صفحة الكاتب : اجود الحجامي

ظاهرة إهانة المعلم الذي " كاد أن يكون رسولا "
اجود الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن التعليم رسالة حضارية عظيمة ، وهي أساس الفكر الأنساني والحضارات ، أن الاعتداءات على الكوادر التعليمية هي بمثابة استضعاف لهيبة القانون والدولة .

أن ظاهرة إهانة المعلم والتجاوز على كرامته ، اصبحت شائعة في وقتنا الحاضر ، وتتكرر من وقت الى لأخر ، سيما وأن هذه الظاهرة تركت آثارا سلبية في المجتمع .

بعدما كثرت الدعوات الى الحد من العنف المفرط ضد تلاميذ المدارس في العراق ، برزت مشكلة إخرى تمثلت في الأعتداء على المعلمين من قبل التلاميذ أو ذويهم في عدد من المدارس في مختلف المحافظات ، مما أثار إستياء الكوادر التعليمية ، ونظم هؤلاء تظاهرات ووقفات أحتجاجية طالبوا خلالها بتشريع قوانيين تمنع الاعتداء عليهم ، بالاضافة الى وقف التدخلات العشائرية في المؤسسات التعليمية في البلاد .

ليس ابشع من حادث في بلد اسوأ من إهانة المعلم الذي " كاد أن يكون رسولا " وليس هناك من سوء اكثر من أستهتار حملة السلاح فيها .

نشرت على نطاق واسع حادثة الاعتداء الاثم على مديرة إحدى المدارس في محافظة ذي قار  ، الواقعة بأختصار كالاتي ، سقطت أحدى الطالبات في ساحة المدرسة وأصيبت في ساقها ، جاء والدها الضابط وحمايته الى مدرسة رقية الابتدائية في منطقة الصدر بالمحافظة مطالبا بطرد الطفلة من المدرسة التي كانت سببا بسقوط ابنته ، وعندما رفضت المديرة لأن القانون لا يجيز لها ذلك ، انهال عليها بالضرب والشتائم امام الاسرة التعليمية وطلبتها ، وكانت النتيجة نقل المديرة الى المشفى لاصابتها بكدمات وانهيار نفسي حاد .

إن عدم احترام المؤسسة التعليمية يرتبط بضعف القانون ، وأن الدولة تتحمل مسؤولية حماية الكادر التعليمي من أية اعتداءات ، من خلال تشريع قوانيين وفرض عقوبات صارمة بحق أي طالب أو ولي أمر يعتدي على معلم .

يبقى المعلم شمعة مضيئة في درب العلم والمعرفة ، بعيدا عن الفساد والمفسدين والمحسوبية والطائفية المقيتة التي نخرت جسد المجتمع ، وليؤدي رسالته برضاء وراحة نفس ، لتربية وإعداد الاجيال الواعدة ، وكما قال الشاعر والكاتب اللبناني جبران خليل جبران { أيها المعلم سنكون خيوطا في يدك وعلى نولك ، فلتنسجنا ثوبا أن اردت ، فسنكون قطعة في ثوب العلى المتعالي } .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اجود الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/11



كتابة تعليق لموضوع : ظاهرة إهانة المعلم الذي " كاد أن يكون رسولا "
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net