المشهد اليمني ..قراءة واقعية
‘‘ المعركة في مدينة المخا كر وفر ..قوى العدوان منذ حوالي شهر يتقدمون تحت غطاء جوي مكثف يتقدمون الى مدينة المخا وبعدها لا يبقون اكثر من ساعة اي يصلون الى نقطة يعجز الطيران فيها عن التدخل لان الجيش يباغتهم ويقتل العشرات منهم فينسحبون ويعاودون الكره وهكذا يتم استنزافهم.. هناك اكثر من فصيل متشدد يسيطر على تعز منهم لواء ابو العباس السلفي المتشدد ولواء الصعاليك وكتائب حسم وجميعها متشددة ومختلفة اضافة الى قوى تتبع حزب الاصلاح والناصري ..
الخلافات بين هذه القوى ادت الى اشتباكات باسلحة ثقيلة وسط اتهامات متبادلة فيما بينهم.
الوضع على الساحل الغربي تحت سيطرة الجيش اليمني والقوة الصاروخية ..المعارك هناك تدار بحرفية عالية من قبل الجيش اليمني الذي يدرك متى واين وكيف يقصم ظهر العدو بضربات صاروخية كان اخرها الاربعاء الماضي وادت الى مصرع العشرات بينهم رئيس اركان هادي اللواء اليافعي وقيادي عسكري اماراتي ...الامر الذي احدث خلافات كبيرة حيث ان الامارات تتهم الاصلاح بالخيانة هذا من جهة ..
معروف ان السواحل الغربية ارض مفتوحة لايوجد فيها جبال يحتمي بها المقاتل اليمني مايعني من الناحية العسكرية سهولة السيطرة عليها من قبل الطيران ..وهنا المعجزة ..اكثر من 1000 غارة باسلحة محرمة دوليا ومع ذلك لم يتمكن العدوان من السيطرة على السواحل الغربية ..هنا يعجز العقل عن تفسير ماهية الاستراتيجة التي يقاتل بها الجيش واللجان الشعبية
هناك خلافات طفيفة بين انصار الله مع حزب المؤتمر الشعبي العام لكن السيد عبدالملك الحوثي اكد بان هناك مندسين في المؤتمر يحاولون شق الصف بين القوى الرافضة للعدوان وقال بانهم لن يتمكنوا ..
الوضع الاقتصادي في اليمن جدا سيء موظفي الدولة لم يتسلموا رواتبهم منذ 6 اشهر اي منذ ان تم نقل البنك المركزي الى عدن هذا وهناك حالة غضب حتى في الشارع الجنوبي بسبب ذلك ...لكن الوضع في الشمال اسوء من ذلك بكثير بسبب الحصار وضرب الميناء الوحيد ..ميناء الحديدة المنفذ الوحيد لدخول المواد الغذائية ..ومع ذلك و بناء على المعطيات الواضحة التي يسعى من خلالها تحالف العدوان عزل الشمال ومحاصرته اقتصاديا وتحويل بعض الايرادات الى عدن نلاحظ ان الجنوب سيكون الجغرافيا التي تنطلق منها الحرب الدائمة سواء الطائفية او السياسية بقيادة هادي والجناح المسلح الذي يقوده نجله ناصر والجناح السياسي والاعلامي ..
اذن على هذه الطريقة سيكون الجنوب عبارة عن ادوات صراع طائفية بمجاميع طائفية سلفية تتحرك لمحاربة من يسمونهم الروافض ومن هذا يتضح لنا ان مشروع مايسمى بالقضية الجنوبية قد سقط حين ارتفعت اصوات الجنوبيين للدفاع عن هادي عندما هرب من الشمال الى عدن وماتلاه من استدعاء لهادي للخارج على راس ذلك الامارات
اجمالا يريد تحالف العدوان ان يلعب الجنوب دور المستعمر للشمال متناسين حقائق التاريخ والواقع الذي لن يسمح بمثل هكذا مشاريع الهدف منها تفكيك النسيج الاجتماعي والحرب الطائفية ..وهنا نتأسف على الاصوات الجنوبية التي ادعت في يوم ما بان لها مظلومية لكنها ستدفع الثمن غاليا لقبولها ان تكون ضمن هذا المشروع التافه للاماراتيين وهادي ونجليه لأن ماتقوم به الامارات اليوم ليس حبا في الجنوبيين او هادي .
ان هذه الاستراتيجية التي تعمل من خلالها الامارات ليس الا مقدمة للمخطط الامريكي الذي يمهد لان يكون الجنوب معسكرا كبيرا لداعش بحكم وجود الثروة في هذه المناطق.
