الشهيد عماد الحيدري : اريد ان ازور الامام (علية السلام) فانا كلي شوقا اليه
مؤسسة المعراج
قالوا ان الجود بالنفس اقصى غاية الجود، والجود بالنفس هي الرتبة العالية من الإيثار يقف في قمتها اولئك الذين يضحون بأرواحهم في سبيل ان يعيش الاخرون، ويمنعون عنهم الموت والأذى.
وقلة هم الذين يتخذوا مثل هذا القرار، والشهيد عماد الحيدري احدهم ضحى بنفسه من اجل ان يحفظ ارواح العراقيين،
حياته
عاش الشهيد الحيدري في بيئة حسينية مخلصة لأهل البيت (عليهم السلام) محبة للخير والسلام معروفه بالكرم والسخاء والجود والاصالة ومن العوائل المجاهدة المعدودة التي قارعت النظام السابق وقاتلت الاحتلال مبكرا عند دخوله العراق بعد سقوط الصنم , فهي من العوائل المعروفة بالشجاعة والايثار و التي ضحت ودفعت الكثير من الضرائب قبال حبهم وانتمائهم لمدرسة البيت الاطهار(عليهم السلا) ولعدة مرات يتم استدعاء والد الشهيد "عماد" للاستجواب من قبل ازلام النظام السابق بحجه انتماؤهم ومعارضتهم لنظام البعثي ووقوفهم ضد مواقف الدولة التي كانت تمارس وتستخدم الاساليب القمعية مع من يقف ضدها وهو ذاته السبب الذي دفعهم الى تأخير الترفيع لرتبه الشهيد "عماد" ولهذا لسبب كانوا دائما مطاردين مضطهدين مشردين ولعدة مرات يتم مداهمتهم و مضايقتهم من قبل ازلام الامن السابق , وذات مرة تم سجنه 21 يوم في المطار بحجه انه يساعد الميلشيات عندما كان مقاوم للاحتلال بتهمة نقل الصواريخ حيث كان الشهيد "عماد" داعما لوجستيا ومسعف للجرحى وينقل العتاد للمقاومة ,
الشهيد عماد
شابا في الثالث والاربعين من مواليد البصرة 1972 متزوج واب لأربعة اطفال يسكن في محافظة البصرة وقريب جدا وصديقا للشهيد قصي التميمي (ابو غازي) اكمل دراسته الابتدائية وتخرج من اعدادية الصناعة وتسلسل في دراسته حتى اكمل وتخرج من اكاديمية الشرطة وعمل فترة في وزارة الداخلية حتى تسلسل لرتبه (نقيب) فكان جادا في عملة خدوما للمنتسبين الذين يعملون معه بصوره خاصه و للمجتمع بصورة عامة ويحبه الجميع ويساعد الجميع فكان ناصح خدوم مرح محترم مثالي محبوب لدى جميع الناس ,
عمل ضابطا لشرطه المعقل وضابط لشرطه المطار فكان صاحب انسانيه كريم اجتماعي وصاحب ابتسامه مشرقة محب للجميع ويحب الجميع,
عمل الشهيد "عماد" ضابط في وزارة الداخلية لفترة ثم انتقل ليعمل ضابط تحقيق في محافظة البصرة وضابط امن في مستشفى خان ضاري لمدة 6 اشهر حيث تعرض في 2005 الى محاوله اغتيال من قبل القاعدة فكان الناجي الوحيد من جمل رفاقه الذين استشهدوا في محاولة الاغتيال وبقي فترة مصابا بعد ان تم نقله الى مدينه الطب لتلقي العلاج فعاد لعملة من جديد بعد ان شفي من جراحاته بعد اصابته البالغة ,
كانت عائله الشهيد من العوائل التي قارعت النظام ومن العوائل التي قاتلت الاحتلال ومن اوائل العوائل التي لبت نداء المرجعية لتأدية الواجب الكفائي بتاريخ 13/6/2014, هذه العائلة التي قدمت اكثر من 25 شهيد لهذه اللحظة وضحت بالكثير من اجل المذهب والمعتقد وهب ابنائها لنصرة الدين في زمن قلت به الرجال ولازالت تقدم ليومها هذا ,
الشهيد وفتوى الجهاد الكفائي
التحق الشهيد "عماد" في بداية الفتوه حيث كان يعمل في الجادرية فالتحق حين ساء الوضع ليشارك في اول المعارك في الدجيل واستمر بالمشاركة في تحرير العوجه والعوينات وبعض المناطق الاخرى الزلايه والعباسية والحويش الى اخرة من عمليات قاطع سامراء بقيادة الشهيد القائد (ابو حبيب السكيني)
كان "عماد" صادقا وفيا مخلصا لوطنه ويقضي الكثير من حوائج الناس في مجتمعه المحيط به من المدنيين والمجاهدين فقدم الكثير من المساعدات لأصدقائه من خلال اخلاصه لهذا الخط الشريف في اثناء عملة في وزارة الداخلية وفي حياته المدنية والجهادية ,
جهادة وصفاته
كان الشهيد "عماد" باسم الوجه متمتع بدماثه الخلق والاحسان للأخرين شجاع غيور صبور لم يؤذي احد ومن الذين يقتاتون على قضاء حوائج المحتاجين ذو صدر رحب ويتمتع بسعة صدر كبيرة وطاقة تحمل حيث لايمل ولايكل ..
عمل مدير لأدارة الفوج التابع الى اللواء الرابع لمدة معينة ولم يستطع الاستمرار دون ان يشارك في المعارك وبعد الحاح شديد من قبلة على امر القوة اخية الاصغر (السيد علاء الحيدري) احد قيادي اللواء الرابع وامر لاحد الافواج التابعة للواء بان يشارك في المعركة ,فشارك "عماد" في تحرير العوجة وكان اول من دخل على قبر المقبور صدام حيث كان هذا الهجوم موفق وحمل الكثير من الفرح لذوي شهداء سبايكر باعتبار العوجة هي معقل البعثيين والتكفيرين عندما نفذوا جريمتهم النكراء بحق المدنيين من الطلبة وكذلك كان هذا النصر فاتح خير لتحرير بقيه المناطق كالعوينات و مكيشيفه والطربلة,
اخلاصه
وقبل موعد تحرير منطقة الزلاية شمال سامراء كان الشهيد "عماد" يسئل وبألحاح شديد عن موعد بدا اطلاق العمليات لتحريرها حيث كان ينتظر موعدها بفارغ الصبر حيث كان مستعد وعلى جاهزية تامة واكمل كافة الامور الاحترازية لكي يتسنى له المشاركة , فمنع من المشاركة لعدة مرات بسبب اشتراك اخوتة و ابناء عمومته ولا مزيد من اراقه الدماء اكثر لاسيما خطورة المكان وشراسه العدو الذي يتجمع فيها فلم يستطيعوا منعه بسبب اندفاعة وحماسته فشارك معهم ,
فكان غيورا مخلصا شجاعا في عملة وفي تأدية تكليفه الشرعي, ويقول عنه (السيد المجاهد علاء الحيدري) اخ " الشهيد عماد " والذي يروي لنا بعض المقتطفات عن السيرة العطرة للشهيد (كان لي اخا وصديقا وجارا حتى في مكان سكني ويا ليتني أتمتلك ما يمتلك عماد او امتلك تلك الصفات التي كان يتحلى بها ويحملها ويتمتع بها من خلال سلوكياته المتواضعة مع الاخرين والاستماع للناس والاصغاء لهم وهو في اصعب ظروفه .. فانا اغبطه كثيرا وعماد يستحق الشهادة فهي تليق بشخص مثلة .. لكن الاشتياق له احيانا يتعبني ..
تاريخ ومكان الاستشهاد
بتاريخ 7/11/2014 اثناء تادية الواجب المقدس تعرضت مفرزة من القناصين التابعه للعصابات الاجرامية للسيارة التي كان يتنقل بها الشهيد "عماد" بين سامراء ومنطقة العباسية فأصيب برصاصة قناص في منطقة الرقبة فأسرعوا بنقلة الى مستشفى سامراء فاستشهد حين وصوله المستشفى وفي انفاسة الاخيرة وفي لحظاته الوداع قال لأخيه اريد ان ازور الامام (علية السلام) فانا كلي شوقا اليه حيث نطق هذه الكلمات ومفارق الحياة مودعا اخوته بكلمات الولاء ..
تم نقل جثمانه الطاهر من مطار سامراء الى مطار المثنى حيث كان الطريق مقطوع بين الاسحاقي وبلد واول من قبله بعد استشهاده الشهيد القائد (ابو حبيب السكيني) وتم تغير اسم الفوج من (ذات السلال) الى فوج الشهيد (عماد الحيدري) شيع السيد عماد الحيدري تشيع مهيب قلة نظيرة حيث حضر جميع من سمع بخبر استشهاده وحضرحتى الذين يعرفوه من خلال شياع انسانيته بين الناس وقضاء حوائجهم ودماثه خلقه وحسن سيرته واخلاقه النبيلة
كتاب القربان / ج 2
بقلم حيدر سعيد
سجلت في مطار بغداد وكتبت في الموصل _ قرية سيروال
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مؤسسة المعراج

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat