صفحة الكاتب : شهاب آل جنيح

النازحون.. تذكروا جيداً
شهاب آل جنيح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ دخول عصابات الإرهاب "داعش" للعراق، منتصف العام 2014، نزح الآف العراقيين من ديارهم، خوفاً من بطش وظلم تلك العصابات المجرمة، ومن بقي من أهل تلك المدن المحتلة، فانه ظل أسيرأً لدى الإرهاب، الذي مارس بحقهم قوانينه المتخلفة والفاسدة، وجعل منهم دروعاً بشرية، لمواجهة تقدم القوات العرقية المحررة.

هؤلاء النازحين انتشروا في مختلف محافظات العراق، من شماله لجنوبه، سواء في كردستان، أو بغداد أو الفرات الأوسط أو الجنوب، فلم يتوانى أهالي المحافظات المستضيفة لهم، في مساعدتهم وتوفير الخدمات الضرورية لهم، لكن بقي الكثير منهم يسكن المخيمات، التي أقامتها المنظمات الإنسانية، وأن كثرة أعداد النازحين، جعلت منهم يعيشون أوضاع مأساوية وغير مقبولة.

عملت منظمات حكومية ودولية، على توفير مساكن وخدمات مناسبة للمهجرين، إضافة لدور المرجعية الدينية في النجف، التي عملت على توفير جزء من احتياجاتهم، من الأغذية والمواد الأساسية، فقد وفرت لهم الاف الأطنان من المواد الغذائية، لكن هذا لاينفي معاناتهم، ومعاناة أطفالهم ونسائهم، خلال سنتين من الحرب التي مازالت مستمرة.

النازحون كانوا ضحية الدور الذي لعبته بعض من القيادات السنية، التي رفعت شعارات الحرب والطائفية، وتغنت بالقاعدة، وبعض من الدول كالسعودية وتركيا، لكن الذي لم يعلمه النازحون سابقاً، هو إن هؤلاء القادة لم يكونوا سوى أدوات، وظفتها دول إقليمية من أجل إشعال فتيل الفوضى في العراق، ويبدو ذلك واضحاً، عندما هرب قادة المنصات، وسكنوا فنادق كردستان والدول المجاورة، وظل أهل مدنهم يعانون الإرهاب والتشريد والقتل.

النتيجة واضحة أمامنا، هي أن أول من اكتوى بالإرهاب، هم من كانوا يظنون إنهم في مأمن من شروره، حتى راح كثير منهم في بداية دخول المسلحين للعراق، يتغنون بهم ويصفونهم بالثوار، ولم يعلموا أن الإرهاب، لن يرحم أحداً مهما كان انتماءه، فهو لايتقبل الوسطية والاعتدال، بل منهجه القتل والذبح والفساد.

هذه المعاناة سواء معاناة المرضى، أو كبار السن أو الأطفال أو النساء،  يجب أن لاتغيب عن أنظار النازحين، بل لابد من تذكرها جيداً، وحتى لاتتكرر مأساتهم هذه، يجب أن يميزوا من ضللهم لأجل بث الطائفية في مجتمعهم، وجعل منهم يشتمون ويحاربون الجيش والشرطة العراقية، تنفيذاً لمآرب خارجية لاتريد لهم وللعراق خيراً.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شهاب آل جنيح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/26



كتابة تعليق لموضوع : النازحون.. تذكروا جيداً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net