مـا حـيـلـة المـضـطـر إلا ّ ركـوبـها ..!؟.
نجاح بيعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نجاح بيعي

ــ الى مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان .. مع التحية !.
لم يكن نبأ زيارة مسعود البرزاني المرتقبة الى بغداد , مفاجئا ً بالنسبة لي على اقل تقدير . ولكني وما أن سألت نفسي عن سبب واقعي لزيارته , أو قبوله دعوة رئيس الوزراء ( العبادي ) لزيارة العصمة مركز القرار الإتحادي , حتى انثالت عليّ الأسباب تترى وتعددت , كما تعددت جوانب شخصيته الغامضة , وتوزعت بين الداخل الكردي سلبا ً أم ايجابا ً , أو الداخل العراقي , أو الإقليمي والدولي ! .
وبالإمكان أن نلحظ , ونعدّ اسباب زيارته المرتقبة من خلال عدّة نقاط :
ــ لتلافي حدة الخلاف والانشقاق المتنامي في الصف الكردي وخصوصا ً مع (الإخوة الأعداء ـ الاتحاد الوطني + التغيير + الاتحاد الاسلامي + والجماعة الاسلامية ) !.
ــ وللحدّ من الدعم الإيراني الجاد للفرقاء السياسيين وأقصد بهم( الأخوة الاعداء ) !.
ــ ولتفادي تصاعد الغضب الشعبي والحنق لعدم تحمل خزينة الإقليم ,وإعطاء رواتب للموظفين , فضلا عن تقديم الخدمات !.
ــ ربما لتراخي الدعم التركي والسعودي ( الخليجي ) له , لمتطلبات الوضع السياسي والعسكري الإقليمي العام !.
ــ أو لوقف تدفق نفط كركوك عبر إيران , الذي تمّ بالإتفاق مع حزب الاتحاد الكردستاني , وليس عبر تركيا حليفته !.
ــ ولإفلاس مشروعه وطموحه وحلمه بالإنفصال عن الدولة العراقيّة , بعدم تجاوب الدول الإقليمية فضلا عن دول العالم , مع فكرة تكوين دولة كردية !.
ــ ولخوفه من أن يدخل بصدام غير مبرر مع الحشد الشعبي ( إن لم يكن مع bkk أيضا ً ) حول المناطق التي ضمّها للإقليم ( وكذا المناطق المتنازع عليها ) اثناء عمليات تحرير الموصل من داعش , ولإبقاء ما بحوزته قدر ما يستطيع , من أراضي عربية كان قد استحوذ عليها وضمّها سابقا ً !.
ــ لتبديد مخاوف الشركاء ( السنّة ) ببغداد , خصوصا ًحلفائه الجدد ( متحدون مثلا ً ), بعد تصويت البرلمان على إرجاع حدود الموصل الى ما قبل عام 2003 م !.
ــ ولجس النبض حلفاء وشركاء الأمس , وبالتحديد جبهة الممانعة للولاية الثالثة ( المجلس الاعلى في بداية المشوار , والتيار الصدري والوفاق وغيرهم ) بعد تزعم الحكيم التحالف الوطني . ودغدغة الحلم مجددا بإنشاء تحالف جديد يقابل تحالف ( دولة القانون مع الاخوة الأعداء ـ الاتحاد الوطني + التغيير + الاتحاد الاسلامي + والجماعة الاسلامية ) !.
ــ للتأكيد على أن منصب وزارة المالية هي من حصّة ( الديمقراطي الكردستاني ) حكرا ً , بعد تعالي نغمة ( التعددية السياسية ) الجديدة التي تبناها خصمه المالكي , والتي من بالإمكان أن تدق أسفينا ً بنعش المحاصصة السياسية , والتي نوقشت بالإجتماع الأخير للتحالف الوطني بزعامة الحكيم .
ــ ولإرضاء ربّة المعبد المقدس ( الولايات المتحدة ) . بعد ما ارتأت واشنطن بأن لا يتم أي أمر ( يتعلق بالإقليم ) على أقل تقدير , إلا ّ بالتنسيق مع بغداد وبعد حصول موافقتها !.
ــ ولنفخ الروح بمجمل الإتفاقيات مع بغداد وخصوصا ً المتعلقة بالنفط وتصديره , وحصة الإقليم بموازنة 2017 م .
ــ وللتنسيق مع بغداد في موضوع إدارة الموصل , لما بعد تحريرها من داعش ! ومستقبل الأراضي المتاخمة للإقليم . وحظوظ تطبيق المادة رقم ( 140 ) من الدستور .
ــ للتهيئة والتحضير كغيره من الشركاء السياسيين للإنتخابات القادمة , بعد تصاعد حمّى التنسيق والتشاور والتبشير بانبثاق تحالفات جديد ببغداد , من شانها ان ترسم مستقبل العراق لما بعد الانتخابات !.
ــ والقائمة تطول مع مسعود البرزاني تحديدا ً, وما خفي كان أعظم واطمّ , اضطرّته لأن يلجأ الى بغداد , كما يلجأ الى مأواه الأبن الضال بعد إفلاسه !. من غير أن يأمل المرء منه ولا من غيره من الأقران , في العملية السياسية برمتها خيرا .
ــ لجأ الى بغداد حاضرة الفوضى الدموية , وحضيرة الأقران من الشذّاذ , وهو يقول بسرّه ( مــا حيلة المضطر إلاّ ركوبها ..!؟. ) !.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat