رسالة الى سيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بمناسبة فتوى الدفاع المقدس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 سيدي أمير المؤمنين أبا الحسنين سلام الله عليك...
 يعتقد بعض الحداثويين أن العودة الى الماضي هو هروب من الواقع، ونحن نجده تفاعلاً مع الجذر المكون للفعل الانساني والتنامي المعرفي، واكتساب التجربة بعمقها الوجداني؛ لنمحِّص من خلالها الواقع بجميع قيمه الوثابة، ونحن نعيش نهضوية الوجوب الكفائي المستمدة من تعاليم وصاياك القويمة، وما تركته لنا من إرث عبارة عن قيم اصلاحية نهضوية، وضعتها المرجعية الدينية الشريفة نصب أعينها أثراً مؤثراً لفلسفة النهوض الكفائي.
سألكم (ابن رفاعة) عند خروجكم الى البصرة عند واقعة الجمل:- سيدي ما الذي تريد؟
قلت:- الاصلاح ان قبلوا منا. 
:- مولاي يا أبا الحسن سلام الله عليك...
منذ أول خطى الارتقاء لعوالم الحرية عقب سقوط العتاة في العراق سنة (2003م) ومع ردة الفعل الخائبة والخائفة من قبل ابناء الذبول الطائفي، وأوعية الحقد والخبث والنظرة الضيقة، دافعت المرجعية الدينية الشريفة عن استقلالية الهوية الوطنية العراقية ووحدة الدين، لكنهم – للأسف – يا سيدي لا يملكون سوى العنت والصلف والفرقة، فطعنوا الهوية والمعتقد، ورمونا بالفارسية والمجوسية، أي أخرجونا عن هويتنا الوطنية وعن ديننا، حتى وصل بهم الأمر من الجرأة على الدين انهم افتوا أن اليهود أكثر إيماناً من الشيعة..! شيعتك يا مولاي..! شيعة أهل البيت (عليهم السلام)..!
وبدل الأمة اختار هؤلاء العبثيون التحزبات المريضة، وبدل السلام اطمئنوا الى مثلثات الموت، فذبحوا المئات منا، ومن ثم تباكوا وما زالوا يتباكون في الفضائيات، وكأن القاتل هو الضحية في زمن ارتبكت موازينه..؟
المرجعية المباركة تدعو الى وحدة الصف، وهم يدعون الى تقسيمات اقليمية؛ ليقسموا العراق الى عراق كردي، وعراق شيعي، وعراق سني، وحين فشلوا نصبوا هذه المرة مخيمات الاعتصام؛ ليعرضوا ضمائرهم في أسواق النخاسة، وأسواق بيع الذمم المدعومة من سلاطين النفط الوهابيين.
 ومع كل هذه الأحداث، كانت المرجعية تخشى على أعراضهم، وهم يفرطون بالشرف، ويستهينون بالعفة، ورفعوا شعارات نكاح الجهاد التي تعبر عن رخصهم..! 
والله يا سيدي.. شيوخ ومشايخ ورؤساء عشائر، يطالبون النساء بهذه الدعارة المريرة، ويرفعون راية (الله أكبر) فوق هذا البؤس والزنا والعار المشين..! ومع كل الذي حدث لم تخرج المرجعية الشريفة قيد انملة عن تعاليمك ووصاياك التي اوصيتها، ولاسيما اجوبتك لابن رفاعة في البصرة، وقبل واقعة الجمل:- ندعهم بعذرهم، ونعطيهم الحق ونصبر، وندعهم ما تركونا.
:- وإن لم يتركونا يا سيدي؟ قلت: امتنعنا منهم.. لقد استكان الاخوان على دعم دول الجوار المقيتة، وتآمروا على اخوتهم في الدين والوطن، قتلوا، ذبحوا، حرقوا وروجوا النقائص والنقائض زيفاً على شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، ولم يردعهم دين ولا ضمير، ورثوا عنجهية الظلم والجبروت، فكفروا اسلامنا، وحكموا علينا بالردة، وكونوا جيوشا مكونة من شراذم الدول، وأسمته (داعش السوء)، وفعلاً تقدمت مرتزقتهم من اهل السقائف ليحتلوا الموصل، وليسيطروا ويقتلوا شعبها، وتقدموا نحو بغداد بقوة عنجهيتهم وهم يحلمون باحتلال مدننا المقدسة، وقد رفعوا شعار هدم المراقد المقدسة ومراقد الأئمة المباركة وسبي النساء، وما هي إلا خطوات بقيت لتحقيق احلامهم المريضة...
فانتفضت المرجعية المباركة بكل ما تملك من تاريخ ناصع نهضوي شجاع؛ لتينع الشفاعة والإخلاص وأمانة النصح نداء مرجعياً هو (الدفاع المقدس)؛ ليستنهض ابناء العراق نهضة أبية ساعية للحفاظ عن الدين والوطن، وإبعاد فتيل النزاع المذهبي عن الشعب العراقي وجميع شعوب المنطقة والعالم. 
هؤلاء الدواعش لا يمتلكون من الانسانية شيئاً، ولا يجيدون سوى فنون الفتك والتمادي، جمعوا من شراذم أكثر من ثمانين هوية غريبة، شكلوا منها مجاميع مرتزقة، هجرت الناس وطردتهم من ديارهم، وفجرت الجوامع والمساجد والحسينيات والمراقد المقدسة، نبشوا قبور شهداء صفين (سلام الله عليهم)، وقتلوا مئات الشباب غدرا في واقعة سبايكر وغيرها.
 ورغم كل هذه التضحيات، لم تتخل المرجعية الدينية الشريفة عن وصاياك، وحملتها نصائح تقدمها لمقاتلي الحشد الشعبي: (لا تتبعوا مولياً، ولا تجهزوا على جريح، ولا تنهبوا مالاً، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن).
 ونحن يا سيدي يا أمير المؤمنين (سلام الله عليك) فتحنا مدننا وبيوتنا مأوى لهم حين شردتهم الظروف، وعادوا لنا محتلين غادرين، يقودهم الف خالد بن الوليد؛ ليفتك بكل ابن نويرة، يرفض الظلم والجور وبيع الذمم ومؤامرات السقائف الرذيلة.
سيدي أمير المؤمنين فدتك روحي...
سمعت المرجعية الدينية الشريفة نصائح عهد نزيه، وأنت على فراش الشهادة، فإني سمعت رسول الله، يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور، فسلام الله عليك يا أبا الحسن، وسلام الله على مرجعية حملت وصاياك نصائح سلام كرستها لمقاومة عنيدة ضد الظلم والجور.
 فالنصر الحقيقي أن نبقى أعزة لا نباع كالعبيد، ولا يُمسُّ لنا عرض بمسميات جهادية خادعة، وهذا يعني أن المرجعية الدينية المباركة استطاعت ان تصوغ من عِبر الماضي دروساً يانعة بالصبر.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/12



كتابة تعليق لموضوع : رسالة الى سيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بمناسبة فتوى الدفاع المقدس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net