صفحة الكاتب : امل الياسري

مع نهاية داعش هل ستصدق الحمارة أم جارك؟!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال جحا ذات مرة:طرق جاري باب البيت ففتحت له، وطلب مني أن أعيره حمارتي، ولكني لم أكن أنوي إعارتها، لأنها ولدت جحشاً قبل يوم، فقلت له صادقاً: معذرة فقد ذهب إبني بالحمارة الى السوق، وإذا بنهيق الحمار الصغير يملأ البيت، فقال جاري: إنك تكذب يا جحا، ها هو الأُتان(الحمارة) تملأ بيتك جلبة، وتقول أنها في السوق؟فقال جحا: جاري العزيز، هل ستصدق الحمارة ولا تصدق جارك؟!

ظروف مجتمعية صعبة للغاية، وحياة تحت خط النار وسط معاناة كبيرة، وإقتناص للروح في نفق الموت، وإرهاب فكري متوحش، وعقل متحجر جاهلي لا يمت للدين بصلة، ملأوا المكان ضجيجاً، طرق فيه مجموعة حمير باب الطائفية، وإذا بشباب يُغرَرُ بهم، فيمتئلون حقداً وعنفاً بزعم دولة الخرافة اللاإسلامية، لإرجاع حقوقهم المغتصبة، نعم هؤلاء المتطرفون إستباحوا الدار والحرمات، وصدقوا الحمارة، ولم يصدقوا الجيران الذين عاشوا بجانبهم لعشرات السنين!

لم يكن جميع أهل نينوى مقتنعين، بما يحدث في محافظتهم، من كوابيس الخرافة الداعشية، رغم أن أسواقهم قد إمتلأت بها، لأن الشرفاء منهم يدركون، أن رهانات هؤلاء الأوغاد، خاسرة في القريب العاجل، فقد إختبى سيدهم المعاق في جحره، ورجال الحشد المقدس الشعبي والعشائري، جعلوا من (لن) منجلاً للرفض، والعطاء الإستشهادي الذي عجل نهاية داعش، وهذا عائد لفتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الرشيدة، التي حفظت الأرض والعِرض. 

الذخيرة الفكرية المشوهة عن الإسلام، والتي أنتجت بمصانع الإستكبار العالمي، جعلت من عقول هؤلاء الشباب تائهة بعد الطوفان، تسعى وراء حلم حور العين، والذي يعصف بعواطفهم التكفيرية، فتتهيج إنفعالاتهم قيحاً وكرهاً، بكل شيء يمت للحياة بصلة، بحجة التظاهر بوجود مذهب مهمش، وضحايا تهميش الطرف الآخر لهم، يصل حد السذاجة والغفلة، بما يريده حقيقة أولئك الدواعش، فهل سيسمع الموصليون الأصلاء، أصوات الحمير أم جيرانهم من تلعفر؟! 

الخسائر المتوالية تقض مضاجع التكفيريين، على يد رجال الأجهزة العسكرية، والأمنية، والشعبية البطلة، عاش فيها أهل الحدبا،ء نيفاً من السنين العجاف المليئة بالدم، كان بطلها متحجراً وجامد التفكير، لكن عمليات قادمون يا نينوى، أعادت ربط الخيوط العراقية بمختلف الطوائف والمذاهب، لتحرير الأرض والعرض، لذا إذهب أيها الكريه مع حميرك، كما أن هذه المعارك العظيمة عبرت مفهوم الطائفية والمذهبية، وهيأت النصر المبين، وحطمت غربان التكفير والإرهاب.

لقد طرق الوهابيون المتطرفون أبواب العراق، وطلبوا إعارة عقول بعضهم، ليمزقوا نسيج العراق الواحد، ويملأوا أرضه جلبة وضجيجاً، وينفذوا أجندات اليهود للقضاء على الإسلام، بأن يرثوا عن آبائهم الحقد والبغض، والطاعة العمياء للجهلاء، فما كان من العراقيين إلا أن آثاروا نينوى، وعمروها حينما حرروا الساحل الأيسر، على أن أيمن الموصل لن يستغرق وقتاً طويلاً، وسيزف أبناؤنا الغيارى بشائر النصر، فالكرامة الحقيقية أن تستشهد لأجل الآخرين.

ليل الحشد القارص، وشمس الحرية التي تطأطأ عنانها لكم، أيها البواسل تجاهدون للبقاء رغم الأزمات، وأحلامكم ترقص بالبنادق، تملأ السماء بأهازيج الإنتصار القريب، فهل سيعي الساسة تلك المرحلة حيث سنصل فيها الى بر الأمان، ليكفوا عن خطاباتهم الطائفية ونهيقهم السياسي الفارغ، الذي ملأ أزقتنا بالضوضاء والجلبة، وجلب لنا الدمار، والفوضى، والفرقة، ألم يحن الوقت لكي تفهموا أن العراق بلد الحضارة، والتعايش، والتسامح، ولن يفرقه أحد؟! 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/24



كتابة تعليق لموضوع : مع نهاية داعش هل ستصدق الحمارة أم جارك؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net