مَعَ مَنْ تَقِفْ القائمة العراقية ؟
خالد محمد الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد محمد الجنابي

في تصريح مثير للجدل لرئيس الكتلة النيابية للقائمة العراقية النائب سلمان الجميلي نشرته جريدة الدعوة العراقية في صفحتها الاولى بعددها 1323 ألصادر بتاريخ 11/9/2011 ورد فيه : ان المعلومات الاولية لتقرير اللجنة الفنية الخاصة بالتحقيق في قضية ميناء مبارك تشير الى ان ابنية الميناء تقع على ألارض الكويتية ولاتوجد أي تأثيرات من الناحية الاقتصادية على العراق ، وبحسب الجريدة أضاف النائب الجميلي ، ان لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ستستضيف اللجنة الفنية المشكلة من قبل الحكومة للتحقيق في قضية ميناء مبارك للوقوف على تفاصيل التقرير ولحين تحقق ذلك ألأمر ينبغي أن لايسيس هذا الموضوع وبما يسمم اجواء العلاقات بين البلدين ، هذا هو تصريح النائب سلمان الجميلي .
هنا أريد أن أتساءل كيف تسنّى للسيد الجميلي معرفة أن الميناء المذكور ليس له تأثيرات أقتصادية على العراق ؟ خصوصا وان المعلومات التي أستند اليها هي معلومات أولية على حد قوله ، ولماذا التسرع بتصريحات في موضوع حساس جدا كهذا ؟ علما ان لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب لن تطلع لحد ألآن على تفاصيل تقرير اللجنة الفنية حسب ماورد في تصريح السيد الجميلي .
ان قضية ميناء مبارك لاتمثل خلافا سياسيا في وجهات النظر بين طرفين من الممكن حلها عبر التصريحات ، انها قضية تحتاج الى معاينة ميدانية وبأشراف جهات محايدة من أجل الوصول الى الحقيقة بشكلها النهائي ، علاوة على ذلك فأنها تخضع الى مدى مطابقتها لشروط المنطقة الاقتصادية الخالصة الواجب وجودها بين الدول المتشاطئة وبما لايخالف بنود قانون البحار والمعاهدات والاتفاقيات الدولية المبرمة بهذا الخصوص ، وبهذا تكون قضية ميناء مبارك قضية فنية بحتة لايمكن لجميع السياسيين البت فيها بمعزل عن تقارير اللجان الفنية المشكلة لهذا الغرض .
يقول السيد الجميلي : ينبغي أن لايسيس الموضوع ، فهل ان المطالبة بحق شرعي للعراق هو تسيس للموضوع ؟ واذا كان هناك تسيسا ما فمن هو الذي بدأ به ؟ أليس من ألأجدر توجيه هذا الكلام للجانب الكويتي ؟ لحد ألان الحكومة العراقية تتصرف ضمن ألأطر القانونية وبشكل هادىء جدا ، لكن لاأعلم لماذا تحاول القائمة العراقية اظهار الحكومة العراقية بأنها تسير نحو التصعيد في هذا المجال ؟
من المؤسف جدا ان تتخذ القائمة العراقية هكذا موقف في قضية تتعلق بسيادة العراق واقتصاده ، وكان من المفروض ان تترك القائمة العراقية خلافاتها المفتعلة مع الحكومة والوقوف يدا بيد معها من أجل الوصول الى نتيجة منطقية يرضى بها الجميع .
الشارع العراقي لحد ألآن يتذكر بمرارة زيارة الدكتور اياد علاوي رئيس القائمة العراقية الى الكويت خلال الاسابيع الماضية ، والتي جاءت على عكس ارادة الرأي العام العراقي .
نتمنى من القائمة العراقية ان تمثل ارادة ناخيها على أقل تقدير وهم حتما لايقبلوا بأن تقف قائمتهم الى جانب الكويت بالضد من الحكومة العراقية ، كما نتمنى ان لاتتسرع القائمة العراقية في اطلاق تصريحات تحتاج الى مزيد من التروي وانتظار ماتؤول اليه تقارير لجان مشكلة لذلك الغرض ، نتمى ان لاتتسرع القائمة العراقية في اصدار الاحكام الباتة تجاه أي قضية ، خصوصا اذا كانت تلك القضية تتعلق بسيادة العراق ، كي لانقول معَ مَنْ تقف القائمة العراقية ؟ والله ولي التوفيق .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat