
منذُ أن بزغَ فجرُ الفتوى التأريخيةِ للجهادِ المقدسِ وأُعلِنَ عن تشكيلِ فرقةِ العباسِ عليه السلام القتاليةِ برعايةِ الأَمانةِ العامةِ للعتبةِ العباسيةِ المقدسةِ، ودائماً ماكانَ يُحسَبُ لقيادةِ الفرقةِ أَنَّها لم تقرر أَن تشاركَ في معركةٍ أِلّا وكانَ لها بصمةٌ تُميزُها،،،،،، أِلّا وكانَ لها طعمُها الخاصُّ الذي يُعبرُ بحقيقتهِ عن الالتصاقِ الحميميِّ الحقيقيِّ لها بالنهجِ المحمديِّ الأَصيلِ المتمثلِ بالمرجعيةِ الدينيةِ العليا في النجفِ الأَشرفِ .
المتتبعُ لِإِرشيفِ المعاركِ التي خاضتها الفرقةُ يرى أَنَّ مشارَكَاتَها عادَةً ماكانَت في مَعارِكَ مِفصَليَّةٍ نَوعيَّةٍ جِدَّاً وطنيةِ الأَبعادِ والمعالمِ،
كانت نتائجُها تشكلُ نقطةَ فرقانٍ بينَ الحقِّ والباطلِ .
عادَةً ماكانَت تنتصرُ على حربٍ مُعلَنَةٍ تارَةً وأُخرى غيرِ مُعلَنَةٍ من أَطرافٍ مؤثرةٍ في هيئةِ الحشدِ الشعبيِّ، أِذ أَنَّهُ وعلى الرغمِ مِن قلةِ الدعمِ اللوجستيِّ والماديِّ الذي يشكلُ حقاً من حقوقِها بِامتيازٍ باعتبارِها واحدةً من الفصائلِ المُسَجَّلَةِ لَدى الهيئةِ . رغمَ ذلِكَ، كانَت ولازالت تسجلُ الأِنتصارَ تِلوَ الأِنتصارِ في معاركَ نوعيةٍ -كما أَسلفنا- أِنطلاقاً من جرفِ النصرِ ،،،،مروراً بعزيزِ بلد ،،،،،وبيجي ،،،،وتكريتَ،،،، وصولاً أِلى الملحمةِ الأَهمِّ، المعركةِ الحاميةِ الوطيسِ التي كانَ غايتَها رفعُ الحيفِ والظلمِ الذي وقعَ على أَتباعِ مذهبِ آلِ البيتِ في قصبةِ البشيرِ .
أِذ أَنَّها رابَطَت طويلاً على تُخومِ قصبةِ البشيرِ مُدافِعَةً عن مدينةِ تازَةَ التي كانت مُرَشَّحَةً للسُّقوطِ بأَيدي الدَّواعِشِ وَدَفعِ الضَّرَرِ عَنها وما مَثَّلَتهُ هذِِهِ المُرابَطَةُ مِن ضَغطٍ زمنيٍّ تارَةً وَشَعبيٍّ تارَةً أُخرى مِن أَهلِ البشيرِ الذينَ نزحوا إِلى تازَةَ أَو مِن أَهلِ تازَةَ أَنفسِهِم، التواقينَ لتحريرِ البشيرِ لدفعِ الضَّرَرِ عَن منطقتِهِم ودفعِ شبحِ التهجيرِ الذي كانَ يُراوِدُهُم. كما يُضافُ إِلى هذِهِ الضُّغوطِ ضَغطٌ تمثلَ بخذلانِ القرارِ الحكوميِّ وموقفِ المتفرجِ من إِدارةِ هيئةِ الحشدِ،،، إِلّا أنَّ قيادةَ الفرقةِ قَطَعَت عَلى نَفسِها وعداً وعهداً غيرَ مكذوبٍ لتحريرِها وإِعادتِها إِلى أَهلِها وَقَدَّمَت لأَجلِ ذلِكَ القرابينَ في معركةٍ أَعرَبَ الأَعداءُ قبلَ الأَصدقاءِ عَن إِعجابِهِم بِأَداءِ الفرقةِ وَحِرَفيَّتِها وَمِهَنيَّتِها وَإِنسانيَّتِها التي عُدَّت عَلامَةً فارِقَةً تُحسَبُ لَها.
وَهذِهِ هِيَ المعركةُ الأولى التي يَعمَلُ فيها البيشمركة جنباً إِلى جنبٍ مَعَ فصيلٍ مِن فصائلِ الحشدِ وَرَسَمَت لوحةً فنيَّةً وَطَنيَّةً عِراقيَّةً خالِصَةً، ماكانَت لِتَكونَ لَولا حِنكَةُ وَخِبرةَُ قيادةِ الفرقةِ وَتَوصياتُ المتولي الشرعيِ للعتبةِ العباسيةِ المقدسةِ سماحةِ السيدِ أَحمد الصافي.
كانَ النَّصرُ في البشيرِ نصراً وطنياً عراقيَّ الصناعةِ وطنيَّ الأَبعادِ يَتَناسَبُ والدماءَ الزاكياتِ التي سالت على أَرضِ البشيرِ وارتقت إِلى بارئَها تشكو خذلانَ الناصرِ.
وَلَنا هُنا أَن نَستَشهِدَ بِقولِ قائدِ الفرقةِ سماحةِ الشيخِ ميثم الزيديِّ حينَ قالَ "ُترِكنا في معركةِ البشيرِ كَما تُرِكَ مُسلِمُ بن عَقيلٍ عليه السلام".
المجدُ والخلودُ لشهدائِنا الأَبرارِ وعهداً لَهُم أَنَّنا بالأَثَرِ وعن طريقِ الجهادِ لَن نَحيدَ.
والنصرُ الدائمُ لِأَبطالِ فرقةِ العباسِ عليه السلام القتاليةِ.