لماذا كل هذا الخوف يا نفسي من الموت وأنت لم تفعل الحرام حتى في ابسطه ولم تقترف ذنبا يسجل عليك فكنت من المواظبين على الصلاة وإعطاء الزكاة وحججت بيت الله وجاهدت جهادك الأكبر الذي توجت به بتاج الصبر لما غانيتيه من مصاعب جمة جراء مرض زوجك الحاج طه أبو الفلوس هذه كنيته التي سمي بها من أكثر من معارفه، هو الأخر خاف من آخرته وصعبت عليه ايام حياته الأخيرة التي قضاها معذبا وملوعا من مرضه، أنا زوجته التي قضيت حياتها بالاهتمام به والاعتناء بمطالبه واحتياجاته ،لم أتذمر مته ولم أفكر في تركه وهو يعاني من الصعوبة فقد بات لا يستطيع الحركة بل وقضى شهره الأخير بالنوم فقط ،كانت في ذاكرتي حقبة من الحكايات التي سمعتهن من السنة النساء وأهمها حكاية ام جبار التي قالت لي يوما
-الإنسان المريض يخفف عنه بعذابه لأجل غسل ذنوبه..
لكن زوجي لم أحس به يوما ان له ذنوبا،حقا كان فقط يعاملني بقسوة ويصرخ علي ان تأخرت عن مطلب له،كنت أتحمل عصبيته وامتص غضبه ببسمتي وبكلماتي له
-يا حاج ان جسمي بات ثقيلا جدا وصعبت علي السرعة في تنفيذ متطلباتك..
كان يسكت قليلا ويجيبني
-أنا اكبر منك ..فكيف أنت...
حقا كان يصفعني بكلامه ويؤبخني ويقلل من عزيمتي كونه اصغر مني ،حقا أصبحت كلماته المكررة تزرع في داخلي اليأس الكبير،فقد حطت في ذاكرتي أسئلة كثيرة منها وأهمها
- ان أموت قبله كوني أكبره سنا..
بسمتي وقتها تموت ويعدما هزني الألم ان يأتي اليوم الذي ساترك بيتي ومن فيه وارحل وهذه هي نهاية كل إنسان يصعد نفسه وقد لا يتكرر صعوده ثانية..
كنت عندما يتخللني مرضا بسيط تأخذني أفكاري المتعبة لتبعث سؤالا أضعه أمام زوجي
- هل اشتريت ارض قبورنا..
فيجيبني ضاحكا
- ما هذه العجلة..تلحقين بتلك الأرض..نعم اشتريتها وبأحسن مكان..
أحاول ان اخفض نظري للأرض خجلة من كلام اردده مع نفسي
- أحب الحياة حقيقة الأمر..
لكن ليس كزوجي الذي أحس بأنه يرجع العمر به الى الوراء فكأنه بدى ابن الثلاثين عام،وجهه الدائري المشع نورا وبشرته البيضاء وأسنانه العليا التي عملت من الذهب الناصع،حتى شفتيه اختطت بصورة رائعة وشاربيه الغليظة التي أزادته رونقه وبهاء، وعندما يرتدي دشداشته يبدو وسبما لأبعد الحدود، أكثر نساء المحلة أعجبن به وحتى قسما منهن اسمعاني كلاما
-انه جميل...
جقا كنت انا المعجبة به أولا وكنت أتمنى ان أراه مسجى في حديقة الدار وفي ركنها الأيمن الذي أوصى به ان يبات ليلة رحيله تحت شجرة الزيتون التي أكثر الاهتمام بها بالفعل تحقق حلمه لكن ليس كجسد في التابوت بل بقايا من أشلاء جسده الذي احترق بفعل الانفجار الذي حدث في السوق الذي زاره لأول مرة ولآخرها , دموعي تنهمر عليه بمسرة لأنه ذهب شهيدا , فرحي له بهذا الرحيل المتألق ...
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
لماذا كل هذا الخوف يا نفسي من الموت وأنت لم تفعل الحرام حتى في ابسطه ولم تقترف ذنبا يسجل عليك فكنت من المواظبين على الصلاة وإعطاء الزكاة وحججت بيت الله وجاهدت جهادك الأكبر الذي توجت به بتاج الصبر لما غانيتيه من مصاعب جمة جراء مرض زوجك الحاج طه أبو الفلوس هذه كنيته التي سمي بها من أكثر من معارفه، هو الأخر خاف من آخرته وصعبت عليه ايام حياته الأخيرة التي قضاها معذبا وملوعا من مرضه، أنا زوجته التي قضيت حياتها بالاهتمام به والاعتناء بمطالبه واحتياجاته ،لم أتذمر مته ولم أفكر في تركه وهو يعاني من الصعوبة فقد بات لا يستطيع الحركة بل وقضى شهره الأخير بالنوم فقط ،كانت في ذاكرتي حقبة من الحكايات التي سمعتهن من السنة النساء وأهمها حكاية ام جبار التي قالت لي يوما
-الإنسان المريض يخفف عنه بعذابه لأجل غسل ذنوبه..
لكن زوجي لم أحس به يوما ان له ذنوبا،حقا كان فقط يعاملني بقسوة ويصرخ علي ان تأخرت عن مطلب له،كنت أتحمل عصبيته وامتص غضبه ببسمتي وبكلماتي له
-يا حاج ان جسمي بات ثقيلا جدا وصعبت علي السرعة في تنفيذ متطلباتك..
كان يسكت قليلا ويجيبني
-أنا اكبر منك ..فكيف أنت...
حقا كان يصفعني بكلامه ويؤبخني ويقلل من عزيمتي كونه اصغر مني ،حقا أصبحت كلماته المكررة تزرع في داخلي اليأس الكبير،فقد حطت في ذاكرتي أسئلة كثيرة منها وأهمها
- ان أموت قبله كوني أكبره سنا..
بسمتي وقتها تموت ويعدما هزني الألم ان يأتي اليوم الذي ساترك بيتي ومن فيه وارحل وهذه هي نهاية كل إنسان يصعد نفسه وقد لا يتكرر صعوده ثانية..
كنت عندما يتخللني مرضا بسيط تأخذني أفكاري المتعبة لتبعث سؤالا أضعه أمام زوجي
- هل اشتريت ارض قبورنا..
فيجيبني ضاحكا
- ما هذه العجلة..تلحقين بتلك الأرض..نعم اشتريتها وبأحسن مكان..
أحاول ان اخفض نظري للأرض خجلة من كلام اردده مع نفسي
- أحب الحياة حقيقة الأمر..
لكن ليس كزوجي الذي أحس بأنه يرجع العمر به الى الوراء فكأنه بدى ابن الثلاثين عام،وجهه الدائري المشع نورا وبشرته البيضاء وأسنانه العليا التي عملت من الذهب الناصع،حتى شفتيه اختطت بصورة رائعة وشاربيه الغليظة التي أزادته رونقه وبهاء، وعندما يرتدي دشداشته يبدو وسبما لأبعد الحدود، أكثر نساء المحلة أعجبن به وحتى قسما منهن اسمعاني كلاما
-انه جميل...
جقا كنت انا المعجبة به أولا وكنت أتمنى ان أراه مسجى في حديقة الدار وفي ركنها الأيمن الذي أوصى به ان يبات ليلة رحيله تحت شجرة الزيتون التي أكثر الاهتمام بها بالفعل تحقق حلمه لكن ليس كجسد في التابوت بل بقايا من أشلاء جسده الذي احترق بفعل الانفجار الذي حدث في السوق الذي زاره لأول مرة ولآخرها , دموعي تنهمر عليه بمسرة لأنه ذهب شهيدا , فرحي له بهذا الرحيل المتألق ...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat