محمد بن سلمان وصدام وسيناريو يتكرر...
جمال العسكري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الولايات المتحدة الأمريكية تدرك جيدا،بأن العبث مع إيران بشكل مباشر، وبمنطق المواجهة، سيكلفها زعامتها للعالم، وتدرك أيضا أن المشاريع السياسية والمخابراتية التي تهدف إلى خلخلة الجبهة الداخلية الإيرانية، ستكون مشاريع مهزومة، ذلك لان قدرة القيادة السياسية والأمنية في إيران على التصدي لمثل هذه المحاولات قد أذهلت الجميع، وخصوصا في اختيار اللحظات المفصلية للرد، والتي سببت إزعاجا عجيبا وغير مسبوق للإدارة الأمريكية.
يبدو لي ومن خلال قراءة بسيطة ومتواضعة لمجريات الاحداث المتسارعة، أن مشروع بيعة بن سلمان، هو محاولة مخابراتية امريكية لإنتاج صدام حسين جديد في مواجهة ايران، وأن البيعة تمت بقرار ترامبي، ليس خيار الرفض فيه متاحا للدول العميلة.
سلمان فيه شبه من صدام، فهو طويل وسيم وانيق، وهذه الصفات تستهوي العربي عادة،وكذلك في أنه طامح وشغوف للتربع على عرش المملكة بغض النظر عن مايدفعه من مقابل ومايقدمه من تنازلات لولي نعمته ترامب، الصفقة ربما تمت، ولم يبقى الا الخطوات التي ننتظر أن يخطوها الامير الجديد، ليتسنى لنا معرفة اركان مشروعه الواجب التنفيذ تجاه إيران، وايضا لكي نحدد مسارات هذا المشروع، وبيان فيما إذا كان المشروع سياسيا عسكريا اقتصاديا،ام الثلاثة معا.
الذي لايغيب عن التفكير الأمريكي حتما،أن إيران ليس هي إيران صدام حسين، وأنها تمتلك من الحلول الصادمة الكثير، واكثر من ذلك أنها تهدد بشكل مباشر مصالح أمريكا الكبرى في العالم، فضلا عن تهديد إسرائيل، إذن اوراق اللعب في هذه المرحلة وهذه الظروف لابد أن تكون مختلفة نوعاً ما.
لا يبدو خيار المواجهة مع ايران خيارا ناجعا يفضله المراهق الجديد، لأسباب كثيرة، منها الفارق الشاسع في موازين القوى بين ايران والسعودية،سواءا على مستوى الموارد البشرية العسكرية وحتى على مستوى التسلح، وايضا الفارق المعنوي الكبير بين الجندي الإيراني والجندي السعودي المترف، الذي قضى حياته يلعق قصاع الغرب على حساب شرفه وكرامته، كما أن الدولة السعودية غارقة في المستنقع اليمني والسوري والبحريني، لذلك فأن درجات النجاح تصب في صالح الدولة الإيرانية.
إذن لابد لهذه الصفقة الترامب سلمانية من طريق آخر غير طريق المواجهة، وهو الى الان لم تبدو معالمه بشكل جيد، وأن كانت الخطوة التصعيدية السعودية تجاه قطر قد كشفت خيطا من اللعبة، والتي تقوم على عزل إيران إقليميا بعد أن عزل عالمياً، وهذا الخيار لايبدو أنه مثمرا ايضا، لكون الأدوات المتاحة في التمدد الإقليمي تمتلكها ايران وتجيد فنونها اكثر،خاصة اذا عرفنا أن التوسع الإيراني يهدف إلى خلق مناخ لعلاقات متوازنة مع الدول وليس استعمارا لهذه الدول، وتسعى أيضا إلى حكومات مستقلة في قراراتها عن البيت الأبيض الأمريكي.
إذن الأدوات السياسية والعسكرية ومواكبة التطورات المتسارعة تحتكر إيران بوصلة توجيهها، وبالتالي فأن اللعب على هذه الأوراق يمثل انتحارا سياسياً للسعودية وسلمانها الجديد.
بقي هناك تحليلا واحدا لهذه البيعة المثقوبة،وهو أن السعودية لم تعد شيئا ذا بال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ،خصوصا بعد أن أصبحت نظرية الرئيس العميل نظرية فاشلة،بفضل التطورات الهائلة في تكنولوجيا المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي، وإلتي لم يعد بفضلها شيئا خافيا على الشعوب، كذلك الفكر الإرهابي أصبح جليا بأن السعودية هي من تمده بالشرعية الدينية وتدعمه ماديا، وهذا الأمر بدأ ينعكس سلباً على شركاء امريكا في العالم.
إذن ترامب يحاول أن يرمي عصفورين بحجر واحد، هو تحويل السعودية إلى ليبيا جديدة من خلال زجها في معركة غير متكافئة مع إيران، وإثارة الورقة الطائفية فيها، وفي الوقت نفسه فإن الحرب تضعف إيران وتبقي اسرائيل لها قصب السبق في التفوق العسكري في المنطقة.
طبعا هذه اللعبة القذرة لايجيد فنونها الا من يتمتع بفكر صدامي اهوج، واعتقد أن محمد بن سلمان قادراً بأن يخلف صدام حسين لتطبيق الأوامر الأمريكية.
ألتساؤل الذي يجب أن يثار هنا، والذي يوجه إلى إدارة السيد ترامب،انه وفي حالة حصول هذه المواجهة هل ستبقى إسرائيل على وجه البسيطة، ام انها ستكون بيئة رحبة ومناخ جميل للصواريخ الباليستية الإيرانية، على ترامب أن يطلب الجواب من سماحة السيد حسن نصر الله عن عدد الصواريخ القادرة على دك تل أبيب،
محمد بن سلمان مراهق سياسي على الطريقه الصدامية،تستهوية السلطة والمال، يحلو لإيران اللعب على اوتاره الصبيانية،
بقي أن نقول لعرابي السياسة الأمريكية، بأن عراقة السياسة الخارجية الإيرانية تؤهلها لقيادة المنطقة و بأمتياز، فلايذهبن بحلمكم الشيطان الأصغر وأنتم الشيطان الاكبر.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
جمال العسكري

الولايات المتحدة الأمريكية تدرك جيدا،بأن العبث مع إيران بشكل مباشر، وبمنطق المواجهة، سيكلفها زعامتها للعالم، وتدرك أيضا أن المشاريع السياسية والمخابراتية التي تهدف إلى خلخلة الجبهة الداخلية الإيرانية، ستكون مشاريع مهزومة، ذلك لان قدرة القيادة السياسية والأمنية في إيران على التصدي لمثل هذه المحاولات قد أذهلت الجميع، وخصوصا في اختيار اللحظات المفصلية للرد، والتي سببت إزعاجا عجيبا وغير مسبوق للإدارة الأمريكية.
يبدو لي ومن خلال قراءة بسيطة ومتواضعة لمجريات الاحداث المتسارعة، أن مشروع بيعة بن سلمان، هو محاولة مخابراتية امريكية لإنتاج صدام حسين جديد في مواجهة ايران، وأن البيعة تمت بقرار ترامبي، ليس خيار الرفض فيه متاحا للدول العميلة.
سلمان فيه شبه من صدام، فهو طويل وسيم وانيق، وهذه الصفات تستهوي العربي عادة،وكذلك في أنه طامح وشغوف للتربع على عرش المملكة بغض النظر عن مايدفعه من مقابل ومايقدمه من تنازلات لولي نعمته ترامب، الصفقة ربما تمت، ولم يبقى الا الخطوات التي ننتظر أن يخطوها الامير الجديد، ليتسنى لنا معرفة اركان مشروعه الواجب التنفيذ تجاه إيران، وايضا لكي نحدد مسارات هذا المشروع، وبيان فيما إذا كان المشروع سياسيا عسكريا اقتصاديا،ام الثلاثة معا.
الذي لايغيب عن التفكير الأمريكي حتما،أن إيران ليس هي إيران صدام حسين، وأنها تمتلك من الحلول الصادمة الكثير، واكثر من ذلك أنها تهدد بشكل مباشر مصالح أمريكا الكبرى في العالم، فضلا عن تهديد إسرائيل، إذن اوراق اللعب في هذه المرحلة وهذه الظروف لابد أن تكون مختلفة نوعاً ما.
