عمار ألحكيم وحكومة ألخدمة ألوطنية
وليد المشرفاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وليد المشرفاوي

الجميع يتابع خطابات سماحة السيد عمار الحكيم وقد اعتاد سماحته أن يؤكد ضرورة قيام السياسيين بواجباتهم تجاه المواطن بوصفه الهدف الأسمى ,ولعل اختياره الدقيق لمصطلح حكومة الخدمة الوطنية إنما جاء في الواقع تعبيرا صادقا وصريحا عن آمال وتطلعات الشارع العراقي الذي يطمح إلى مشاهدة حكومة ناجحة تتمكن من معالجة مشاكله واحتياجاته , إن ما يطرحه السيد عمار الحكيم في كل خطاباته كان منطقيا وواقعيا , ويعبر عن رؤية وقراءة صحيحة للواقع الذي نعيشه,والذي يشهد تلكئا خدميا وقصورا فادحا بالرغم من الكمية الهائلة من الأموال التي خصصت لإقامة المشاريع وتقديم الخدمات للمواطن,حيث تشير التقارير إلى إنفاق (300) مليار دولار خلال أربعة أعوام فقط,بينما لا يزال الوضع مترديا للغاية, وسوء الخدمات هو الطابع السائد في البلاد, في وقت أصبح فيه المواطن غير مستعد لتحمل المزيد في ظل استمرار غياب الخطط الإستراتيجية , وعدم الاعتماد على الخبرات والكفاءات الوطنية الحريصة على خدمة الناس, سماحة السيد عمار الحكيم أشار في وقت سابق إلى هذا الواقع المتردي بقوله:((إننا أمام واقع خدمي متعثر, وأمام أزمة خدمية كبيرة أصبحت مصدر إزعاج, ومعاناة حقيقية للمواطن العراقي اليوم, وبالرغم من الميزانية الضخمة التي رصدت على مدار السنوات الخمسة الماضية للحكومة الراهنة منذ عام 2006 وحتى عام 2010 , والتي تقدر (300) مليار دولار , ولكن أين صرفت هذه المبالغ ؟ وكيف هي الخدمات بعد هذه الإنفاقات الهائلة )) ,إن تأكيد سماحة السيد عمار الحكيم على مبدأ الخدمة الوطنية إنما يأتي في الواقع تلبية لرغبة حقيقية لدى أبناء الشعب العراقي بان تكون الاستحقاقات المقبلة للحكومة هي استحقاقات خدمية بالدرجة الأساس في ظل المعاناة والتردي الواضح في قطاع الخدمات الذي لم يشهد تحسنا واضحا أو ملموسا خلال الفترة السابقة بالرغم من المخصصات المالية الضخمة ومئات المشاريع والعقود الاستثمارية الموقعة والتي لم ينفذ منها سوى القليل فيما ما زال التأجيل سمة المشاريع الأخرى المتبقية, ومن المؤكد إن تطلعات الشعوب نحو الحرية والاستقرار والتقدم إنما تنبع من طرفين أساسيين , هما شعور حقيقي بالمواطنة من لدن المواطن , وجهود خدمية جبارة من قبل الحكومة التي يجب أن تراعي المواطنين, وتسهر وتحرص على خدمتهم وتلبية احتياجاتهم . لقد استفادت الكثير من الشعوب في العالم من أخطائها, وعادت لبناء نفسها من جديد من خلال بناء دولة قوية يسودها العدل والقانون والحرص , إضافة إلى وجود الجهاز الرقابي الصارم الذي يتعامل مع مختلف القضايا بشفافية ونزاهة ,فدول مثل سنغافورة وماليزيا اللتان تعدان اقرب مثال ألينا تمكنت بالرغم من الصعوبات السياسية والثقافية لشعوبها من تخطي الكثير من الصعوبات , وبناء دولة قوية تمكنت من أن تصبح من أفضل الدول في العالم بسبب المزج بين الصرامة ومحاربة الفساد والمحسوبية , وتطبيق القوانين بشدة والتخطيط السليم في استثمار الموارد والإمكانات, هذا الشعور بالحاجة إلى بناء دولة قوية في العراق عبر عنه السيد عمار الحكيم من خلال دعواته المتكررة لتشكيل حكومة الخدمة الوطنية التي تضم الخبراء والمهنيين , وان تعمل على تطبيق القانون بصورة شفافة , والضرب على أيدي المفسدين والمتجاوزين , حيث قال سماحته:(أين نحن من حكومة الخدمة الوطنية التي يشعر بها المسؤول بأنه خادم لهذا الشعب, وعليه أن يستنفر كل طاقته وإمكاناته من اجل تقديم الخدمة والرعاية لهذا الشعب الكريم , أين نحن من هذه الثقافة ؟, وأين نحن من هذه المفاهيم ؟.. أين نحن من مبدأ تقديم راحة المواطن على راحة المسؤول ؟) إن الظروف والأوضاع اليوم مهيأة أكثر من أي وقت مضى لوضع مفهوم الخدمة الوطنية موضع التطبيق العملي الواقعي , بعيدا عن الشعارات الدعائية الفضفاضة , والاستغلال السياسي السلبي ,ومن يريد بناء الدولة على أسس ومرتكزات سليمة وقوية ورصينة , فعليه أن يضع نصب عينيه وجل اهتمامه خدمة الناس وتغير واقعهم نحو الأفضل , لان ذلك هو المسار والمنطلق الصحيح للبناء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat