ردا على مقال (اتحاد ادباء ديالى وظاهرة تكرار الوجوه )
الشاعر عمر الدليمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشاعر عمر الدليمي

\"بن عم حمدنه ماص كاغدها\"
فحوى هذه الطريفة ان اعرابيا سئل عن طعم \" الموطا \" وقت كانت سيارة مبردة تزور قريتهم كل صيف مرة - قبل قرابة الخمسين عاما - فقال انها لذيذة فقالوا له هل تذوقتها فقال لا ولكن ( ابن عم حمدنه ماص كاغدها ) ذكرني بهذه الطريفة السيد عماد الاخرس وانا اطالع مقاله الموسوم ( اتحاد ادباء ديالى وظاهرة تكرار الوجوه ) فكلا الحالين يتطابقان في حال ابداء الراي فيما لا تعرفه اذ استهل مقاله بالاشادة بالاماسي الثقافية التي ينظمها اتحاد ادباء ديالى لينتقل من ثم الى الاشارة الى انه لم يحضر الا اماس قليلة من تلك التي تقام في مقر الاتحاد في كل يوم ثلاثاء من كل اسبوع وعلى فترات متباعدة كما يذكر واصفا تلك الاماسي بالاوقات الممتعة والمتميزة مقدما الشكر للقائمين عليها .لينتقل من ثم الى انتقاد ما اسماه بظاهرة تكرار وجوه الضيوف وفي هذا تناقضا واضحا فكيف تكون هذه الاماسي رائعة ومتميزة في ذات الوقت التي تكرر وجوه ضيوفها كما انه يقر بعدم تواصله مع برنامج الاتحاد الثقافي وهو ما اوصله الى هذا الحكم الجزافي كما صاحبنا \" ابن عم حمد\" ولم يكتف السيد الاخرس بذلك بل سجل اعتراضه على تكرار رئاسة الاتحاد واعضاء الهيئة الادارية مستغربا ما اسماه \" عدم وجود الوجوه الجديدة \" ليستدرك من ثم مقرا بانهم نخبة متسائلا ..\" هل توقفت عجلة انتاج المزيد منهم بفروع الادب المختلفة \" ولست ادري كيف ينظر السيد الاخرس الى هذا الامر فهل هم سلع قديمة او قطع اثاث استهلكها الاتحاد وصار لزاما علينا تاثيثه بما هو جديد ، ثم ما هو الجديد بنظر السيد الاخرس ليدلنا عليه ونقتنيه !! وهل يدري بان اعضاء الهيئة الادارية الذين يتحدث عنهم قد جرى انتخابهم من قبل زملائهم الادباء قبل فترة لم تتعدى الشهر باجواء وصفت بالشفافية والديمقراطية من قبل كل الاوساط فهل يدرك السيد الاخرس انه انما يستخف بقناعات الادباء في محافظة ديالى ويرجح رايه دون حق ومشروعية وكان عليه ان يكوّن فكرة اوسع عن واقع الثقافة والادب في محافظته قبل ان يطرد هذه النخب – كما يسميها – وهي التي قدمت للثقافة الكثير وواصلت العطاء وتواصل في ظل ظروف عمل صعبة يعرف الجميع تفاصيلها ولو كان صديقنا الاخرس من متابعي انشطة الاتحاد لتاكد له تنوع برنامجه الثقافي اذ ان الاماسي الخمسة التي تواصلت اسبوعيا بعد انتخاب الهيئة الادارية الجديدة تميزت بالغنى والتنوع بدءا من اول اسبوع في 21 ايلول الماضي الذي قدمت فيه الهيئة الادارية نماذج من كتابات اعضائها فضلا عن الاستماع الى وجهات نظر واراء زملائهم واصدقاء الاتحاد بشأن البرنامج الثقافي وكانت الامسية الوحيدة واليتيمة التي حضرها السيد الاخرس دون ان نسمع له صوتا او مداخلة في أي شأن من الشؤون التي تطرق اليها في مقاله انف الذكر . وتواصل الاتحاد بتقديم برنامجه الثقافي الاسبوعي من خلال امسية الثلاثاء اذ قدم في الاسبوع الثاني جلسة نقدية حول المعرض التشكيلي السادس للفنان الرائد علي الطائي الذي اقيم في مقر الاتحاد وبالتعاون مع رابطة الاعلاميين الموحدة في ديالى ولمدة ثلاثة ايام واستضاف من خلالها اساتذة قسم التربية الفنية في كلية التربية الاساسية الذين قدموا قراءة نقدية في الاعمال الفنية التي تضمنها المعرض .
فيما قدم الاستاذ رائف امير في \" اوراق فلسفية جديدة\" كما قدم في الاسبوع الرابع امسية موسيقية حول الاغنية السبعينية للناقد والفنان ستار جبار الناصر وقدم في الاسبوع الخامس امسية قصصية قدم خلالها الناقد خالد ياس قراءة نقدية في ادب القاص طارق العزاوي وان الاتحاد متواصل في برنامجه الثقافي الذي اعده حتى نهاية هذا العام ويشتمل على اماس في مختلف فروع الادب والفكر والفن وان هذا البرنامج معلن في مقر الاتحاد .