لا يبدو خيار المواجهة مع ايران خيارا ناجعا يفضله المراهق الجديد، لأسباب كثيرة، منها الفارق الشاسع في موازين القوى بين ايران والسعودية،سواءا على مستوى الموارد البشرية العسكرية وحتى على مستوى التسلح، وايضا الفارق المعنوي الكبير بين الجندي الإيراني والجندي السعودي المترف، الذي قضى حياته يلعق قصاع الغرب على حساب شرفه وكرامته، كما أن الدولة السعودية غارقة في المستنقع اليمني والسوري والبحريني، لذلك فأن درجات النجاح تصب في صالح الدولة الإيرانية.
إذن لابد لهذه الصفقة الترامب سلمانية من طريق آخر غير طريق المواجهة، وهو الى الان لم تبدو معالمه بشكل جيد، وأن كانت الخطوة التصعيدية السعودية تجاه قطر قد كشفت خيطا من اللعبة، والتي تقوم على عزل إيران إقليميا بعد أن عزل عالمياً، وهذا الخيار لايبدو أنه مثمرا ايضا، لكون الأدوات المتاحة في التمدد الإقليمي تمتلكها ايران وتجيد فنونها اكثر،خاصة اذا عرفنا أن التوسع الإيراني يهدف إلى خلق مناخ لعلاقات متوازنة مع الدول وليس استعمارا لهذه الدول، وتسعى أيضا إلى حكومات مستقلة في قراراتها عن البيت الأبيض الأمريكي.
إذن الأدوات السياسية والعسكرية ومواكبة التطورات المتسارعة تحتكر إيران بوصلة توجيهها، وبالتالي فأن اللعب على هذه الأوراق يمثل انتحارا سياسياً للسعودية وسلمانها الجديد.
بقي هناك تحليلا واحدا لهذه البيعة المثقوبة،وهو أن السعودية لم تعد شيئا ذا بال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ،خصوصا بعد أن أصبحت نظرية الرئيس العميل نظرية فاشلة،بفضل التطورات الهائلة في تكنولوجيا المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي، وإلتي لم يعد بفضلها شيئا خافيا على الشعوب، كذلك الفكر الإرهابي أصبح جليا بأن السعودية هي من تمده بالشرعية الدينية وتدعمه ماديا، وهذا الأمر بدأ ينعكس سلباً على شركاء امريكا في العالم.
إذن ترامب يحاول أن يرمي عصفورين بحجر واحد، هو تحويل السعودية إلى ليبيا جديدة من خلال زجها في معركة غير متكافئة مع إيران، وإثارة الورقة الطائفية فيها، وفي الوقت نفسه فإن الحرب تضعف إيران وتبقي اسرائيل لها قصب السبق في التفوق العسكري في المنطقة.
طبعا هذه اللعبة القذرة لايجيد فنونها الا من يتمتع بفكر صدامي اهوج، واعتقد أن محمد بن سلمان قادراً بأن يخلف صدام حسين لتطبيق الأوامر الأمريكية.
ألتساؤل الذي يجب أن يثار هنا، والذي يوجه إلى إدارة السيد ترامب،انه وفي حالة حصول هذه المواجهة هل ستبقى إسرائيل على وجه البسيطة، ام انها ستكون بيئة رحبة ومناخ جميل للصواريخ الباليستية الإيرانية، على ترامب أن يطلب الجواب من سماحة السيد حسن نصر الله عن عدد الصواريخ القادرة على دك تل أبيب،
محمد بن سلمان مراهق سياسي على الطريقه الصدامية،تستهوية السلطة والمال، يحلو لإيران اللعب على اوتاره الصبيانية،
بقي أن نقول لعرابي السياسة الأمريكية، بأن عراقة السياسة الخارجية الإيرانية تؤهلها لقيادة المنطقة و بأمتياز، فلايذهبن بحلمكم الشيطان الأصغر وأنتم الشيطان الاكبر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat