الحلقة الخامسة من الدعوة الى الهجرة المعاكسة بعنوان: ( زبّالوا أيّو و كوانزو )
بهلول الكظماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال الله تعالى : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ و ما تنفقوا من شيئ فان الله به عليم ) [آل عمران: 92] ،
وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حميد ) [البقرة: 267] .
في الآية الاولى تبين ان الله يوجب ان يكون الانفاق من النوع الجيد حتى يستأهل نوال درجة البر الذي يستحق الاجر و الثواب من الله لفاعله, و تدعمها الآية الثانية التي تؤكّد ان يكون الانفاق من الطيبات مما يكسبه المنفق, وينهى عن اختيار التالف الذي يصفه بالخبيث الذي لا يمكن لك ان تقبله لنفسك, فكيف تقبل اهدائه لغيرك.
و هذه الآيات تخص الانفاق من خالص مال المنفق, فكيف اذا كان بيعاً ( أي مقابل مبلغ نقدي ), فما ذنب المشتري أن يدفع مالاً لقاء بضاعة مغشوشة أو مزيفة, فقد نزلت بحق هؤلاء المطففين سورة كامله عدد آياتها ستة و ثلاثون آية تتوعدهم بسوء العذاب مطلعها:
بسم الله الرحمن الرحيم
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)......الخ.
و قطعاً كل الشرائع و الاديان تحرّم الكذب و الغش و التزوير و تقليد البضاعة, و حتماً كل القوانين الارضية تمنع ذلك و تعاقب عليه, وحتماً انا لست بفقيه ديني او مشرّع قانوني ولكني و من منطلق اجتماعي و وطني و من منطلق الدفاع عن المستهلك استثمر منطقة الفراغ التي تركها المشرعون و اهمّهم خطباء المنابر و المساجد و التكايا و الحسينيات, بل حتى لا اعفي القسسة و الرهبان من ذلك, على اعتبار ان الاديان بدون استثناء جائت لتهذيب الاخلاق ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) و الاخلاق حتى في الجاهلية كانت موجودة, وان الغش و التزوير جريمة اخلاقية تضر بالمجتمع و تزدريها المجتمعات.
و الآن عزيزي القارئ الكريم:
لا نحتاج الى جهد و عناء في معرفة ما يفعله زبالونا في مدينة ايو و كوانزو الصينيتين, و لنعرّف المدينيتن تعريفاً بسيطاً فاولاً:
مدينة (ايو) الصينية عبارة عن مدينة تجارية لتسويق البضائع الصينية يتواجد بها بعض الادلّاء العرب و بقية الناطقين بلغات شتى اهما العربية التي تعنينا هنا.
تمتاز ايو برخص فنادقها و قرب محلات و معارض و معامل انتاج الغالبية المزيفة و المغشوشة من البضائع المعدّة للتصدير.
اصحاب هذه المحلات لهم قدرة على تزييف و تزوير اي ماركة تجلبها لهم و عمل نماذج مماثلة لاي مادة او منتوج تريده.
عندهم استعداد الشحن السريع و التعامل السهل مع الزبون.
و بالطبع لا يهمنا و لسنا معنيين بمحلات الدعارة و العلب الليلية والخمارات و المواخير و محلات المساج التي تقوم به فتيات صينيات جميلات متمرسات, فهذا شأن يخص المرتادين و قد يضر بانفسهم و لكن ضرره لا يصل الى الناس الآخرين بقدر ما يعنينا بل يؤلمنا الغش الذي يمارسه تجار آخر زمننا الردي في جلب بضاعة تالفة و تصريفها على الناس في العراق حتى وصل بنا الحال أن تعدى الاتجار بالبضائع الرديئة من الحالة العراقية الى حالة تجار الامارات حيث تتواجد في دبي هذه البضائع لغرض تصديرها الى العراق عن طريق ميناء جبل علي متوجهة الى ميناء ابو فلوس العراقي بواسطة اللنجات الناقلة, و بعد ان شددت قبضة الرقابة في ايامنا الاخيرة صار تحويل وجهة هؤلاء الى ميناء بندر عباس الايراني وصولاً الى البصرة, وبالطبع ما يأتي من بندر عباس يكون قادماً من دولة جوار اسلامي لا يجرؤ احد على انتقاده حتى و ان كان بضاعة صينية فاسدة.
اما مدينة كوانزو أو ( كواندو ) الصينية:
فهي تمتاز بمعرض يقام مرتين في السنة على دورتين لفصلي الربيع و الخريف, يبدأ الفصل الاول في منتصف شهر ( ابريل ) نيسان والثاني يبدأ في منتصف شهر ( اكتوبر ) تشرين الاول من كل عام.
