صفحة الكاتب : نزار حيدر

لا تَسْوِيَةَ مِنْ دُونِ ثِقَةٍ!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   *إِنَّ معركة تحرير المَوصل متواصلة بوتيرةٍ واحدةٍ إِلّا أَنّها أَحيانا تشهدُ تباطُؤا بسببِ حرصِ القوّات المسلَّحة الباسِلة على أَرواح المدنيّين الذين يتَّخذهُم الارهابيّون كدروعٍ بشريَّةٍ لصدِّ هجمات المقاتلين الابطال! ولو انّ قوّاتنا الباسِلة تتعامل كما يتعامل الطُّغاة، الطّاغية الذّليل صدّام حسين نموذجاً، لما طالت معارك التّحرير كلّ هذه المدّة!.

   للأَسف الشّديد فانّ العالَم وخاصّةً إِعلام [العُربان] الطّائفي والعُنصري لا ينظر الى الحقائقِ على الأَرض فلا يتحدَّث مثلاً عن جرائم الارهابيّين وتدميرهِم لكلِّ شَيْءٍ سَواء في فترة سيطرتهِم على المُدن واستباحتهِم لها أَو عند هزيمتهِم! ولقد وثَّقتُ أَنا شخصيّاً بعضَ جرائمهِم في عدَّة مناطق محرَّرة من المَوصل خلال زيارتي الأَخيرة للعراق، والتي يشيبُ منها الرَّضيع! الّا انّهُ، الاعلام العروبي، يبثُّ الشّائعات المثبِّطة من قبيل توقُّف العمليّات مثلاً لشدّة مقاومة الارهابيّين!.

   لم يتحدَّث إِعلام العُربان أَبداً عن الأَسباب الانسانيّة التي تدفع بالقوّات المسلَّحة أَحيانا للتَّباطؤ في تقدِّمها لحمايةِ المدنيّين والتّقليل من معاناتهِم!.

   لم يتحدَّث هذا الاعلام الطّائفي والعُنصري عن جرائم الارهابيّين الأَخيرة وإقدامهُم على قطعِ أَيدي عددٍ من الصِّبية لأَنّهم رفضوا تنفيذ عمليّات الاعدام الظّالمة ضدَّ عددٍ من ضحايا قادتهُم!.

   لم يتحدّث إِعلام العُربان عن تكرار حالات خلع البيعة للخليفة الارهابي! من قِبل الكثير من العناصر.

   *انَّ نوعيّة القوّات المُشاركة في كلّ عمليَّةٍ عسكريَّةٍ أَمرٌ يقرِّرهُ القائد العام للقوّات المسلَّحة، إِستجابةً لمعطياتِ الظّرف والحاجة والمصلحة الوطنيَّة العُليا، وانّ ما يشيعهُ الاعلام الطّائفي والعُنصري بشأن مُشاركة أَو عدم مُشاركة فصيلٍ ما أَو تشكيلٍ ما من تشكيلات المنظومة الأَمنيّة والعسكريّة لا أَساس لَهُ من الصِّحَّة، وفِي هذا الأَمرُ تحديداً يلزم ان لا ننساقَ خلفَ الدّعايات والشّائعات المُغرضة فانّها تؤثّر بالسَّلب على معنويّات المقاتلين! فلا ينبغي أَبداً أَن نكون جزءً من الحرب النّفسيّة الموجَّهة ضدَّ الْعِراقِ فيما يُضحّي أَبناءنا وإِخواننا في جبهات القِتال بأَرواحهِم ودمائهِم دفاعاً عن الْعِراقِ!.

   *ينبغي أَن لا نتوقّع من الحراك الشّعبي القائم منذ مدّة في العاصمة بغداد وعدد آخر من المحافظات ان يُؤتي أُملهُ ويحقّق أهدافهُ في الاصلاح والقضاء على الفساد وإِسقاط الفاسدين والفاشلينَ بَيْنَ ليلةٍ وضُحاها! فكلُّ حراكٍ شعبيٍّ من هذا النّوع يُنتج تراكُمات من الغضب الشّعبي والرفض المجتمعي والوعي الوطني ضدّ الفاسدين الى ان يتحوَّل الى ثورةٍ عارمةٍ وانتفاضةٍ حقيقيّةٍ تقلب ظهر المِجن على الفاسدين والفاشلينَ!.

   أَخشى ان لا يُصغ السياسيّون لشعارات ونداءات ومطالب هذا الحراك فيظلّون مسترسلينَ مع نهجهِم الفاشل ينظرونَ اليهِ من بروجهِم العاجيّة، الى ان يجرفهُم السّيل الجماهيري العارِم، ولاتَ حينَ مندَمِ!.

   *بدلاً من أَن ينشغل الفاسدون والفاشِلون بمشاريعهِم البائِسة والمشؤومة التي يُسمّونها بالتّاريخيّة، وبجولاتهِم الدِّعائيَّة وخطاباتهِم الانشائيّة! أفضل لهم أَن يصغوا الى الخِطابِ المرجعي الذي وصفهُم بالجدارِ الذي لا يسمع ولا يرى ولا يتكلَّم، بسبب أَنَّهم لا يتعلَّمون من التَّجربة ولا يصغونَ لنصيحةِ ناصحٍ!.

   وأَفضل لهم أَن يُصغوا الى أَنين اليتامى وعويل الثَّكالى والأَرامل! ويتوقَّفوا عندَ الحالِ البائسةِ التي تمرُّ بها البلاد على مُختلفِ الأَصعِدةِ منها التّعليم والصّحة وفُرص العمل والإنتاج والوضع الاقتصادي والمالي، خاصَّةً في هذهِ الظُّروف الخطيرة التي بَدأَ يعيشها العالم في ظلِّ إِدارةٍ أَميركيَّةٍ مجنونةٍ وغير عاقلة في البيت الابيض!.

   إِنّ أفضل [التّسويات التّاريخيّة] تنطلق من قاعدة الثِّقة المتبادَلة بين الرّاعي والرّعية! فهل يعرف السّاسة في بغداد كم تدنَّت هذه الثِّقة اليوم؟! حتى باتَ المُواطن يتناقل كلَّ شَيْءٍ وإِن كان كذِباً وافراءاً وتلفيقاً! الّا أَنّ المهمّ أَن يتشفّى بالسياسيّين ويتندَّر عليهِم وينتقم منهم وَلَو عن بُعدٍ!.

   لا تسويةَ من دونِ ثقةِ النّاسِ بأَصحابِها! فبعد كلَّ هذا الكمِّ الهائل من الاكاذيب التي أطلقها السياسيّون طُوال أَكثرَ من عقدٍ مضى! ولا يزالون! ينبغي عليهم أَوَّلاً أَن يصدُقوا القولَ مع الشّارع ولو لمرَّةٍ واحدةٍ! فقد يُرمِّموا الثِّقة مرَّةً أُخرى!.

   ٨ شباط ٢٠١٧

                       لِلتّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/09



كتابة تعليق لموضوع : لا تَسْوِيَةَ مِنْ دُونِ ثِقَةٍ!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net