صفحة الكاتب : امل الياسري

جواهر شهر مبارك فإنتبهوا!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 سأل أحد الطلبة أستاذه الشيخ العالم قائلاً: إذا كانت الشياطين مغلولة في شهر رمضان، فلماذا نرى المعاصي الكثيرة من الناس؟ فأجابه الشيخ قائلاً: إن كثيراً من الناس يلقي دائماً باللوم على الشيطان، فكان من حكمة الله تعالى أن يبين للإنسان، أن المشكلة ليست هي وجود الشيطان، بل المشكلة في الإنسان نفسه، فحبس الباريء الشياطين في الشهر العظيم، ليعرف الإنسان حقيقة نفسه، فقد يكون هو شيطان وﻻ يحتاج الى شيطان يغويه. 
إذا أردت أن تعرف نفسكَ ومقدار إلتزامكَ، وتواصلكَ مع ربكَ العزيز الحكيم، فإعرفها في شهر رمضان، لأن الشياطين مغلولة فتبقى أنتَ ونفسكَ، ثم أن هناك كثير من الناس، مَنْ يحزن لإنتهاء هذا الشهر الفضيل، حيث كان يبكيهم القرآن الكريم، عكس مَنْ يبكيهم الغناء، وهنا يبدو الفرق واضحاً جداً، بين الإنسان العزيز والإنسان الذليل، فليس من العدل أن تعيش نفحات رمضانية كريمة، ثم تتغافلها فيما بعد، لذا إنتبهوا لعطايا الشهر المبارك.
ليس كل ما يقال، يدخل في عالم الصدق والتصديق، ولا كل مَنْ يقول الحق يعمل به، ومثال ذلك أن الأم تستطيع العناية بسبعة أطفال، ولكن الغريب أن هؤلاء السبعة قد لايستطعيون العناية بأم واحدة، فيا مَنْ غضبت عليه أمه في هذا الشهر، ولم تسعفه اللحظات بأن يقبّل يديها، إرتجل من خيل الغرور، وإذهب زاحفاً لتلك التي وُضِعت الجنة تحت أقدامها، فوالدتكَ جوهرة ثمنية، تجعل مائدة الإفطار أجمل وأكثر بركة ورزقاً. 
شجرة الصيام لا تتساقط أوراقها أبداً، بل تزداد ثمراً وأجراً سنة بعد أخرى، وعليكَ بعمود الأعمال فيه فالصلاة أولاً، (ولا تحسب أن نفسكَ هي التي ساقتكَ لفعل الخيرات، بل إعلم أنكَ عبد أحبه الله، فلا تفرط في هذه المحبة فينساكَ)، لأن الثبات على الصلاة، هي المواجهة الحقيقية مع الشيطان، دون غيرها من العبادات، ولأهميتها بني الإسلام عليها، فما أجمل العطاء لتجد جزاءه في الدنيا، وقد يكون لكَ ذخراً في الآخرة.
 هناك حكمة تقول: (أعظم هندسة في الوجود، أن تبني جسراً من الإستغفار، فوق بحيرة من الذنوب)، فكيف بشهر رمضان، وأبواب النيران تغلق إكراماً للأمة الإسلامية، حين كرَّمها الباريء عز وجل بهذا الشهر الكريم، وكم هي عظيمة تلك الدلالات والمقاصد والمعاني، التي نستقيها من لياليه ولحظاته المباركة، وساعاته المليئة بالمغفرة، والرحمة، والرضوان، وتذكر يا إبن آدم: (إنكَ تولد قابضاً يدكَ، حريصاً على الدنيا، وتموت وأنتَ باسط يدكَ ولم تنل منها شيئاً). 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/26



كتابة تعليق لموضوع : جواهر شهر مبارك فإنتبهوا!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net