صفحة الكاتب : محمد الحسن

قطر بين خليج ساخن..!
محمد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  العلاقة القطرية بإيران لم تصل لمرحلة السوء, ودائما توجد قنوات تواصل مباشرة أو غير مباشرة, وبالتالي فأي تصريح قطري يدعو للتصالح مع إيران لا يرتقي أن يوصف بالتطور الخطيرة, فماذا جرى للسعودية عندما بنت موقفها على تصريح مفترض لإمير قطر, نُفيّ بعد ساعات وبُرر بإختراق وكالة الأنباء القطرية؟!
أميل أكثر للرواية القطرية, وهذا الميل مبني على التداعيات التي خلفها تصريح!.. سحب السفراء بالنسبة لبعض الدول الخليجية في علاقاتها مع قطر, أمر ليس بالجديد, في كل مرة هناك أسباب, غير أنّ هذه المرة تجمّعت الأسباب كلها, لكنّ الزمن لا يعود إلى لحظة القرار؛ إنما عندما قررت السعودية معاقبة قطر بعد عام 2014, وأرادتها عقوبة غير تقليدية إن أرادت قطر الخروج منها فعليها أن ترضخ للشروط السعودية حصراً.
رب سائل يقول: على ماذا تعاقب السعودية قطر؟..
ثمة صراع كبير خاضته الدوحة في محاولة لتعويض صغر حجمها وبساطة تاريخها, وتبدو طموحات حكّام قطر عظيمة عندما لم يكتفوا بدورهم السابق كنعصر محايد أو عنصر موازنة هامشي, فكانت قطر تزور إيران وتدافع عن حزب الله علناً وفي أرضها قاعدة أمريكية هي الأكبر في المنطقة, ولها تواصل مع تل أبيب.. هذا الدور ملّته قطر, وتطلّعت إلى دور زعامة, فكانت بوابة العالم العربي السني هي الأمثل, ومن متطلبات هذا الدورهو التخلي عن حزب الله, وكتم العلاقة مع طهران, وهذا ما أتاح لقطر جماهيرية لدى الشرائح الموالية للربيع العربي.
النجاح الأكبر الذي حققته قطر, ينحصر زماناً في الفترة من 2011-2016, ومكاناً في مواطن عديدة أهمها مصر, نجاح قطر لا يتمظهر بقدرتها على تحريك قوى أو صناعة جيوش؛ إنما نجاحها الحقيقي هو هزيمة السعودية سياسياً, حيث بدأت دوائر صنع القرار والرأي الأمريكي تتحدث عن السعودية كمصدر رئيس للإرهاب, وبعدها تراجعت العلاقة السعودية-الأمريكية إلى أدنى مستوياتها. والملاحظ أن السنوات الأخيرة بدأ الحديث عن الدور القطري في دعم الجماعات المسلحة في الأنخفاض, وهذا يعود لتقاسم السعودية وقطر الملف السوري, ثم الصراع على ذلك الملف. وهذا يعد أهانة للملكة التي ترى نفسها زعيمة للعرب.
محمد بن سلمان..لا يمتلك حكمة الشيوخ, فهو مستعد رهن السعودية لإمريكا من أجل إطفاء غضبه من الدوحة, وهو بلا شك مهندس وعراب زيارة الرئيس الأمريكي ترمب للرياض بعد تفاوضات قادها لإقناع ترمب.. ووصل الرئيس, ومعه الدعم, بل تجديد العهد القديم بين (روزفلت-عبد العزيز) سنة 1945, وقطر تعي تلك الإتفاقية جيداً, حتى أنّ حديث أمير قطر عن قاعدة العديد الأمريكية, يشير إلى أنّها أرادت تذكير السعودية بأنها تتمتع بحماية أيضاً.
بعد القمم التي حدثت في الرياض, حانت لحظة الثأر والإنتقام المبيّت, فجائت هذه المرة مختلفة؛ قطع شامل للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية حصار خانق لا يحدث إلا بين الدول المتحاربة. وهنا لابدّ من الإشارة إلى ردة الفعل القطرية التي كانت على مستوى الحدث, إذ لم تنجر إلى التصعيد مع الدول الخليجية الثلاث, وكأنها تجاهلت مصر, وهو حقيقة موقف ما كان لمثل مصر وحجمها أن تقع فيه في هذا التوقيت بالذات.
إذن فالحقيقة الواضحة هي أنّ الصراع سعودي-قطري, معطياته وأسبابه ترتبط بحسابات ومصالح الرياض والدوحة, وليس لإيران إرتباط به إلا ما تشابكت به مساحات النفوذ في مناطق الصراع وهذا نتيجة وليس سبباً. وبالتالي ليس إيران سوى الشماعة الدائمة.
مآلات هذه التطورات؛ مساهمة سعودية مجانية في تفكيك جبهة ظاهرها قوي (التحالف السعودي ضد اليمن), ولا ريب أنّ الصدع بين الدول الخليجية لا يمكن رأبه بسهولة, لا سيما أنّ الخليج قُسم سياسياً.
وساطات أمير الكويت لا يمكن أن تفلح طالما كانت النية مبيّتة, غير أنّ ما كشفته الوساطة والشروط العشرة التي تضمنتها, يفضح حجم التناقض الذي وقع به المجتمعين في قمم الرياض مع ترمب, وبطلان إدعاء السعودية بل تخبطها في تبرير موقفها من قطر؛ فالشروط العشرة لم تتطرق لإيران إلا في النقطة التاسعة وبعبارة عائمة وإنشائية لا تدل شيء, بينما إنصبّت باقي النقاط على شكوى واضحة من الإعلام القطري, وتنديد بالدعم لفصائل إرهابية بعضها يقاتل في سورية والعراق, بمعنى أنّ السعودية وباقي الدول المقاطعة للدوحة تشاطر إيران وبشار الأسد وحزب الله والعراق, تشاطرهم في موقفهم من تلك الفصائل, فأين يكمن فحوى تقاطع السعودية مع إيران أو سوريا؟! (ويستمر الحديث)
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/07



كتابة تعليق لموضوع : قطر بين خليج ساخن..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net