئك ، لانهم تبخروا ، وتركوا من يلهث وراؤهم ، واغلقوا هواتفهم وجلسوا في بيوتهم ، واعلنوا عجزهم عن تقديم اي مساعدة ...
ووسائل الاعلام التحريضية في عالمنا العربي ، كالحرة ، والعربية ، والجزيرة ، ودجلة ، وغيرها العشرات ، فانها قد تخبطت كما خبطت من تلقى منها وتخلت ، ثم ردة الكرة مرة اخرى وتخلت ، ويا بخت من يتابعها ...
اما العراق ، فقد انبرى سيده العالم العطوف ليشحذ الهمم ، ويعكس بوصلة الحرص والجشع والطمع والتفرد ، الى تكافل اجتماعي يستوعب بلد بحجم العراق وشعبه ، فينبري الشعب ملبيا ويعمل كخلية نحل يبدأ عملها في غياهب الليل الدامس لتطرق ابواب بيوت الفقراء والمتعففين انامل طرقت زناد البنادق من قبل ضد العدو الداعشي واليوم ضد فتك الوباء ، ليجد الفقير ما يحتاجه في نهاره وينام مطمئن فإن النفس إذا احرزت قوتها اطمئنت ..
انبرى التاجر ليحافظ على الاسعار ولا يطمع او يحتكر ، وانبرى الشباب المرجعي ليجمع الأموال ويشتري ويعطي ، وانبرى صاحب الحقوق ليفرغ ذمته ويدفع ...
انقلبت البوصلة في العراق ، فالعالم يتجه نحو احراز البضائع والاغذية ، والعراق يتجه نحو التكافل والايثار ، انه شعب عجيب يستحق ان يكون الشعب الذي يحتظن دولة القسط والعدل ...
وليس العراق وحسب ، بل امتدت التجربة الى لبنان فهب اتباع السيستاني العظيم ليعملوا بمبدأ التكافل ، والعمل جار على قدم وساق ..
وهكذا في المدن الايرانية كافة ، والبحرين ، والاحساء والقطيف ، وتركيا واذربايجان ، ومصر ...
انه رجل استوعب عصره ، واستوعب شعبه في كل بلاد العالم ...
انه رجل النظرية والتطبيق ، سيذكره العالم ليقف له اعظاما واجلالا ، وسيأتي اليوم الذي تدرس فيه توجيهاته في الجامعات ....
السيد حيدر العذاري / غرة شعبان المعظم / 1441هج
النجف الاشرف &&₩
|