هل تستحق قناة آهل البيت الحجب؟
عزت الأميري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عزت الأميري

في البداية موقفي ضد حجب أي قناة حتى القنوات المشجعة على البغضاء والكراهية لأنه ضد الحرية الإعلامية وحقوق الإنسان الذي كفله الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فيمكن لمن منعته ان يلجأ لمنفذ آخر وينفث لك سمومه إذا رايتها أنت كذلك ولكن ليس من العدالة ان تحجب قنوات لا علاقة لها بالخطاب الذي أنت تملك سلطة حجبه كما فعلت السلطات المصرية بحجب 12 قناة يُقال إسلامية بحجج مختلفة ولان الحزمة الحجبية القاصمة هنا نالت قناة آهل البيت،خارج سياق القبول العقلاني المُقارن بخطابات وتوجهات القنوات المحجوبة.الأسباب الإستثنائية أستطيع إيجازها:
1.إنها قناة خطابية عقلانية فكرية بسيطة الفهم في الوسط الشعبي ولها صدى عند المسلمين والمفكرين والمثقفين برصانتها الجلية حتى للمصريين أنفسهم دار البث النايل ساتي بحكم التسمية التي تجذب الانتباه ولشدة تعلق المصريين بحب آهل البيت بما يميزهم عن باقي الشعوب الاسلامية والعربيةفهم اكثر خلق الله حبا لهم بعد الشيعة ويتباركون بمن ينتسب جذوره لهم فتجد عندهم مقامات للسيد الزناتي والسيد الطنطاوي والسيد فلان ويقيمون الأفراح والمواليد ويستعملون الدفوف وينذرون النذور وفيهم المتصوفة ناهيك عن تمسكهم القلبي بما يرونه من وجود رأس سيد الشهداء الحسين مدفونا عندهم وبالزخم الذي لاينقطع مطلقا من زحام زيارته اليومية وحفاظهم على مراسيم خاصة تحترم شخصية الدفين أعرف تفاصيلها منهم شخصيا.فلاتجد منهم وبعضهم يتابعها من يصفها بالشطط الفكري والتطرفي.
2. لايجوز للسلطات المصرية ان تكيل بمكالين بحجب قنوات تنشر الظلام والفكر التكفيري المنغلق والمُوقدة لنار الفتنة وقناة تنشر الفكر الهادف المتوازن الحواري التآلفي الجمعي بمصادر موثوقة وحجج باهرة فقناة آهل البيت لاتعتمد إعلام الصدمة فهي قناة غير صدمية إعلاميا تؤجج نعرات طائفية مقيتة وليس من العدل مضاهاتها بالقنوات المحجوبة.
3.لم تعتمد قناة آهل البيت على خطباء المنبر الحسيني مع جمهوريتهم على الأقل في الوسط الإسلامي الشيعي بل اعتمدت وركزت على شخصيات ذات أفق علمي رصين لايضع التكفير قبل التفكير أمثال الشيخ عصام العماد والشيخ على الكوراني ولم تُغلقْ باب الحوارات الهاتفية أمام أي ناقد أو معارض مهما تمادى البعض في حدّية الرد.
4. تميزت بإنها أفردت زمنا مهما لبحوث للشيخ علي الكوراني وهو لوحده موسوعة فكرية مضيئة لايحلق بفضاء علمه الابالحجة والإقناع ولايختار خطابات التهويل من الآخر فكانت بحوثه وقد لااتفق مع تفاصيلها تُنبيء عن سعة أفق مقبولة في الوسط المتابع لانه يُقّرب ويُبّسط من مفاهيم يتحدث عنها ليقترب من ضفاف الفهم الشعبي للناس بسلاسة تاسر لب المشاهد عندما يتحدث عن موضوع الغَيْبَة في التاريخ الاسلامي من المنظور الافقي الواسع العلم.
عموما:ليس من العدل المساواة بين الصالح والطالح والطيب والخبيث على الإطلاق ليس في موضوع حجب القنوات وكذلك ليس من المؤكد عقلانيا قبولنا بالمساواة بين الخير والشر وقديما قيل مثلا ل{أن الخير يعّم والشّر يخص}فهل الأسس الحجبية تنطبق على قناة آهل البيت؟ الجواب عند السلطات المصرية الشقيقة.
عزت الأميري
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat