التنظيم المفتوح نظرية نابعة من المدرسة الجعفرية
الشيخ علي البغدادي

الطغاة على مر التاريخ حاولت ان تثبت نفسها مقابل العلماء وتفرض اصحاب النفوس الضعيفة وافكارهم السخيفة على اهل العلم والخبرة الذين لا يبيعون دينهم بثمن بخس وياتمنون الامانة الالهية ولو كلف ذلك قطع الاعناق.

هذا الامام الصادق (ع) المنظر الاول لتطبيق النظرية الربانية في المجتمع وهي اقامة العدالة الالهية بين الناس وان يبقى بعيدا عن التمسك بالسلطة التقليدية لان اللذة الكبرى تحصل لحضراتهم بسعادة اهل العالم اذ ان مهمة الرسول الاعظم (ص) هو ان يكون رحمة للعالمين وهذه السلطة تسمى بالسلطة التكوينية التى تعتبر صمام امان لابعاد الانتهازيين عن استعباد المجتمع البشري لمصالحم الفردية المحدودة.

التجربة اثبتت ان لا امين لتنفيذ هذه المهمة غير الائمة المعصومين (ع) ومن حذا حذوهم من المراجع العظام الذين اتخذوا العصمة الاختيارية منهجا في الوصول الى نيابة الامام المعصوم وها هم امناء الرسل كما جاء في لسان الروايات ، وها هو شعارهم حيث رسموا لنا ستراتيجيتهم مقابل الطغاة ليعلم الناس ابتعادهم عن التصدي بمعنى القفز على السلطة الظاهرية وذلك من خلال مقولتهم الشهيرة وهي القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة.

هكذا المراجع العظام ولسان حالهم ، اين الطغاة من هذه اللذة في ممارسة الحياة ضمن اضعف طبقات المجتمع البشري ما جعلهم نورا تستضيئ بهم المستضعفين وبفتواهم الجهادية يخرج جيش عقائدي استشهادي يتحدى نظام سلطة الشر العالمي وينتصر.

هذه خلاصة للمدرسة الجعفرية التى لم تشكل احزابا وتياراتا وكتل سياسية للقفز على السلطة وان تضطر لارضاء الاطراف في تقسيم الكعكة ان تشرع قوانين المحاصة بعيدا عن انظار ممثلي الشعب في البرلمان وان يخرج البعض عن الالتزام بالدستور والتشريعات والثوابت الوطنية والشرعية لتفكيك البلد فبعض ينادي بانفصال كردستان والاخر بالفدرالية ومنهم بانحلال مجالس المحافظات و… وكان الدستور العراقي لم يكن هو الاساس في انقاذ العراق وكان المرجعية العليا لم يكن لها دور في انشاء الدستور والحفاظ عليه.

هذا مما يجعل احرازنا للقرارات المتخذة ارتجاليا بعيدا عن استشارة المرجعية وذلك لان كل حزب بما لديهم فرحون وهذا النوع من الفكر المستلهم من الطغاة لايمكن اقتلاعه الا من خلال نظرية الامام الصادق (ع) الذي اراد تفهيم المجتمع ان التنظيم السياسي المغلق لاحزاب وتيارات كـ بني امية وبني العباس لم ولن يقرروا مصير المدرسة الجعفرية (الامامية) وذلك الى يوم القيامة.

اليوم من حذا حذوهم ووقف بوجه المرجعية وتدابيرها الربانية بحجة انها لا تتمثل بتيار سياسي ولا تتدخل بالعمل السياسي واقنع نفسه بهذا التخبط والدمار وسلطة الاشرار فلايحسب انه يحسن صنعا انما يملى لهم ليزدادوا اثما ، هذا هو منهج التنظيم المفتوح المستنبط من مدرسة الامام الصادق (ع) وبهذه المناسبة الاليمة نعزي صاحب العصر والزمان والمراجع العظام واتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ علي البغدادي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/20



كتابة تعليق لموضوع : التنظيم المفتوح نظرية نابعة من المدرسة الجعفرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net