رؤى نابليون في فوضى الحكم
صباح مهدي عمران
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صباح مهدي عمران

الفوضى هي التي تمهد السبيل لظهور الحكم المطلق ممثلا في شخص الديكتاتور فمتى اضطربت الأداة الحكومية ودب النزاع بينها وعجز رجال الدولة من وضع خطة صريحة واضحة لإنقاذ شعب أبي فغريزة البقاء هي التي تسيطر على هذا الشعب وهي التي تدفعه إلى البحث عن الديكتاتور؛ هذه الفلسفة الجميلة لنابليون والتي تبدو معقولة لأي وضع سياسي غير مستقر, الاضطرابات المستمرة بفرنسا والتنافس على السلطة بين مفجري الثورة والتأمر بعضهم على بعض أودى برؤوس الكثير من مفجري هذه الثورة إلى المقصلات التي أسسوها هم لقطع رؤوس الحكم الملكي وإذا بها تقطع رؤوسهم نتيجة طلب السلطة وعدم الاهتمام بمطالب الشعب الذي ضحى بدمائه وجوعه الكثير كي يصلوا هم إلى سدة الحكم, فأعضاء المجلس التأسيسي الفرنسي في تنازع مستمر وغير متفقين منذ اليوم الأول للثورة التي انفجرت عام 1789 واستمر هذا التنازع والتناحر عشر سنوات فكانت مليئة بالإرهاب والدماء والفساد الإداري إلى أن جائهم الكورسيكي نابليون حاكما عسكريا حيث قام بعزل حكومة الإدارة المدنية المنتخبة من قبل الشعب وانشأ حكومة مؤلفة من ثلاثة قناصل وذلك في عام 1799 فاكتملت هنا عشر سنوات. فتقلد هو منصب القنصل الأول ثم سعى إلى إعلان نفسه إمبراطورا من قبل مجلس الشيوخ الفرنسي الذي شارك في تأسيسه فأذاق الفرنسيين الويلات فمن أراد فليراجع تلك الحقبة من تاريخهم, مايهمنا هو واقعنا الذي يشبه تلك الحقبة من تاريخ فرنسا والتي قد مر العراق بها من قبل حينما وقع الانقلاب العسكري عام 1958واضطربت الحياة السياسية في العراق عشر سنوات وراح رفقاء الانقلاب يتقاتلون فيما بينهم على مقاليد السلطة ونشوة الإمرة فوقع الانقلاب الثاني المشؤوم عام 1963 هذا والوضع السياسي للبلد لم يستقر أيضا فجاء الانقلاب الثالث الأبيض عام 1968 فهذه عشر سنوات مرت على الانقلاب الأول إلا إن بياض هذا الانقلاب كان غريبا وعجيبا جدا إلى درجة إن اللون الأحمر لبياض ما يتقولون عنه كان هو سيد الموقف مكللا بدمائنا التي تنزف بسبب هذا الانقلاب ( ألأبيض ) من يوم مجيئهم الأول المشرور وحتى كتابة هذه السطور فجاء من جاء فحكم بالسيف والدماء إلى إن وصلنا إلى العام 2003 وما حصل بعده ما هو معلوم لنا فراح أيضا رفقاء التغيير والتنكير ومعهم وشركاء التنكيل والأزميل يطرقون الرؤوس بالفؤوس والنفوس بالكؤوس فهم بين من يتعمد وبين لا يبالي إلى ما تصير إليه أمور البلاد والعباد ومن هو التالي, أفسنصبح كمصر وتونس اللتان استرجعتا الحكم العسكري السادي ولم ينتفعوا بثورات الربيع بعدما يئسوا من الرفاق والإخوان فبحثوا عن ديكتاتور بين ركام الانتخابات مجسدين روئ نابليون أم نحن نختلف عنهم لا لا لاعتقد بل نحن نأتلف معهم على التوازي والتوالي مع انتظار بيان فيه لقبا أو اسما لرئيس يكون أول اسمه سين وأخره ياء كأسماء انقلابيين عساكر خمسينيات القرن الماضي المعبدة بأسماء اللـ الحساني. فهلا تعلمنا وانتبهنا يا أصحاب المعالي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat