صفحة الكاتب : نزار حيدر

أَلْحَشْدُ مَا بَعْدَ آلتَّحْرِيرِ! [١]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   قبل الحديث ينبغي التَّذكير بالحقائق التّاليةِ؛

   أَوَّلاً؛ لولا الحشدُ الشَّعبي لما بقي اليوم شيءٌ إِسمهُ الْعِراق! اذ كان الارهابيّونَ قد تمدَّدوا في كلِّ شبرٍ من أَرضهِ الطّاهرة يدمِّرونَ ويقتلونَ ويحرقونَ كلّ شيء!.

   لقد ضاعت الدَّولة وانهارت القوّات المسلَّحة واستولى الارهابيّون على السّلاح الذي قُدِّرت قيمتهُ بأكثر من (٦٠) مليار دولار! فيما كان القائد العام السّابق للقوّات المسلَّحة يقاتلُ في بغداد على جبهةِ [الثّالثة] بكلِّ الأسلحةِ المُتاحة!.  

   ثانِياً؛ لقد تشكَّل الحشدُ بفتوى الجهاد الكفائي للمرجعِ الأَعلى حصراً، ويكذِبُ مَن يقولُ غير ذلكَ أَو يدَّعي عكسَ ذَلِكَ!.

   هذا يعني أَنّهُ يُمْكِنُ القول، وبالفمِ المليان، أَنّ الحشدَ هو هديّة المرجع الأَعلى للعراقِ الحديث! بهِ حفِظ الْعِراق الذي ضيَّعهُ السّياسيّون نتيجة صراعاتهِم الحزبيَّة والفئويّة الضّيِّقة التي لها أَوَّلُ وليس لها آخِر!.

   ثالثاً؛ كلُّ مَن يدعو الى التَّغافل عن تضحياتِ الحشدِ وبطولاتهِ ودورهِ فهو خائنٌ للوطنِ وخائنٌ لدماءِ الشّهداء الأَبرار ولأُسرهِم!.

   إِنّهُ خائنٌ حتّى للقوّات المسلَّحة التي لولا الحشد لما أَعادت أَنفاسها ولولاهُ لما عادت لها الحياة والمعنويّات الوطنيَّة العالية التي تُقاتل بها اليوم وبشراسةٍ أَقذرَ جماعات العُنف والارهاب وهي تحرِّر آخر شبرٍ من أَرض الْعِراقِ الطّاهرة من دَنَسِ الارهابيّين ونجاستهِم.

   بأَيّةٍ معايير تدعونَ لتجاوزِ تاريخٍ كتبهُ الحشد بالدَّم، وتغضُّون الطَّرف عن كلِّ مَن تسبَّب بضَياعِ نصف الْعِراقِ الذي سلَّمهُ للارهابيّين، تارةً بأِسم المصالحة الوطنيَّة واليوم بعنوانِ [التّسوية التّاريخيّة] التي هي في حقيقتِها [تصفيةٌ تاريخيَّةٌ] لكلِّ ما يمتُّ الى تضحياتِ العراقييّن وبسالتهِم!.

   إِنَّ الهمسَ بالتساؤلِ عن مصيرِ الحشدِ ما بعد الانتصار، يشبهُ الهمسَ بالتساؤُلِ عن مصيرِ الجيش العراقي بعد الانتصار! فهل يُعقلُ ذَلِكَ؟!.

   رابعاً؛ لقد ضمِن قانون الحشد الذي أَقرَّهُ مجلس النُّوّاب نهاية العام الماضي حقوق الحشدِ بالكامل، كما أَنّهُ حدَّد تواجُدهُ ومكانه في خارطةِ المنظومةِ الامنيَّةِ والعسكريَّةِ، فلا يجوزُ دستوريّاً وقانونيّاً تجاهُل كلَّ ذلك سواء من النّاحية الإيجابيَّة أَو من النّاحية السَّلبيَّة، أَي بعبارةٍ أُخرى لا إِفراطَ ولا تفريط!.

   ينبغي من الآن وضع الخُطط الفنيَّة والإداريَّة الكفيلة بتنفيذِ القانون شيئاً فشيئاً! لنتجاوز المشاكل المُحتمَلة بعد التَّحرير. 

   خامساً؛ المقصودُ بالحشدِ هي كلّ قوّات المتطوّعين الذين التحقوا في جبهاتِ الحَرْبِ على الارْهابِ إِمتثالاً لفتوى الجِهاد الكِفائي! بغضِّ النَّظر عن الدّينِ والمذهبِ والإثنيَّةِ والعنوانِ والرّايةِ وما الى ذلك!.

   أَمّا تركيزُ إِعلامِ [العُربانِ] على الحشدِ الشّيعي فقط وكأنَّهُ لا يوجد شيءٌ آخر غيرهُ في إطارِ الحشدِ فهي دعاياتٌ طائفيَّةٌ يُرادُ منها تضليل الرّأي العام وإِثارةِ الفِتَنِ الطّائفيَّة من جديدٍ!.

  رُبما يقولُ أَحدٌ مستفسراً؛ ولكنّهُ الأَكثرُ عدداً؟! أَقولُ نعم والأَكثرُ شُهداء والأَكثرُ جرحى والأَكثرُ دوراً وتضحيةً وكلُّ شيءٍ! لأَنّهم المكوِّن الاكثر عدداً في الْعِراقِ! وهل يجرُؤ أَحدٌ على التَّغافل عن هذه الحقيقةِ وهذا الواقعِ؟!. 

   سادِساً؛ يُثيرُ البعضُ مخاوفاً من هذا الحشدِ تحديداً! دونَ غيرهِ!.

   *لا أَحدٌ يتغافل عن هذهِ المخاوف، فالكلّ يُقِرُّ بها ويسعى لإيجادِ الحلولِ لها!.

   *هذه المخاوف لا تخصُّ هذا اللّون من الحشدِ فقط، فكذلك هُنالك مخاوفَ من الحشدِ السُّنّي وأُخرى مشابهة من الحشدِ المسيحي وثالثةً من البيشمرگة التي تُمارسُ أَحياناً إِنتهاكات خطيرة ضدَّ النّازحين والأَقليّات في المناطقِ المُحرَّرة! فلماذا لا يُشيرُ اليها أَحدٌ؟! أَلا يعني ذَلِكَ أَنَّ وراء إِثارةِ المخاوف أَجندات طائفيَّةٍ واضحةٍ؟!.

   ١٨ شباط ٢٠١٧

   *يتبع

 لِلتّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/19



كتابة تعليق لموضوع : أَلْحَشْدُ مَا بَعْدَ آلتَّحْرِيرِ! [١]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net