قفا نُزجِ الثناءَ مسلمينا ** على الإعلام بل ومعظمينا
جلالتَه فإن هي قد تسامت ** تسامى الصدقُ والإنصاف فينا
فما الإعلامُ إلا نهجُ وعيٍ **بنور الوعي من جهل يقينا
إلى حسن الحديث به انتسابٌ **وليس بلاغُهُ إلا مبينا
خصيصتُه سدادُ القول حقا ً **سوى صورِ المباهج لا يرينا
هو المحراب للألباب أمسى ** إذا ولجته يزجي لها يقينا
وما هو للنفوس سوى انشراحٍ ** وإن ظمأت لها يغدو مَعينا
تعاضدُه الحقيقةُ باعتدال ** لتبطلَ دعوةً للمدعينا
وذاكرةُ الزمان به استضاءت ** وما أبلته بل أبلى السنينا
كما اللألاءِ أسفر في الدياجي ** أخا العقلاءِ ليس الغافلينا
كأنَّ صهيلَ مهرته ابتهالٌ ** يغازل شدوُهُ المتهجدينا
لعمري إن أغارت في نزال **ستلجم باليراع مراوغينا
فلولا يقظةُ الإعلامِ ساخت ** بنا ارض الثقافة وابتلينا
يموج بفيض باطنه جمال ٌ ** وظاهرُه يَسرُ المبصرينا
تآخى مع الصراحة باقتران ** اصطفته لصونها درعا حصينا
وراودت الخديعةُ فيه قدسا ** ليألفَها وتحسبُه مُعينا
وودت أن يعاشرَها فيُغوى ** أبى إلا لأنْ يبدو رصينا
ومن صدق النزاهة صاغ عقدا ** لجيده زاهيا غضا ثمينا
ولكن غفلةً مُدّت أيادٍ ** إلى الإعلام كي يضحى رهينا
وتنزع منه ثوبَ النسكِ عمدا ** وتَسلبُه عفاف الصادقينا
غزته جهالة ٌفي جوف ليل **وليلُ الجهل صيره هجينا
بتابوت التنازع قد تسجى *** وسَعَّرَه لظى المتطفلينا
وسيق إلى المتاهة والدياجي ** ولم ينفعْه ندبُ مثقفينا
وشيعه التمادي من ولاة ** قد انتخبوا لسوقه جاهلينا
وللأمراء والملاك أضحى ** سفينتَهم وصاروا الراكبينا
ببحر غرورهم كي تسري بغيا **ويوهموا بالوعود الغارقينا
هم اتخذوا الضلال لهم خليلا ** ليطعنوا بالخليل المتقينا
ألا ويحَ الزمانُ بكفِّ قبحٍ ** يصافح من يمدُّ له يمينا
يقلب في سجله طيَّ حُمْقٍ** ويطوي صفحةً للمبدعينا
ويخذل صاحبَ العلم المعلى * *وينصرُ جاهلا نصرا مبينا
|