لخمسة سنوات مضت و مسلسل باب الحارة يفوز بقصب السبق, ….وفجأة تتغير قواعد اللعبة فاصبحت بصوت نفس الممثلين السوريين و لكن باجساد الاتراك هذه المرّة : لميس ثم مهند و نور...و....و اخيراً مسلسل صرخة حجر الذي يروي نضال الشعب الفلسطيني عبر ممثلين اتراك, والذي طالما تاجر بنضاله هذا ادعياء الانسانية و المدافعين الحقيقيين عن هذه الأنسانية الذبيحة على حد سواء.
و بعد هذا التمهيد الذي مارسته لميس و جوقتها في الولوج الى المنطقة العربية و الذي كان فاتحة فوائده هو زيادة واردات تركيا من السياحة الخليجية حيث أخذ يحج الخليجيون الى مطارات تركية و كل منهم يحلم ان لميس سوف تكون باستقباله بعد أن وضّبت نفسها للقائه, والآن اضيف لفوائده السابقة بروز القائد التركي اوردوكان كمنقذ للامة و قائداً لربيعها في زمن الانحدار العربي الاسلامي و خصوصاً بعد افول نجم الخليجيين و على رأسهم السعودية نتيجة سقوطها بشرّ اعمالها من قتل و ترويع و اختطاف و اختصاب على يد فطايسها الجهادية و مليشياتها في العراق و افغانستان و سوريا و اليمن و...و...مما لم يبقي لها اي رصيد يذكر.
فما شاهدناه اليوم من على شاشات التلفزة الفضائية في اجتماع القاهرة لوزراء خارجية الدول العربية كان استعراضاً بامتياز لحالة تبديل راية المنطقة من اليد الخليجية التي مثلها وزير خارجية قطر الى اليد التركية المتمثلة بالسيد اوردوكان و خطابه بالاجتماع العربي و الذي لم يغير شيئاً من ناحية الاعتراف بأسرائيل بحدودها المرسومة و الاعتراف بحقها بالعيش كدولة مستقلة بالمنطقة, غير انه تباكى على غزة و على فلسطين و حاول استدرار عواطف شعوب المنطقة المقهورة.
عزيزي القارئ الكريم:
قطعاً لا مصلحة لنا بالتشكيك بنوايا الاتراك بقدر ما اننا كشعوب مضطهدة تبحث عن منقذ لها سبق وان اكتوينا بشعارات براقة كما حدث
بالمؤتمر العربي الاول في القاهرة سنة 1964بخصوص محاولة اسرائيل لتحويل مجرى نهر الاردن و الذي لم تغير اي شيئ من سياسة اسرائيل العدوانية, بل ازدادت العلاقات الاردنية الاسرائيلية ازدهاراً لتتوّج باتفاقية وادي عربة التي لم تعالج مشكلة نهر الاردن بقدر ما رهنت الاردن بكامله الى دويلة العدوان.
و كذلك في مؤتمر فاس 1975حيث تأسست لجنة انقاذ القدس برئآسة العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني اميناً عاماً لهذه اللجنة, والذي اصبح ( هذا الامين ) فيما بعد اكثر التصاقاً بأسرائيل و مسوّقاً لمشاريعها بالمنطقة.
فيا ترى ماذا حصلنا من مؤتمرات هذه الجامعة, واي قرار من قراراتها قد تحقق من يوم التأسيس حتى يومنا هذا و بمدى هذه العقود الطويلة على يد اهلها العرب؟ , ماذا تحقق منها حتى نأمل ان يتحقق اليوم شيئاً على يد الاتراك؟.
واعود لاقول انا لا اشكّك بمصداقية الاتراك, فهم ايضاً اصحاب غيرة ونخوة و حمية كشعوب ولكن هل تخلوا فعلاً عن اتاتوركيتهم كحكام؟
و هل تخلّوا عن ارتباطاتهم بالمعاهدات الاسرائيلية التركية؟
هل تخلوا عن طموحهم بالدخول الى الاتحاد الاوربي الذي يتطلب منهم تدجين المنطقة لصالح اوربا لا لصالح العروبة و الاسلام ؟
نعم انا لا اشكك بالنوايا بقدر ما انا اردد المثل القائل :
اللي عاضّته الحية يخاف من جرّة الحبل؟.
اقول ذلك واشاهد المقدمات التي بدأت بلميس و يحيى و نور و مهند بترجمة سورية و بتمويل خليجي, فهل من يتسائل معي.
و دمتم لاخيكم: بهلول الكظماوي
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat