فكرة العمل ..
انه مسرح داخل مسرح حين حاول مخرج العمل ان يفترض ثيمة من ثيمات المقترح الفكري لتجسيد معنى محددا للصراع الذي بدأت منه مسرحية الخاصرة لكي توجز مسلمات ذلك التقابل المصيري بين قوة ونقيضتها لحسم خلاصة مايراد ان يقال بلسان التأريخ فحاول المخرج المتداخل مع رؤية العمل ان يضع المسرح الشكسبيري كمقترح مؤسس على افكار الغدر والخيانة والانتقام وصراعات الحاكم والمحكوم وما الى غير ذلك مما حمله هاملت والملك لير ويوليوس قيصر وماكبث من علامات النصر على جماجم ضحاياهم حتى اطلقت صرخة ابطال المسرح المتداخل ان (جد لنا قصة تكون خاصرة للمعنى) لانهم سأموا من قصص الغدر والخيانة والانتقام وهنا قفزت رؤية المخرج عدي المختار فوق مستوى كل تخوم المسرح في العالم حين قدم خاصرة لمعنى تفوق على سيرة القصص التي جسدت الطغيان ومواجهة المظلوم على الظالم فينتصر بظلمه ذلك هو الحسين وحسبي ان ما كان يؤخذ على رؤية المخرج هو المتحول الزمني بين صدى القصة المتوقف عند حدود المعاصرة والثبات على اصل القصة ذاتها عبر عرش طاغ وسادر بغيه والمتمثل بيزيد وبين انعكاسات مشاهد الداتا شو وهي تدخل واقعة الطف الى قلب الحدث معلنة ان تلك الواقعة لاتشبهها واقعة في التاريخ الانساني لذلك اصرت المسرحية المتداخلة ان ترفض اقاصيص شكسبير وهوميروس وكل من كتب عن نصر الطغاة وهو يشمخ على اجساد الضحايا كما اسلفت اذ تفردت قصة الحسين باعلان مغاير تماما حين انتصرت الشعوب وهزم الطغاة ..
الاداء .............
تميز الاداء باسلوبين مغايرين من حيث الشكل الحركي فقد رأى مخرج العمل ان يستثمر مساحات باحة المنتدى باداء ثنائي هارموني بين بطلي العرض بدراما الحوار المتبادل وتحركات تحت مؤثرات الاضاءة وبقعها فيما اسند المخرج لعنصرين من الشباب لاداء (الكيروكراف) التعبير الجسدي كل منهما يعكس ثيمته الدرامية كفعلين متناقضين وتعمد المخرج ان يلبس احد العنصرين ثيابا بلون احمر في اشارة الى التعبير عن دموية الواقعة والثاني وهو مرتديا الابيض والذي يمثل بني امية وهم يتشبثون بالعرش المشار اليه بالمقعد المغطى بقماش ابيض دلالة اللامعنى .كان الاداء متماسكة باستلام وتسليم بين شخوص العمل وفقا للمساحات والحركة ولكن ما كان ينقصهم الدفع الصوتي واحكام اللغة المسرحية اذ كان حريا ان ياخذوا وقتا اطول بالتمرين المسرحي لاتقان الالقاء والصوت واللغة لانها تعد عناصرا اساسية للعرض المسرحي .
السينوغرافيا..
اشتغلت السينوغرافية بعناصرها الاضاءة ..الموثر الصوتي ..الموسيقى ..والترديد الحسيني الذي تداخل مع الموسيقى لاضفاء جو التعزية على فضاء العرض..وكذلك الازياء والاكسسوارات على خلق بيئتين بيئة معاصرة في استهلالي العرض وبيئة الواقعة تاريخيا واستطاعت ان تقرب المسافات بين احساس المتلقي كادهاش بصري لتحقيق المؤثر الشعوري ..
قدم العمل المسرحي الخاصرة مجموعة شبابية واعدة نتوسم بهم مستقبلا جيدا لمشاريع مستقبلية تؤكد ابداع شباب محافظاتنا العزيزة على دفع تلك الطاقات والمواهب الى الامام وهم الفنان الشاب عمار الحمراني .محمد عيسى .ابو الفضل الوائلي . مخلد السلطان . كاظم الخليجي فيما صمم السينوغرافيا الفنان علي المطيري واشرف على العرض السيد محمد الخزعلي .
قدم العمل في بناية منتدى المسرح ضمن فعاليات مهرجان مسرح التعزية الحسيني الدولي الثالث هذا وقد حضر العرض السيد منير راضي العبودي مدير مهرجان التعزية الحسيني الثالث والفنان فلاح ابراهيم مدير قسم المسارح في دائرة السينما والمسرح وعدد من وسائل الاعلام المختلفة وجمهور متابع ..
|