صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

وداعا سيدي الرئيس
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في فلوريدا، في نيسان 2010 وكنت أسوح على شاطيء الأطلسي، وكانت السيارة الليموزين ترافقني أين حللت، كان المنتجع إسمه (تامبا) يرتاده نخبة المجتمع الأمريكي، وكانت البذلة التي أرتديها سوداء اللون وكأنها لرئيس دولة، بينما كنت ألوح بيدي لبعض الفتيات اللاتي أخذن ينادين علي (مستر برزدنت، مستر برزدنت) وإستهوتني الفكرة، وسارعت بالفعل للتلويح لهن، بينما إلتقط لي البعض صورا أبدو فيها كأني الرئيس الأمريكي الأسود المنتخب للتو رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما.
كانوا يسمونني (أوباما العراق) وكنت أضحك، لكن الصور تلك كانت واضحة الدلالة، وهكذا مرت السنين وبقي أوباما رئيسا لأمريكا لثمان سنين كاملة، ثم هاهو يستعد مع زوجته ميشيل للمغادرة، وترك البيت الأبيض لرئيس جديد آخر سيدخله رفقة عائلته، بينما سيتفرغ أوباما للسفر وطباعة الكتب، وربما كتابة المذكرات، وإلقاء المحاضرات في الجامعات الأمريكية مقابل مبالغ مالية، وقد تختاره الأمم المتحدة ليكون سفيرا للسلام، أو مندوبا عنها لفض النزاعات والحروب، وملاحقة الكوارث الطبيعية، والبحث في سبل دعم الفقراء، ومكافحة الأوبئة، بينما أتفرغ أنا للعمل الصحفي، ومراقبة كيف يقضي الرئيس السابق أوقاته.
في عهد الرئيس السابق باراك أوباما غادرت القوات الأمريكية العراق بعد إحتلال مزعج، وطريقة إدارة سيئة أفضت الى نزاع طائفي، وتدخل إقليمي خرب الدولة العراقية، وظهرت مجموعات إرهابية عنيفة وقاتلة، بينما فشلت كل الحكومات المتعاقبة في إنتشال العراق من وهدة الفساد، ودخلت البلاد في صراعات متوالية مع تنظيم القاعدة، ثم تنظيم داعش الأشد فتكا، وتدهورت أسعار النفط، ولم تتغير صورة العراق النمطية الصادمة، وماكان يحلم به العراقيون بعد التخلص من نظام صدام الفاشستي لم يتحقق منه شيء حتى اللحظة.
في عهد إدارة أوباما ووزيرة خارجيته الأقرب للدخول الى البيت الأبيض خلفا له حسب إستطلاعات الرأي الأخيرة وغير الحاسمة السيدة هيلاري كلنتون إندلعت نزاعات كارثية في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وتفجرت ثورات فوضوية في تونس ومصر، وتدنت أسعار النفط، وعاش العالم في أتون وضع إقتصادي مقلق للغاية، في حين تشير المعلومات ومايسرب من حقائق وأسرار أن تنظيم داعش لم يكن بعيدا عن يد واشنطن التي صنعته بالتوافق مع بعض عملائها في المنطقة لتكمل مسيرة تخريب الشرق الأوسط والعالم العربي، ونشر الفتنة بين المسلمين، وإبقاء الكيان الصهيوني بعيدا عن مساحة الخطر.
يغادر أوباما البيت الأبيض وقد ترك العالم أسوأ حالا مماكان عليه قبل مجيئه، ولاندري كيف سيكون حال العالم في السنوات المقبلة. لاندري.لكنني أقول، وداعا سيدي الرئيس.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/08



كتابة تعليق لموضوع : وداعا سيدي الرئيس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net