و هذه المدينة بمعارضها الفصلية يقصدها التجار الكبار لامتيازها على امكانيات عقد الصفقات الكبيرة و تزويد الاسواق باحتياجات اكبر و اوسع من مثيلتها مدينة اييو, ففي كوانزو تكون المعامل ابعد بعض الشيئ عن المدينة و رغم ان فنادقها و مطاعمها و مترجميها اغلى من مثيلتها السابقة الا انها تمتاز بمعارضها الفصلية و دقة تزويرها و تحويرها للمنتوجات و صفقاتها اكبر من مثيلتها السابقة فيقصدها كبار الزبالين بينما يقصد مثيلتها السابقة ( كوانزو ) صغار الزبالين.
و في كلا المدينين سواء ايو او كوانزو يقصدها زبالونا لغرض جلب الزبالة الصينية لتصريفها الى المواطن العراقي المسكين ( كل زبال حسب امكانياته ), حتى ان بعضهم من غير العراقيين ( واقصد بهم الاردنيين او الاماراتيين او الايرانيين ) من يذهب و يقول: اعطوني ارخص بضاعة ولا يهم ان تكون جيدة او رديئة لغرض تصريفها على السوق العراقية الذي يطلبها!!!!.
عزيزي القارئ الكريم:
لا اريد ان استهلك وقتك اكثر في متابعة الزبالين في الصين, واعتقد ان الخلاصة تقدر ان تجدها في الروابط ادناه لكي اتحول الى الخلاصة التي اريد ان اصل اليها معكم وهي التخفيف عن كاهل المستهلك العراقي و التي تشارك القرارات الحكومية المتعجّلة ( و لا اقول مرتجلة ) في مأساته, ولاجل ان اغلق موضوع زبالة الصين لاتحوّل الى الخلاصة ارجوا فتح الروابط التالية للاطلاع عليها:
http://www.youtube.com/watch?v=_VIdZ3TKN0g
http://www.youtube.com/watch?v=zPo-Ibu-IV8
http://www.youtube.com/watch?v=HV4oYVbQixk
http://www.youtube.com/watch?v=pjMIOUHnQ6A
بل وصل التزوير و التزيف الصيني حتى على دولة عظمى كصديقتها روسيا التي تعتنق الشيوعية, فهي عقيدتها و الصين واحده, و ببضاعة قوية كقوة السلاح الروسي, و اي سلاح, انه ارقى سلاح للجو الروسي و طائرته ( السوخوي 27) التي كنا نفتخر بامتلاكها كسلاح رادع يحمي حدودنا, ولا اريد ان اطيل فالصفحة الالكترونية الروسية الرسمية عنوانها ادناه:
http://arabic.rt.com/news_all_news/news/14192/
وبذلك تحققت مقولة نابليون بونابرت القائلة:
لا توقظوا التنين النائم, فيوم تنهض الصين يهتز العالم.
ومن ذلك كلّه نجد أن الصين هي دولة ليس بامكانياتنا نحن أو امكانيات أي دولة اخرى في العالم حتى و ان كانت الولايات المتحدة الامريكية أن تقف امام مدّها.
نعم من يريد ان يحرّر بلده من الاحتلال الامريكي والذي كفّة قوته لا قبل لنا بها, و نستطيع أن نستقوي عليه فيما اذا استعنّا بالصين!!! ولكن اية استعانة؟, ايّة مطالب نطلبهاٍ منهم؟, اي نوع من المساعدة نقدر بها ان نعيد بناء صناعتنا, ننمي زراعتنا, ننعش اقتصادنا, نخطط لاعمار مدننا و قرانا و اريافنا ؟....الخ.
كم سنعطي الصين من امتيازات مقابل ما سنحصل عليه منها من منافع للوطن و المواطن؟.
قطعاً ليس بالمنتوجات الصينية المزيفة و المزوّرة.
قطعاً ليس عن طريق زبّالينا الذين يتهافتون على مدينتي ايو و كوانزو الصينيتين لجلب زبالة الصين لشعبنا.
و قطعاً في الصين ما هو راقي و نافع لا يجلبه زبالونا, وان جلبوه سيظاعفوا ارباحه اضعافاً مضاعفة حتى يعوّضوا به ما افتقدوه من ارباح الزبالة, فبالزبالة يربحون اضعافاً مضاعفة و في البضاعة الجيدة ايضاً اضافاً مضاعفة وهكذا يكون سعر الجيد فوق قدرة و طاقة تحمل المستهلك العراقي الفقير.
عزيزي القارئ الكريم:
احب ان اختصر لاختم موضوعي هذا حتى لا يكون طويلاً مملاً فانا اراعي ان لا يكون عند القارئ مللاً او ضجراً من الاسهاب والاستطراد الغير موجب له ولأواصل بقية الموضوع بخصوص الزراعة الصينية في العدد القادم ولكن لي وقفة مع قارئ كريم ارسل لي تعليقاً على موضوعي السابق ( زبالة الصين) وهائنا ارفقه الآن بنهاية كتابتي هذه احتراماً لرأي القاريئ و لردوده بدون ان اعلق عليه حتى وان كان هذا التعليق جارحاً لي لاني اتعامل مع قلب مجروح, ارجو ان يطلع عليه المعنيين في الامر من المسؤولين القائمين على امور الاقتصاد العراقي, ففي تعليق هذا الاخ على بساطته ما يشير الى مكامن عرقلة و تأخير في تخليص البضائع كمركياً بعد مرورها بنقاط السيطرة النوعية وتحميلها نفقات تضاف الى كلف البضائع الواردة من الخارج.
اترككم برعاية الله و دمتم لاخيكم: بهلول الكظماوي
امستردام في 6-8-2011
e-mail:bhlool2@hotmail.com
bhlool2@gmail.com
واليكم التعليق المرسل لي من القارئ الكريم ادناه:
السلام عليكم ورحمته وبركاته
قرأت على الفيس بوك مقالتك عن الصين وعلاقته باليتجارة وخصوصا الموضوع يدور حوول المشكله القائمه في العراق حاليا
اتفقت السيطره النوعيه العراقيه مع شركه سويسريه واخرى فرنسيه على فحص البضائع في بلد المنشأ مع العلم كل عملية فحص اقل مبلغ هو 320 دولار فقط لكشف البضاعة بعد تقديم كافة الفحوصات من قبل المنتج المده التي تستغرقها المعامله بين شهر ونصف الى شهرين بعد الننتاج اي ان البضاعة جاهزه للشحن وتبدأ العميليه ارد عليك وترد عليه وهذه القرار فقط على العرب العراقيين كما تقرأ في الفايل المرفق اي لم يكن يشمل الكراد لأنهم دوله ثانيه وكذلك ومن الواقع العملياتي لا يشمل البضائع التي تأتي من ايران حتى وان كانت صينيه او من اي منشأ ثاني (هل بأمكانك ان تعرف السبب لهذين الأستثنائين ايران والأكراد) ففي هذه الحاله حتى المستورد يدخل بضاعته وما تعرض للمصادره او التلف من قبل الحكومه التجأ الى انزالها في بندر عباس(وهذه الخطوه تفس على اساس دعم الأقتصاد الأيراني وتنقل من بندر عباس الى السليمانيه او اربيل )وفي هذه الحاله تكلف حوالي 60% من قيمة البضاعة ففي هذه الحاله حصلت زياده على قيمتها
سيدي الفاضل: ان التقييس والسيطره النوعيه ترفض اي ماده او اي منتج يعرض عليها في الوقت الذي لم تقم السيطره النوعيه بتعميم المواصفات العراقيه المطلوبه على التجار او على الدول حتى المستورد يقوم بأستيرادها
سيدي الفاضل:لم اعرف جنابكم عراقي ام لا لدينا مطاعم باجه ومثل مكيول انه يشرب على قدر فلوسك
فالبضائع نفس الشىء لناخذ مثل
حنفيات المياه:صنبور ،لوله :توجد سعر الواحده في العراق من الدرجه الولى بعشرة الاف دينار وهي النوعيه التي قد ترضى عليها السيطره النوعيه وتوجد انواع اخرى تتراوح اسعرها بين 250 فلس الى ماذكر 10000 دينار هذه النواع الخرى مرفوضه جملة وتفصيلا من قبل السيطره النوعيه ولله الحمد ولله الحمد عادة الآن عادة سرقة صنابير المياه الحنفيات من دور العباده ومن المناطق العامه وذلك لانه اصبحت نادره نوعما ولم يتمكن الحمال او صاحب الدخل المحدود ان يشتري حنفيه ب 3000 دينار مثلا التي تصفها جنابك بزبالة الصين والتي تتهم الدول المجاوره للعراق بتصديرها الى العراق حبيب بعد ماكو استيراد من الدول الجوال حاليا كله استيراد مباشر
للعلم سنويا يدخل للعراق حوالي 5 مليون كونتينر حاويه لنقل على كل حاويه 3000 دولار فحص الى الشركه الفرنيسه او السويسريه فهذه 15 مليار هدر من المال العام
القرار الخير قرار الفحص من احدى مبرراته هو دعم الصناعه الوطنيه :لاكهرباء ولا ماء ولا مواد اوليه ولا ايدي عامله رخيصه كيف تدعم الصناعه الوطنيه (مثل عراقي كرصة خبز لا تكسرين ياقة كرفس لا تفلين اكلي الى ان تشبعين)
مع قرا السيطره النوعيه هناك قرار اخر هو التعريفه الكمركيه يصل الرسم الكمركي عليها الى 20% عزيز لحد الآن ارتفع الغذاء بنسبة 25% لانه طوابير الحاويات في الكمارك ماتدخل بسبب السيطره النوعيه والتعريفه الكمركيه
الماء يستورد من الكويت ومن السعوديه لانه ماء الأساله ماء مجاري ولا توجد امكانيات في العراق الذي ميزانيته السنويه بين 80 -95 مليار دولار سنويا
تعليقاتك حبيبي اكتبها عندما تطفأ التبريد وعلى شمعه وبدرجة حرارة 55 مؤيه
عراقي
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
بهلول الكظماوي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat