صفحة الكاتب : جعفر صادق البصري

تسويلات النفس ونزغات الشيطان.
جعفر صادق البصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


الكثير منّا حينما يرتكب بعض الأخطاء التي يستبشعها ويستعظمها إذا ما ارتبكها غيره يحاول تبريرها لنفسه بحجّة أنّها جائزة أو من اللمم التي تغفر إن شاء الله بإذنه. وربّما هو في قرارة نفسه غير مقتنع بتلك التبريرات.
أقول ربّما لأنِ البعض قد يغفل فيزيّن له الشيطان تلك المعاصي والانحرافات وتحثّه النفس الأمّارة بالسوء على ارتاكبها ويدفعه هواه إلى ما لا تحمد عقباه.
وحينها تجد هذا الكثير قد يرفض الأدلة الشرعية والعقلية الواقعية المقدّمة له من أخ أو قريب التي تدين فعله المشين ويحاول مقدار جهده تأويلها أو التخفيف من وقعها على نفسه ومن وطئتها على فكره بكلّ ما أوتي.
وهنا تكمن الخطورة الكبرى وخاصّة اذا ما وجد من يشجّعه على عثراته ونزواته بحجّة أنّه الناصح والشفيق والمحبّ والرفيق. 
مع إن هذا المُبرّر يخشى اطّلاع المُقرّبين منه عليها ويرفض أن يقرّ بخطئه، وكأنّ الميزان للصحّة والصواب هو ما يقوم به وما يمليه عليه هواه وأصحاب السوء، لا ربّ الأرباب وقادة شرعه وسادة عباده.
إنّها معانات شعوبنا المسلمة أيّها الأعزّة التي سرى فيها هذا البلاء وأخذ ينجرف فيه الفتيان والفتيات والشبّان والشابّات والكهول والناضجات والشيوخ والمدبرات، يساعدهم على ذلك المحيط وما يسمّى بالحضارة والمدنية بأدواتها الألكترونية والتقنية وشبكاتها وقنواتها الفصائية السمعية والمرئية، التي كان من الممكن الاستفادة من جانبها المفيد وترك الجانب المفسد.
كما وينعشهم على سلوك هذه المطبّات والمزالق تلك التصرفات المخجلة غير المتّزنة الصادرة ممّن يُظن بهم أنّهم المثل الأعلى لمُقرّبيهم ومُحبّيهم ومُتعلقيهم، فيقتدي الصغير بالكبير ويجاري الصديق رفيق الطريق ويقلّد المشاهد رموز الفساد. 
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحدّ ولا يقتصر الفعل بتلك المجموعة المُبرّرة والطائفة المراهقة سنّاً وعاطفياً، وإنّما ينسحب على الذرية والأبناء الصغار.
لا أريد أن أطيل عليكم وإنّما كانت هذه شقشقة أهدف من ورائها إلى تنوير العقول وقدح الأفهام وتذكير الأخوات والأخوة بأنّنا شعوب مؤمنة ومرابع مسلمة وبالتالي هذا يتطلب منّا أن نسعى بجدٍ لوضع الموازين الشرعية والنصوص العترويّة أمام أعيننا ونجعلها مقياساً لأعمالنا ومواقفنا وكلماتنا لنرى مدى مطابقتها ومخالفتها لها.
ويلزم أن نحذر من المُغريات والأفكار المستوردة التي تخالف ثقافتنا الإسلامية وتعارض عقيدتنا الدّينية وتضرّ بإلتزاماتنا الشرعية.
إنّها دنيا أيّها الأحبّة والعمر ساعات تنقضي وشمعات تنطفئ وأماني تنتهي
وكما قال الشاعر
كلنا نأمل مدّاً في الأجل
والمنايا هنّ آفات الأمل
لا تغرّنك أباطيل المُنى
والزم القصد ودع عنك العلل
إنّما الدّنيا كظلٍ زائلٍ
حلّ فيه راكب ثمّ رحل
فلنعجّل بمحاسبة النفس إن لم يكن كلّ يوم فليكن كلّ اسبوع أو كلّ شهر، فلنعجل ولنستثمر الوقت ولا نسوّف ولنبادر ولا نؤخّر ليثمر، ما دام باب التوبة مفتوحا واللطف الالهي متوفراً، فما بعد الدنيا إلّا برزخ وكتاب وعرض الأعمال والحساب، وكشف للنوايا والحركات والخبايا والسكنات.
وليتذكّر أحدنا أنّ ساعة الرحيل قريبة لا نعلم أيّ لحظة يؤذن لها فيها بشدّ الرحال وانقطاع الآمال وتنهدم اللذات وتتفرّق الجماعات، ولا ينفعنا حينئذٍ إلّا الزاد الطيب والمتاع العذب والقلب السليم والخلق الكريم والاقتداء بالأنبياء الأكرمين والأولياء الطاهرين.
من ملامسة واقعٍ مرير أطلقت كلمتي ولعلّها تنفع، فربّ كلمة أحيّت سامعها كما قيل في المثل.
وأحبّ أصدقائي أو اخواني من أهدى إليّ عيوبي.
وروي في الخبر إتّبع من يبكيك وهو لك ناصح، ولا تتّبع من يضحكك وهو لك غاش.
اللهم احفظ أهلينا وذوينا ومن يحبّ الخير والصلاح من خلقك أجمعين يا ربّ العالمين وصلّ اللهم وسلّم على نبيّنا والأنبياء وعلى آل محمّد ومن ولاه وولاهم الى يوم الدين.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر صادق البصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/18



كتابة تعليق لموضوع : تسويلات النفس ونزغات الشيطان.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net