صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

اذ كنت جاهلاً فــ مت جائعاً
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يقولون الصبر مفتاح الفرج .. والفرج يتهيكل على شكل بوابة عظيمة تحوي أمور غيبية معروفة وغير معروفة وللفرج عدة أوجه وتصورات تختلف بحسب المطلب وحسب المكسب والانتظار، ومثالاً على الصبر فرص العمل التي هي قيامة الجوع وآخرة الفقر ولحد العوز.
في زمننا هذا تختلف المعايير والحسابات فالصناعة الرقمية الضوئية الخارقة لم تترك حيزاً صغيراً لتطوير النفس التلميذة لتبتكر فكرة او تصنع شيء لان سيرة حياة علماء الأرض كــ أرسطو وفيثاغورس ونيوتن ودا فنشي وغاليلو ...الخ .. قد اتخمت عقول العالم بالأفكار الحيثية التي لم يطبق الكثير منها وما زال بعضها غامض تلتف حوله المعادلات والحسابات التي قد تكون خاطئة ما تثير الاستغراب او تكون صحيحة بعيدة الأفق والاستنتاج.. فما تداولته دول العالم من منتوجات فكرية ملموسة كــ الصناعات العملاقة المتعلقة بالأمور الحياتية جعل من بعض الفئات المتأخرة نماذج لتجربة منتوجاتهم العملاقة لذا ففي هذا الزمن الاختراع أصبح شيء تشبيهي ولا يحمل مسمى الفكرة الجديدة إطلاقا فكل التصنيع متشابه الأوجه مع اختلاف بسيط في الفكرة والتي بدورها لا تعتبر اختراع برجوازي لكنها بمثابة دخل مادي يساعد على تطوير المصنوعات والمصنعين. 
لم يذكر في مؤرخات العالم ان لكل شيء قوانين وأصول يجب السير عليها للوصول إلى جوهرة الاختراع فلم نسمع يوماً ان إسحاق نيوتن وهو عالم الفيزياء الكبير قد نال شهادة الماجستير او الدكتوراه في الفيزياء فقد كان شبابه اليافع متمركزاً في البساتين والفلاحة والاعتماد الكلي على تحليلاته الشخصية واستكشافاته  جعله أساس رصين لمبدأ الفيزياء و ملاحقة ظاهرة طبيعية أودت به إلى خلق شخصٍ جديد غير نيوتن وطور أفكاره بأمور بسيطة نظرية وتطبيقية متوفرة في كل مكان ما ساعده على الالتحاق بالسلك الدراسي والعجيب ان نيوتن كان من الملتحظين والمستلقطين لاخطاء الاستاذة حين يدرسوا تلميذهم مادة الفيزياء ، وبهذا الاستنتاج نستدل على ان نيوتن هو المدرس وليس التلميذ.
في دول العالم الحديث الغربي والعربي نرى ان الشخصيات المتفوقة قد امتزج فيها الطموح والمثابرة لكن جاءت فكرة التسلح بالشهادة الجامعية أمرا قاضياً لان حملة الشهادات ينظر لهم المجتمع خارجياً وليس داخلياً فكم من طلبة الجامعات نالوا شهاداتهم بلا تعب ولا مثابرة ولا دراية بل بالعلاقات والأموال وهم يتبوؤن مناصب كبيرة وبعيدين كل البعد عن الحرفية ومفهوم عملهم لكن درعهم الشهادة الجامعية .. وكم من الحرفيين الفطاحل المشغوفين بعملهم يحملون من الخبرة في مجالات عملهم سنين طويلة لكنهم مهمشين بسبب ظروفهم العصيبة وواقع الاضطهاد المأساوي الذي ضرب بناهم التحتية ليساقوا إلى العساكر والى توجهات غبية أرغموا على شق طريقها ليصل بهم الحال إلى سن الضياع وهم لم يفقهوا من حياتهم شيئاً.
هذه الشريحة الكادحة التي تستحق الثناء والتعظيم والموجودة في خنادق كل الشعوب انتهزتها الدول الغربية بصورة كبيرة واتخذت منهم درعاً مستقبلي مهني ومادي وانتفع العالم بهم وبفضل الأمور الحياتية الجيدة عملت المؤسسات الحكومية وإلا حكومية على ملاحقة نقاط الخلل الحاصلة في عملهم وتصحيحها لتخدم مصلحة معينة او مجتمع.
أما في العراق فقد تناسينا هذه المسألة فالمهم الشهادة الجامعية والإجراءات الصارمة والمشددة على الشهادة فإذ كنت لا تحمل شهادة جامعية عليك ان تتوجه من فورك إلى مقر وزارتي الدفاع والداخلية وهناك سوف تجد مطلبك لكن الفرق شاسع بين عباقرة الكمبيوتر والحرفيين الميكانيكيين وكل المهن القيمة والاندماج تحت مسمى عسكري ، سلاح ودرع و سيطرات ونقاط تفتيش وهذه المهن ليست خائبة إطلاقا فتواجدها في المجتمع يحرص على الارتقاء بواقع قانوني يعمه الأمن والأمان  لكن الرجل المناسب في المكان المناسب وللأسف  هكذا هو التوظيف في العراق ممن لم يحصلوا على شهادة جامعية،  فماذا نفعل أليس لصدام المخلوع موقفٌ انتم تعلمون به تجاه الطالب،  فالدراسة في العراق كانت بمثابة الدراسة في المدارس والكليات العسكرية فقد جند حتى الفتيات وأرغمهن على حمل السلاح ... أي وضع مريض كان يعيشه العراقيون؟، فبدلاً من عزف الثقافة على مسامع الطلاب تعزف المدافع والعيارات النارية وبدلاً من خط جدولاً علمي.. يبقرون خنادق الحرب بمعاول صبرهم .. كيف ستنظر الحكومة بأمر هؤلاء الذين لم يسامحم الوقت على إكمال مسيرهم التدريسي وهل هم دخلاء لا يحملون مسميات وروابط تؤكد انتمائهم لبلدهم... أليس هناك وزارة بديلة غير الدفاع والداخلية فبدلاً من هذا الكم الهائل من الوزارات ونحن ثلاثون مليون نسمة ... فلنعمل على بناء وزارة جديدة ونسميها وزارة المتخلفين تدريسياً او أي مسمى أخر ترتئيه حكومتنا الموقرة.     

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/13



كتابة تعليق لموضوع : اذ كنت جاهلاً فــ مت جائعاً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net