صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

مدحت المحمود الخروج الذكي
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   في الصيف كما تقول فيروز،، حين تنقطع إمدادات الماء والكهرباء، ويتوتر الجو العام، ويفقد العراقيون أعصابهم، ويخرجون الى ساحة التحرير في بغداد، عدا عن الذين يتظاهرون في بعض الساحات في المدن الكبرى كالبصرة في الجنوب يتحول المشهد الى دراما عالية تشرح معاناة شعب، وتغافل فئة سياسية منحطة عن معاناته تلك.

    المدنيون، ونوع من الإسلاميين، عدا عن الذين يتشكلون تبعا للأجواء السائدة يتظاهرون عادة مشترطين إقالة هذا المسؤول، أو ذاك، ويطالبون برأسه في بعض الأحيان، وتتصاعد شتائمهم المبللة بعرق أجسادهم التي يضربها حر الصيف الذي لايتماشى، وكلمات فيروز، بل ربما تصاعد حدة مع وقع غناء عفيفة إسكندر التي تغني، يايمه إنطيني الدربيل

 دا أنظر حبي وأشوفه

لابس عبا شغل الدير

تبرج مابين كتوفه

    كان رأس مدحت المحمود رئيس مجلس القضاء الأعلى المنتهية ولايته مطلوبا من الجميع، لكنه لم يحرك ساكنا، وكان يرد بالصمت، ويهدأ كلما تصاعدت الإحتجاجات، وعلت الأصوات، ورميت عليه أصناف الشتائم، فهو بحسب المتظاهرين شريك في كل ماجرى على الشعب العراقي من ويلات لأنه تواطأ مع المجموعات السياسية، وكان قريبا من الرئاسات الثلاث، وتماشى مع ميول وأهداف وغايات الكتل السياسية الكبرى والزعامات المتصدرة للمشهد السياسي، وكل ذلك بحسب المتظاهرين والمطالبين بإقالته بإعتبار أن مجلس القضاء الأعلى كان متهما بشخص المحمود بوصفه شريكا للسياسيين، لارقيبا عليهم ومحاسبا لهم.

    ماذا لو إستجاب المحمود لمطالب المتظاهرين، وأعلن إستقالته في حينه، وعندما كان لهيب الصيف محفزا للغضب الشعبي؟ لاأظن أن أحد سيرضى أن يتركه لشأنه، وأقل المطالب حدة ستركز على محاكمته ومحاسبته، بالطبع دون تحديد تلك التهم، وليس واضحا ماإذا كان سيحاكم بالفعل وهو أمر مستبعد، لكن خروج المحمود هذه الأيام مع موجة البرد والحرب في الموصل والنزاع السياسي والمؤتمرات الإستعراضية سيجعله في مأمن، ولن يتعرض الى الضغوط، وسيذهب الى بيته بهدوء، وربما سيغادر الى بلد ما، فالرجل كغيره من المسؤولين العراقيين لايمكن أن يخرج خالي الوفاض، فجميع المناصب العليا في الدولة العراقية يترتب عليها مبالغ خيالية مقابل مايحصل عليه الناس العاديون، ومعظم هولاء المسؤولين يحصلون على مرتبات عالية.

    هو خروج ذكي وآمن في كل الأحول، مبروك.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/17



كتابة تعليق لموضوع : مدحت المحمود الخروج الذكي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net