صفحة الكاتب : مدحت قلادة

الأحزاب والقرار الصعب
مدحت قلادة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعاني مصر منذ انقلاب يوليو حالة جمود سياسي ففي عهد الرئيس عبد الناصر عانت مصر من المركزية المطلقة، فكانت مصر ومن عليها تدار بالرجل الواحد والفكر الواحد... ومع عصر السادات تم تجميل الصورة قليلا لتُدار مصر مركزياً بواسطة الرجل الواحد والحزب الواحد في شكل ديموقراطي للتجميل فقط، عهد الرئيس مبارك تميز ببقاء المسرح السياسي كما هو عليه مبدأ الرجل والحزب الواحد وكلاهما في واحد.
مازالت تعانى الاحزاب المصرية من سيطرة الحزب الحاكم وقبضته السلطوية المتحكمة في الإنتخابات مستخدما دعائم لبقاء حكمه مثل التزوير والاعتماد على رجال النظام الافياء على رأسهم الدكتور صفوت الشريف، اختلفت الصورة نسبيا في انتخابات عام 2005 بدخول لجنة السياسات كمنسق ومسوق للحزب الحاكم وتصاعد دور السيد جمال مبارك في الحزب اتضح للعديدين ان هناك صراع داخل الحزب الحاكم وظهرت صورة مشوشة بين حرس قديم وحرس جديد، أو جيل الشباب بقيادة نجل الرئيس وجيل العواجيز بقيادة صفوت الشريف، والتي انتهت بالقضاء على رموز الجيل القديم عدا السيد صفوت الشريف اللاعب الماهر القادر على الحفاظ على موقعه مهما كانت التيارات المضادة ويكاد المرء يؤمن أن بقاءه الدكتور صفوت الشريف مرتبط ببقاء النظام.
هناك أسباب عالمية تؤثر في سياسة الحزب الحاكم وقراراته المتعلقة بالانتخابات أولاً التزوير، وثانياً عقد صفقات خاصة بعد مراجعة للسياسات العالمية ودور السياسة الأمريكية وفكر الكائن فى البيت الابيض ففي عهد الرئيس بوش عقد النظام صفقة مع الإخوان واحتلوا 88 مقعد في مجلس الشعب في رسالة واضحة للنظام الأمريكي والغرب أما نحن أو الإسلاميين... هذه الصفقة كشفها السيد مهدي عاكف المرشد السابق الرجل الصريح والمعبر في تصريح لجريدة المصري اليوم أن رجل هام في النظام قابله واتفق معه على ترشيح 150 عضواً في الانتخابات السابقة، ولكن مع عهد الرئيس أوباما الذي فضل بقاء الأنظمة الديكتاتورية وغض البصر عن إصلاح أحوال العالم الثالث مما يعد موشراعلى أن النظام ربما لن يضطر لعقد صفقة خاسرة تهدد فقد سيطرته على مقدرات مصر مثلما فعل عام 2005 مع تيارا الاسلام السياسى.
مع غياب الرقابة القضائية على الانتخابات المزمع اجراؤها أصيبت الأحزاب المصرية بحالة من التردد في خوض الانتخابات القادمة لخبرتها السابقة مع النظام، لذا كون ائتلاف من أربعة أحزاب وهم (الوفد والتجمع والناصري والجبهة الديمقراطية) الذين اتفقوا على وثيقة الضمانات التي قدمها حزب الوفد وتبناها الائتلاف المكون من الأحزاب الأربعة كحد أدنى لإجراء الإنتخابات، وامام اصرار النظام على رفض الرقابة ترددت الاحزاب المصرية بين الخوض والرفض...
أخيراً صرحت الأحزاب بأنها سوف تشارك في الانتخابات بدون رقابة وبالطبع سوف ينطبق على النظام المثل المصري الدارج "من شب على شيء شاب عليه" لينجح ويستحوذ على غالبية سيد قراره ليحتفظ ببقاءه جاسم على رئة المحروسة، ولكن إعتقادي الشخصي حسناً فعل الائتلاف بتصريحه بالخوض في انتخابات مجلس الشعب، إنها فرصة للائتلاف لخوض الانتخابات ليس ليحلوا محل الإسلام السياسي فقط بل لتخليص البلد من شبح الدولة الدينية والتلون الفج للإسلاميين للسطو على قلب المحروسة  كما صرح نائب المرشد السابق أن الأخوان سيسلكون طريق النضال الدستوري لتحقيق مآربهم!!! أي نضال وأي دستور وأي ديموقراطية يؤمنون بها..
إنها فرصة للأحزاب المصرية خاصة بعدما  تعلموا الدرس القاسي من تضامنهم مع الأخوان الان عليهم إثبات الذات ومتابعة الإنتخابات متابعة دقيقة وفضح آليات التزوير وكشف المتلاعبين، إنها فرصة ليحل محل الأخوان أحزاب مصرية تعمل لصالح مصر ونتخلص ممن يتخذون الدين مطية للقفز على كرسي مصر.
إن طريق الكفاح شاق خاصة ضد نظام أدمن التزوير وعقد صفقات إن أمكن مع الشيطان لبقاءه جاثيا على رئة المحروسة.
ترى هل تستطيع الأحزاب المصرية إثبات تواجدها بقوة على الساحة السياسية المصرية مرة أخرى؟ هل تنتهي مرحلة الحزب الواحد والرجل الواحد؟!! هذا ما ستجيبه الأيام القادمة.
"الذي يولد وهو يزحف، لا يستطيع أن يطير"
مدحت قلادة

زيورخ فى 18/10/2010

Medhat00_klada@hotmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مدحت قلادة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/10/19



كتابة تعليق لموضوع : الأحزاب والقرار الصعب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net