صفحة الكاتب : عادل علي عبيد

جلسة استشباح
عادل علي عبيد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الحلقة المنزوية التي تحدق ببعضها / لا تبصر العيون / فبين عالم وآخر تشمخ جبال الوهم شاخصة بين السواد الدهيم ، وسيول الوسوسات التي تزاحم كل الأشياء / النفوس التي توغل في ظلماتها / تفترش بساط الوحدة / تغوص في طي التجاعيد المنحدرات كبقايا دموع الشمع / وهي تتحرى نشيدها القلق / عوالمها المتوارية خلف ظل الشخوص / فبين هجرة السؤال وحيرة الجواب / يتحسر عليّ الظل / وترتطم الأنفاس المستغيثة ببعضها / المدى التي تتوجه أمامي / والأفكار التي تزهر على التوقعات البالية / تحاصرني .. / تضيّق عليّ حلقات الأجل / الأفق الرحب البخيل يحسر الضوء البصيص / الأفكار تثب في زوايا مجهولة / يباغتني العقل / نيازكه التي تخبو شيئا فشيئا / تحوم حولي / السدم التي تشتهيني / وأنا أرهف السمع / الأصوات المتشابكة تلفني / تزدحم تأوهاتها / وهي تزيد في النواح / أتحرى ذلك القادم الذي لن يأتي/ ولا أجد سوى الأنين الذي يرافق التوجسات التي تردد النشيج / احلق متئدا ، أتلمس صورا متراقصة / تسبح في الظلمة التي تهيمن على كل شيء / الجباه الملتمعة ، والأيدي المتشابكة الخانعة ، والأعين المسمرة بسطوة حلكتها /  فمن تراه يطوي مسافات العمر ؟ / الكلمات التي تتلوى / و الآهات المختنقة بيننا / تموت بسرها / يزاحمني السؤال : ماذا تبتغي من الخرافة ؟ / فالشخوص التي مرت بخاطرك / داست عليك / والأجساد الراقصة من حولك / لعلها تجهر خلف تلك الحلكة المستديمة / الشك الذي اضواني / يمسك بيّ  / يتحين مسافاتي القصية / الذكرى التي تنخر الوجود / تزاحمني / علام تمر بنا هذي الجحافل المحدقة / وهي تجهر بابتسامتها الصفراء / فما زلت اسمع لهاثها القلق / وكلماتها الشاردة من مكمنها / وازدحام أنفاسها المشتعلة بالكلمات / تحترق حروفها الفضفاضة / الرعشات المتوالية يبعثن ذلك الحنين المنحبس / النداء الذي يلهج باسمي / وبقايا الصور التي تحوم حول أسواري الخانعة /  الذكريات القفراء تمر على بابي / تذرف دموعها / توغل في صمت بعيد / رّباه .. هل هي النهاية التي تحوم على ظلنا / يلفني الهاجس بأسراره / وأنا كمرآة ساذجة تحتضن كل الصور / تضاجع كل الشخوص / وتختزن موجوداتها / المرايا داعرة دائما / تؤوي كل الأجساد ، وتحتفي بها /  الكلمات الهباء التي تصدرها الحلقات / تتشابك مفرداتها / تسمع بعضها .. تطرق أبواب القلوب / قد تجعلني الظلمة غريبا مع نفسي / فلا تعجبي من غربتي / ولا تسأليني من أكون / فالصمت وحده سيد المواقف  / الصمت المزدحم بنا / الذي ينتشي بهزائمنا / ويلفنا بأحداقه الملتهبة /  لشذّ ما راودني ذلك الحلم المقيت  / وهو يصول بحلبتي / لذا سأدّخر ما تبقى من شجاعتي ، وما بقي من آخر السراج / الشعلة التي حجبت وهجها / راحت تقطر ما تبقى من قدحاتها / راحت الهبات الخجلى تضرب الوجوه الواجمة واحدا واحدا / العيون الملتمعة حد الانفجار تحدق بالسراج القلق / تنأى عن أسوارها ، ولكنها تعود نادمة ذاعنة معتذرة / كنا ندخر صورا تصطدم بنا ، غير عابئة / تمر من خلالنا ، وتخترق وجودنا المرتبك / إذ لا سراج سوى ذلك البصيص الذي يجهر متذبذبا فينا / العقل الذي يخرج مني / تزاحمه الحقيقة المرتبكة / وهي تطرق أبوابي الخجلة / متأرجحة بيني وذلك الذي يجتاحني / كالعصف الذي يستعمر السنابل المتيبسة / او البيادر التي أعيتها خيوط الشمس / وددت أن اسمع ذلك الشيء الذي يخترقني / أن امسك بتلابيبه اللينة التي تنفض مني / جلده الأملس الذي يخترق مسافاتي / يميل عليّ من دون أن اشعر به / الصور التي تنسدل على العيون / تتلبس بعض من مشاهد كنت أراها / في تلك اللحظات تموت كل الصور / لكن صورا شاخصة تنسرب من خلف ذلك الغمام الجاثم على الظلمة / تصرخ بآثارنا الدارسة / كنت اكسر تماثيلي بفؤوس الذكرى / أهشم كل أصنامي / معابدي القديمة / وأحلام طفولتي المهيمنة على الذكريات / الشبح قائم الآن / ها هو يتلوى كأفعى الرمل / ينسل من خلف الذكريات ، يخترق كل الموجودات والشواخص / كأن تلك الصور المتباعدة القائمة المنحسرة المجهورة ملتصقة بجفوننا المنطبقة علينا / الصور تقترب وتنأى / إنها بعض ذكرياتنا التي تغيب تارة ، وتفصح عن سطوتها / مشاهدنا الميتة وجرائمنا الحية تتحد ببعضها / تلتحم صورا للإدانة / فمن ذا الذي يصدق الرؤيا / ومن ذا الذي يتحدى المسافات / الخيوط الهلامية السود تقترب منا / تؤشر علينا / إنها ذكرياتنا / بنياتنا العقوق / التي تسكن فينا ونسكن فيها / إنني اعرف نفسي الآن / احجرها كالعصفور في قفص / ..../ ولكنني لا اعرفها .
 
إحالات :
•         الاستشباح : فن يمارس لإظهار الأشباح في أجواء مظلمة معزز بأخاديع بصرية ، نعتقد بأن اكبر المهيمنات في هذه الجلسات هي الذكريات التي يختزنها الإنسان اعترف أنني خضت يوما مثل هذه الجلسات ولكنني لم أجد ما سمعت به من الصعوبة أن توثق الذكريات السحرية التي تنبثق من فعل تلك الجلسة 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل علي عبيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/26



كتابة تعليق لموضوع : جلسة استشباح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net