ويواصل الكاتب مقاله مطالبا الاتحاد بالانفتاح على المؤسسات التعليمية وغيرها واقامة الندوات في اماكن مختلفة وعدم اقتصارها على مقر الاتحاد والاعلان عنها بشكل اوسع متسائلا \" اين الخلل في عدم ظهور وجوه جديدة او شابة على الساحة الثقافية وهل هناك انانية في احتكار المواقع الريادية والتفرد بها من قبل النخب القديمة ولماذا تلتزم كافة الاتحادات بشروط كثيرة وتضع المعوقات امام انتماء جيل جديد من العراقيين !!! لها \" مشككا \" هل هناك نية في الحفاظ على الوجوه القديمة وعدم الانفتاح على ما يبرز منها بعد عام 2003 . وفي هذا نؤكد ان للاتحاد مسعى دائم لاحتضان الطاقات الشابة ورفدها بكل ما يساهم بتنمية المواهب وان السنوات الماضية قد سجلت ظهور اسماء اثبتت حضورها على الساحة الادبية قد لايحتاج المتتبع الى تعدادها ورغم ذلك نؤكد ان المعنيين لم يؤكدوا حضورهم ذاك بفضل من الاتحاد ، بل بقدراتهم الابداعية الفردية التي لايمكن لاي مؤسسسة مهما اوتيت من امكانيات ان تصنع مبدعا ونؤكد قولنا الذي اسلفنا بان الادب بكل تفرعاته يمثل مشروعا فرديا منطلقا من حاجات ذاتية تصب بالتالي في العام من الحاجات الانسانية وما تساؤلات السيد الاخرس الا دليل على فهم سطحي قد يقترب من الجهل لعوالم الابداع الشائكة المسالك وان الانا مهما غالت لن تتمكن من حجب موهبة والا لكانت الدكتاتوريات قد انهت والى الابد اي وعد ابداعي لانه من البديهي تناقض الابداع كمنحى انساني مع توجهاتها المغلقة فضلا عن ان المواقع الادارية ليس بالضرورة انها كاملة الصلة بالابداع وما هي الا وسائل لتنظيم الاعمال في المنظمات واما التزام الاتحادات بشروط يصفها الكاتب بالكثيرة وانها تضع المعوقات امام العراقيين للانتماء اليها فهذا مدعاة لتاكيد قولنا السابق المتمثل بسطحية المعالجة التي جاء بها الرجل فكيف نريد لهذه التسمية العريضة والفضفاضة ( العراقيين ) ان ينتموا لاتحاد الادباء مثلا ؟!
ليصل خلاصة مقاله - كما يقول - بالسؤال \" لماذا لايبادر الاتحاد للبحث عن وجوه جديدة وهل هناك اي نشاط يوضح جهود النخب القديمة في تحديث الوجوه في الاتحاد ؟!! \" ويعرج – متهما النقابات والاتحادات في العراق بالانغلاق وانها تشن حصارا ضد كل انتماء جديد ضمانا لبقاء الكادر القديم مطالبا - في خاتمة مقاله – الاتحاد باثبات حسن النية من خلال جملة من الاشتراطات يضعها امام هيئة الاتحاد ورئاسته ، ولست ادري من اين تاتى له ان يضع الناس في قفص اتهاماته الناجمة عن رؤية مسطحة للواقع ونزعة ذاتية اذ كرر كلمة \" القديمة \"اكثر من عشر مرات وفي مقابلها كرر \" جديدة \" وشابة ما يقابل ذلك واكثر مؤكدا على سعي ما يسميه بالوجوه القديمة الى حجب ما برز بعد عام 2003 في اشارة على انه من قطاف ما بعد عام الاحتلال وفي هذا نؤكد لكاتبنا بان اعضاء الهيئة الادارية في اتحاد ادباء ديالى باستثناء كاتب هذا المقال لم يتولوا منصبا اداريا في الاتحاد قبل العام 2003 كما نؤكد ان نقل امراض السياسة العراقية الحالية الى قطاع الثقافة لا يصب في مصلحة المثقف العراقي فدعونا نبتعد عن ذلك وان التعكز على هذا الامر لن يصنع من فاشل في هذا المجال اديبا لان ما يصنع المبدعين هو اشتغالهم الناجح ومنجزهم الابداعي ولا شيء اخر يا سيدي الفاضل واما دعوى ان نذهب باماسي الاتحاد الى الشوارع فاعتقد ان ( دور الثقافة الجماهيرية ) ممكن ان تؤسس في الاحزاب ومؤسسات الدولة الاخرى مع انني اشك بنجاحها كما هو حاصل في البيوت الثقافية التي اسستها وزارة الثقافة في المحافظات وصارت تقدم ثقافة كسيحة وفق طريقة اسقاط الفروض من اجل الاحتفاظ بالوظيفة ولاشيء اخر . بقي ان اقول لصديقنا عماد الاخرس ان ما تحدثت عنه من شروط الانتماء الى الاتحادات خاصة في اتحاد الادباء ارى وبشكل شخصي انها يجب ان تشدد اكثر فالذي ليس لديه ناقة ولا يحمل جودا من الماء وزادا يكفيه كيف له ان يخاطر في عبور صحراء الربع الخالي مثلا ؟! ... انه الادب يا رجل ، ارقى اسمى الفنون فكيف تريد له ان يكون مطية لكل من تنطع وادعى ، انه سمو الانسان وليس ذلك الاسفاف الذي يغلق رئة الحياة الثقافية الذي نطالعه كل ساعة في وسائل الاعلام التي يؤخذ عليها تهاونها في نشر كل ما يرد اليها دون تمحيص وتدقيق وعسى ان لايندرج ما يكتبه صديقنا عماد الاخرس في الزبد الذي لابد طارحه موج الوقت جفاء .
لشاعر عمر الدليمي
امين الشؤون الثقافية
في الاتحاد العام للادباء
والكتاب في ديالى
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat