صفحة الكاتب : صالح الطائي

الملحدون الدنماركيون والمؤمنون العراقيون وجدلية النفاق
صالح الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في العراق وبين إخوة اللحمة الوطنية وأبطال ورقة التسوية التاريخية مجرد قانون يضمن حقوق من حموا العراق وشرف العراقيات بدمائهم، أقام الدنيا ولم يقعدها حتى أن بعض المعترضين على قانون الحشد الشعبي، هددوا بإطلاق كلابهم الضالة لتقوم بالعمليات الإرهابية في شوارع المدن، وهدد بعضهم بالعودة بالبلاد إلى المربع الأول، أي مربع الاحتراب الطائفي، وشهر بعضهم سلاح مقاطعة العملية السياسية، ودعا بعضهم إلى تقسيم العراق!.
وفي الدنمارك أصيب المواطن (مايكل لودبرغ أولسن) بالقلق الشديد، وأخذ يبحث عن الحلول ليس لأن البلاد يتهددها خطر، بل لأن العنف بحق عاملات الجنس العاملات في الشوارع بلغ بحدود 42%  بينما تنخفض النسبة ضد العاملات في بيوت الدعارة لتصل إلى 3% فقط. فقام بتحويل سيارة إسعاف إلى مكان يمارسن فيه مهنتهن دون تهديد.
 
في العراق يجابه كل سعي جاد لحل مشكلة ما بمعرقلات كبيرة لكي لا ينجح في إعادة السلام إلى ربوع الوطن. وفي الدنمارك شعر (مايكل لودبرغ أولسن) بوجود مشكلة لدى المدمنين، فأطلق سيارة إسعاف مخصصة لحقن المخدرات بطريقة آمنة، وقد ساعدت هذه الخطوة في تغيير سياسة المخدرات. علما يوجد حالياً في الدنمارك خمسة أماكن مُخصصة لحقن المخدرات بطريقة آمنة.
 
في العراق يسرق السياسيون مال الشعب لكي لا تستقر أمور البلاد ويبقى التوتر سيد الموقف، حتى أصبحت ثقافة سرقة المال العام أحد ثوابت الكثير من الموظفين الكبار والصغار، وانتقلت عدواها إلى طلاب المدارس الثانوية والمتوسطة وحتى الابتدائية، وقد تصل إلى رياض الأطفال. 
وفي الدنمارك أصدر (مايكل لودبرغ أولسن) مجلة تدعى (غير قانوني)، تحاول تقديم النصائح لمدمني المخدرات عن كيفية الحصول على أموال قانونية لشراء المخدرات دون تعريض أنفسهم إلى الخطر أو المسائلة القانونية، ودون اللجوء إلى السرقة أو ممارسة الدعارة.
 
في العراق يطغى المظهر الإسلامي التديني الكهنوتي على جميع السياسيين، الرئاسات الثلاث وأعضاء مجلس النواب والوزراء والمدراء العامون، رجالا ونساءً، ولكن البلاد تنحدر نحو الهاوية بسرعة صاروخية. 
وفي الدنمارك يكادون لا يعرفون الله، ولا يأبهون لوجوده، ولا يتحدثون في القضايا الدينية، ولا يلبسون السواد أو الثوب القصير في المناسبات الدينية، ومع ذلك يبحثون عن حلول ناجعة لأبسط المشاكل المجتمعية والفردية لكي يعيش المواطن بسلام وراحة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/28



كتابة تعليق لموضوع : الملحدون الدنماركيون والمؤمنون العراقيون وجدلية النفاق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net