صفحة الكاتب : ماجد عبد الحميد الكعبي

كيف نصلح التعليم في العراق؟ الطالب ليس غبيا
ماجد عبد الحميد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما تتحول الجامعة الى ثانوية بمناهجها وطرق تدريسها ومستوى تفكير طلبتها فلاشك في مصير مجهول ومشاكل تعليمية وتربوية مستعصية مستقبلا. وحين ياتي الطالب الجامعي وهو على اعتاب التخرج شاكيا من عدم معرفته باصول وقواعد ومنهجية البحث العلمي، فاعلم انك تتربع ، ايها المسؤول، على عرش مؤسسة تعليمية تربوية خاوية وايلة للسقوط حتما. المدرسة والجامعة ليستا مكانين لتحفيظ الكلمات وترديد المحفوظات وتدبيج الخطب في مديح الباب العالي ، بل هما مكانان لبناء الانسان فكريا وتربويا واعداده اعدادا متميزا لاخذ دوره في بناء المجتمع وتقدمه. وبتلك المناهج البائسة وطرق التدريس المستهلكة لن نفلح في ذلك البناء.

 

اعلموا ايها السادة ! ان التلميذ والطالب ينحدران من الاصول البشرية نفسها وينتميان الى السلالة  نفسها التي انحدر منها العلماء والمفكرون والقادة العظماء الذين خدموا البشرية باعمالهم وافعالهم فلا يصح ان نصفهم بانهم اغبياء. لا يوجد تلميذ او طالب غبي ، وانما توجد مناهج غبية وطرق تدريس منقرضة يقضيان على اية فرصة لنمو سليم لعقل الطفل والشاب. الطالب في الجامعة يعيش تحت ضغط الترهيب والوعيد والتهديد بالفشل على الرغم من سذاجة الافكار والمضامين التي تحتويها المواد التي يدرسها. الطالب في الجامعة مسلوب الارادة ورايه مقوع لا يسمع ابدا. تتم معاملته على انه لازال طفلا لا يعرف مصلحته وليس له قدرة على تقرير مصيره او اختيار ما يناسبه. ومع الاستمرار بتلك المعاملة تقبل الطالب هذا الدور الطفولي فطبعت كل تصرفاته وسلوكياته بهذه الصفات، فتجده ملولا في قاعة الدرس باحثا عن اية فرصة للتعبير عن نفسه وان كان  السبيل الضحك والاستهزاء ، لاهيا كما الطفل بالعاب الهاتف ،  تشغله قضية واحدة طوال يومه في الجامعة وهي كيف يحصل على المعلومة السهلة التي ستؤهله بدورها للحصول على الشهادة . وهكذا تسهم الجامعة بتعزيز الروح الطفولية لدى طلابها بدلا من اعدادهم رجالا لتحمل المسؤولية.

 

ان هيكلية العملية التعليمية والتربوية مبنية على اربعة اركان : الطالب ، المادة العلمية ، الاستاذ ، البنية التحتية. وتجتمع كل تلك الاركان معا لانتاج عملية تعليمية تربوية ناجحة لكن التركيز على الطالب ودوره يمثل الجانب الاهم في تلك البنية ، حيث هو الغاية والهدف معا. من هنا ينبغي  ان نعتني بطلابنا ونمنحهم الثقة بانفسهم ونعلمهم كيف يصنعون من اخطائهم افقا جديدة للنجاح. 

 

ايها السادة ! في ظل الثورة التكنولوجية المعلوماتية وفي ظل النظم الديمقراطية لم يعد الطالب الحلقة الاضعف في تلك الهيكلية، وانما هو المحور الذي يجب ان تدور حوله العناصر الاخرى وتسعى لخدمته وتاهيله. ولنعترف بصراحة فنقول : هناك مدرس فاشل وهناك طرق تدريس متحجرة وهناك بنية تحتية متهالكة وهناك سياسات تعليمية خاطئة لا تواكب روح العصر، و لايوجد طالب غبي!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد عبد الحميد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/27



كتابة تعليق لموضوع : كيف نصلح التعليم في العراق؟ الطالب ليس غبيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net