وما وضع هادي وجناحه المسلح في الواجهة الا بداية اللعبة التي ستبدأ بالخلافات بين الفصائل الجنوبية ثم يتطور الامر الى مواجهات مسلحة وبالتالي تصبح الطريق سالكة امام داعش (السنية ) لمواجهة الزيدية في الشمال .. عندها ستتلاشى ما يسمى بالمقاومة الجنوبية او الجناح المسلح التابع لهادي وفصائل الحراك و سيتم تحميل هادي وتلك القوى فيما بعد اسباب سقوط الجنوب بيد داعش ولن يلقى اللوم على الامارات.
الملاحظ اليوم ان تحالف العدوان الذي عجز عن حسم المعركة في مختلف الجبهات يحاول ان يدفع حكومة هادي لان تنتقل الى التواجد بمدينة عدن ومارب.(اي ان حكومة الاصلاح وعلي محسن الاحمر تتواجد في مارب ومن وراءهم السعودية وحكومة هادي ومايسمى بالمقاومة الجنوبية المفتعلة والطائفيين السلفيين ومن وراءهم الامارات في عدن ) سيما ان المنطقتين من وجهة نظر التحالف تمتلك بعض ادوات الدولة منها الاقتصادية والسياسية الدولية وليست الشعبوية لكي تحملها مسؤلية الصراع بعد فشله وخسائره الاقتصادية بينما دول العدوان ستكون بمثابة غطاء سياسي وعسكري نوعا ما وبالتالي ستكون هاتين المنطقتين (مارب وعدن )منطلقا للحرب ضد من يسمونهم بالروافض.
اذن بعد ان تكون مايسمى بحكومة الشرعية المتواجدة بعدن بغطاء دولي عبر السفارات المتواجدة فيها عندها يستطيع هادي بهذه الاوراق ان يتفاوض مع المجلس السياسي الاعلي وحكومة الانقاذ ..
الاستراتيجية القتالية ..حرب استنزاف ..اعطاء العدو مساحة معينة لكي يفرح بالانتصار ثم يتم تكبيدهم خسائر فادحة ..الجانب الاستخباراتي قوي للغاية خصوصا عندما يتم القصف الصاروخي على المرتزقة
ويمكن القول ان هناك صمود كبير للمقاتل اليمني الذي ينصب الفخ للعدو في اكثر من جبهة ويعرف متى يهاجم ومتى يتراجع ومتى ينقض.
بالنسبة للجنوب فالاوضاع تسير باتجاه سيناريو جديد صراع بين الفصائل التابعة للسعودية مع الفصائل التابعة للامارات ...الاصلاح والجناح المسلح بقيادة هادي يتبعون السعودية. اما السلفيين وفصائل الحراك المطالبة بالانفصال فمع الامارات.
الحرب على السواحل الغربية تاتي بهدف الحصار الاقتصادي:
نحن نعلم ان القوات الغازية فشلت في المخا وباب المندب لذلك لجأت الى عمل ضجيج حول السواحل الغربية ومن ضمنها مدينة الحديدة التي هي بعيدة المنال عنهم وهذا مخطط لاستكمال الحصار الاقتصادي وللعلم ان هذا المخطط بدأ منذ اليوم الاول للحرب (الحصار الاقتصادي) ثم انتقل بشكل قوي حينما نقل البنك المركزي واليوم يريدون ان يقطعوا ماتبقى من ايرادات لحكومة الانقاذ التي تستفيد من جمارك ميناء الحديدة وبعض الموارد مثل المشتقات النفطية لذلك اليوم يريدون ان تصل تلك السفن الى عدن بعد نقل البنك المركزي وبهذا يعتقدون من وجهة نظرهم انهم قد احكموا السيطرة على كافة الايرادات ومحاصرة وتجويع الشعب. او كما يسمونهم المجوس باطفالهم ونسائهم ومشاربهم السياسية الاصلاحي والاشتراكي منهم الكامن في المناطق الشمالية
اذا كان العدوان منذ اشهر يراوح مكانه في معركة السواحل الغربية التي هي ارض مفتوحة دون جبال ...وهذا يجعل المعركة لصالح الطيران في نظر العسكربين لانها ارض مفتوحه ومع ذلك لم يتمكن العدوان من فرض السيطرة هناك فما بالك بصنعاء وقبلها ذمار وقبلها الحديدة
الاخطار التي تهدد انصار الله لايوجد مخاطر لان هناك صواريخ قادرة ان تضرب ابوظبي ودبي وقطر وكل دول مجلس التعاون وكما تعلمون ان القوة الصاروخية قبل ايام اعلنت بانها تمكنت من تحييد منظومة باتريوت الجيل الثالث التي تمتلكها دول الخليج الفارسي وهي احدث منظومة . اذن هذا يجعلنا امام معادلة جديدة قادرة على ردع العدوان.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat