صفحة الكاتب : السيد محمد علي الحلو ( طاب ثراه )

الى سيدتي ومولاتي فاطمة عليها السلام
السيد محمد علي الحلو ( طاب ثراه )

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يا فاطمة..

كأني بكِ تنظرين إلى ولدكِ ((الحسن)) وأنتِ تكفكفينَ دموعهُ لرحيلِ والدهِ..
فإن له الآن أن يستمعَ إلى خطابكِ النوري منبعثاً من مصحفكِ الذي فيه سلسلةُ الآلِ من الإمامة..
وهو يقفُ بين يديكِ مستمعا لما تؤدينهُ إليهِ من وصايا..
انهُ الحسن مختوم بختمِ الإمامةِ وممهوراً بمصحفكِ الأقدس..
مستجيب لكلِ المهمةِ فإنها خطيرةً في كل الحسابات..
ولم يكد ولدكِ أن يستلهمَ الدرسَ الأخيرَ حتى يجدَ نفسهُ في محرابكِ مسبحاً بكلماتٍ لم يفقهها الا إمام..
فهو المعصوم في أفقٍ رحيبٍ من المسيرةٍ ومستَوْحٍ خطواتكِ الى المسجدِ المكتظِ برغباتِ المتآمرين لتقلبيها الى ملحمةٍ كتبتِها في مسجدِ أبيكِ يوم أرادت السقيفةُ مغادرةَ المكان لإلغاء كل ما جاء به أبوكِ حتى تكونَ لهم كلمة الفصل..
لكنكِ يا أم أبيكِ أحلتِها الى مؤامرةٍ تُوْأَد في مكانها..
وهذا الحسن ابن أبيكِ يستلهمُ روحكِ ليكون مكسواً بحّلةٍ قدسيةٍ يسترهبُ بها الأعداء..
فهو اليوم مكلَّفٌ بانجازِ المهمةِ..
وأيُ مهمةٍ هي يقرؤها في مصحفكِ على مُكثٍ ليستردَّ بها أنفاس الماضي السحيق يوم كان مهووساً بعبء المكائد والمدعيات ليسترجعَ كل التحدياتِ إلى نصابِها ويبدأ المسيرةَ بعزمةٍ يستلهمها منكِ أيتها البليغةُ في آياتِ مصحفكِ المتلو ليلَ نهار على أسماعِ آلكِ الصامدين بصمودكِ المزهوِّ بنصرِ التحدي..
هذا حفيدكِ يستحضرُ وصاياكِ في كل يومٍ ليكونَ إماماً مأخوذاً بعهدِ السماء..
كأني بكِ تنتظرين الفجرَ وهو يقتربُ ليُسمعكِ صوتَ الموعود..
حفيدكِ صاحب المهمةِ الكبرى وقد أحالها والدهُ إلى ملحمةِ انتظار..
ها هو ولدكِ الحسن يستعيدكِ فجراً يستنهضُ به المهمةَ ليحملَ وليدهُ ملفوفاً بختمِ الإمامةِ لتحمليهُ خاتِمَ الأوصياء..
وها أنتِ أيتها السيدةُ تضمينهُ بين يديكِ الى صدركِ المكسور لتهمسي لهُ سرِ الامامةِ..
فإنَّ والدهُ سيغادرُ المكانَ قريباً ليصحبكِ الى حيث الفردوسُ الأعلى..
فإنه أنجز المهمةَ ونفّذَ وصيتكِ بتفاصيلها..
لأنهُ ابنكِ البار..
وها هو يحزمُ أمتعتهُ ليغادر قريباً فإن جرعة السمِ يستلهمها ملحمة انتصار.. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد محمد علي الحلو ( طاب ثراه )
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/08



كتابة تعليق لموضوع : الى سيدتي ومولاتي فاطمة عليها السلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net