صفحة الكاتب : عماد يونس فغالي

مشهديّة تتجلَّى طبقًا إبداعيًّا!
عماد يونس فغالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لفتت صاحبَ المقدّمة كتابةُ الرواية بشخصيّتين فقط، شدّت القارئ تشويقًا حتى آخر كلمة من النصّ دون تمكّن من توقّف! وقرأ صاحب المقدّمة، هذا الناقد الأدبيّ الكبير، ما يلقاه كلّ قارئٍ كاتبنا في "الدرس الأخير". شخصيّتان، بطلتان. لكنّ السياق لا يخلو من أشخاصٍ لم يعودوا ههنا، يحضرون في المشهديّة على امتداد النصّ، يُشعركَ التتابع السرديّ أنّهم لا فاعلون وحسب، بل حاضرون في زمن الأحداث!

شخصيّتان، ومشهديّة حواريّة. هكذا أسمى الكاتب نصّه. طبعًا، فليس التتابع حوارًا كلاميًّا، بقدر ما هو تفاعلٌ حيّ، بين أشخاصٍ وإيديولوجيّات، تنتقل من نمط تفكيرٍ إلى آخر. فالفكر الفلسفيّ كامنٌ على كلّ المستويات، الإيمانيّ والملحد. السالك في الأدبيّات الأخلاقيّة والمنحرف... 

أمّا الأمانة فطاغيةٌ حاسمة. الأمانة للإنسان الذي طبع الشخصيّة المؤمنة، المتعلّقة بالقيم الدينيّة والأخلاقيَّة والتربويّة. أمانة تتخطّى الزمن تصل إلى التواصل المستمرّ مع العابرين ههنا إلى ما استطاع الكاتب إثباته عالم خلود. ومن تلك الكائنات التي طبعت، يستقي بطلا الرواية على مرّ الحياة، هواءَ بقائهما المعتقديّ. ويشهدان له!

يميل الكاتب إلى إظهار ستيڤن بطلاً يطغى على كاتالينا. لكأنّه يعكسُ غلبةَ شخصه المؤمن على ما تظهره شخصيّة كاتالينا الهازئة بوجود الله والمناهج القيميّة في المجتمع... وعلى أنّ هذه الأخيرة تمثّل شريحةً من الناس، رجالاً ونساءً، تهيمن اليوم على مجتمعاتنا وتكوّن قناعةً تجد لها مكانًا رحبًا بين الناس، فإنّ السياق يصوّرها ضعيفةً، غَيْرَ مقنعة. جلّ ما يظهر منها لوحةٌ باهتةُ الألوان من درْكٍ باتَ مبتذلاً...

في الواقع، لا تملّ من سياقٍ مختلف. سمْعته لو أخبرتَ، تقلقكَ... ظنًّا أنّ الحوار لا يشدّك! أمّا حال الشخصيّتين والمضمون فتقليديّان. مؤمنٌ ومتفلّتة، يتحاوران في مسلكهما الحياتيّ، ويحاول الواحد جذبَ الآخر إليه... 

 وَلَكِنْ أين أنتَ من ملل؟ تنساق مع البطلين انسيابًا حتى الاسترخاء في المطالعة، لتطالعكَ تبنّياتُ موقفٍ تتخذه لَكَ! قد تكون في صفّ واحد، دونما معاداة الآخر. وهذا سرّ السرد الداخل في الحوار تزواجًا نمطيًّا شائقًا!

ويبقى سؤالٌ: ما كان الدرس الأخير؟ ولَكَ في اتّباع المشهديّة الحواريّة ههنا، أن تجيبَ وفقَ تفاعلاتكَ مع النصّ. ويكون الدرسُ لَكَ أمثولةً تتخذها إذا أردت. وإلاّ لَكَ مطلق اختيار! ذَلِكَ أنّكَ تجد نفسكَ مقحَمًا بين الشخصيّات كلّها، واحدًا منها، لَكَ رأيٌ تبديه وموقفٌ تطرحه... حتى تخال نفسكَ في مكان، تلقِّن أنتَ الدرسَ الأخير...

أَيُّهَا الكاتب المميّز، يا فغاليًّا لَكَ مع الكلمة علاقة الإنسان، ما أحيلاكَ تقدّم لنا طبقًا حلوَ المذاق من راقي التواصل الاجتماعيّ والشخصيّ، والتفاعل القيميّ على اختلافاته... فنغتذي من خبرةٍ تتجلَّى إبداعًا أدبيًّا ما أطيبه!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد يونس فغالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/17



كتابة تعليق لموضوع : مشهديّة تتجلَّى طبقًا إبداعيًّا!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net