صفحة الكاتب : لؤي الموسوي

شهيدنا الغائب عن الانظار الحي بالوجدان
لؤي الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  الشهيد المتعارف عليه في نظر الشريعة الاسلامية من يضحي بدمه "دون ماله ووطنه وعرضه"، كما جاء في الحديث النبوي الشريف على لسان خاتم النبوه محمد (ص)، ففي هذا المورد يعد من قافلة الشهداء.
 
   الشهيد هو الحي الغائب عن الانظار الموجودة اثاره في الحياة الدنيا، من خلال عطائه المعنوي بفكره وكلمته المجاهدة في مقارعة الظُلم والاستبداد، وبعطائه المادي المتمثل بجسده ودمائه التي روت ارض بلاده لترسم غداً مشرق للاجيال القادمة بعد تحريرها من قيود العبودية التي تمثلت بِحُكام الجور.
 
   الجود بالنفس اقصى غاية الجودي، الدماء الطاهرة التي تسقط على منبر الحرية لا يعادلها ثمن، فالمرء يضحي بدمائه ومستقبله من اجل ان ينعم الغير بسلام. 
 
   الانبياء والرُسل وألأئمة الاطهار "عليهم السلام" لم يسلمو من الحملات العدائية التي يسوقها اصحاب النفوس الحاقدة "المريضة"، على دُعاة الحق عن طريق تسخير الاقلام و الاعلام لاجل ان يشوه الحقائق، ليظلوا الناس لمآرب خاصة تعود بالمنفعة لاصحاب المشاريع المُضلة، ولم يقتصر العداء فقط في حياتهم "ع" بل تعدى بعد وفاتهم بالتعدي على المراقد والمشاهد المقدسة، والشواهد كثيرة كان اخرها مرقد العسكريين في سامراء، ومراقد النبياء في مدينة الموصل لكن هل تزلزلت مكانة اولياء الله في نفوس المؤمنين جراء الحقد الارهابي ام اصبح العكس من ذالك في تزايد من الحب والولاء لهم مع بيان المظلومية لهم "عليهم السلام". 
  تعرض الشهيد الثائر ضِد الظُلم والمضحي بدمائه من اجل تحرير بلاده، الى موجة ضالة ومضلة من قِبل اصحاب النفوس العدائية لمشروع الشهادة، بشن حملات تنم عن حقد اصحابها الهدف من ورائها الطعن بشخص الشهيد، لكن هل هذا الوسائل والاساليب الرخيصة التي يستخدمها البعض، تستطيع ان تنال من مكانة الشهيد عن طريق حرق الصور ودس الاكاذيب والاقاويل الباطلة، كما فعل اسلافهم مع العترة الطاهرة، بل انهم يزدادوا رفعة ومكانة وتزداد محبتهم في نفوس الاحرار اصحاب القلوب النابظة بالايمان. 
   
   الشهيد لا تمجد ذِكراه او ان تحصر بصورة هنا وهناك انما مواقفه البطوليه هي من تخلد ذِكراه، التي ترددها وتتوارثها الاجيال، فما كان لله ينمو، فالحسين خلده موقفه يوم الطف، فضلاً عن كونه معصوم وسبط النبي، والشهيد صالح البخاتي الذي احرقت صورته بالامس، ايضاً خلده صموده وجهاده ومظلوميته، ارادوا دُعاة السوء بفعلتهم هذه اطفاء نوره، لكنهم لم يعلموا بعملهم هذا قد خلدوه من حيث لا يعلمون وهم من هزموا امام صورته التي ترعبهم بمجرد النظر اليها.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لؤي الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/19



كتابة تعليق لموضوع : شهيدنا الغائب عن الانظار الحي بالوجدان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net