فن الخدمة..
هاشم الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هناك العديد من المعرقلات في المجتمع تقف حائلاً دون رقي الإنسان وكماله وتساميه عن الحيوانية والتسافل، وبالنتيجة أن تلك العوائق تساهم بمجموعها إلى زيادة الرقعة السوداء والنظرة الضبابية لمستقبل ننشده، يتلاءم ومستويات التلقي المتتالية عبر مراحل البناء الإنساني المعرفي، خاصة فيما يتعلق بالمجتمعات الإسلامية التي تعتمد حفظ كرامة الإنسان، كمكوّن أساسي تنطلق بعدها باقي التشريعات والقوانين التي تحفظ الشريحة الإنسانية من الفوضى.
فالملاحظ بعد سني القحط والجدب الفكري والثقافي الذي عاشته مجتمعاتنا في ظلّ الهيمنة الدكتاتورية، أن الترسبات السلبية كانت ولا تزال – بل وبرزت بقوة – تهيمن على مفاصل البنية الإنسانية للفرد فكرياً وثقافياً، بحيث ساهمت في تشوّهات النتاج، إن كان مقروءاً أو مسموعاً أو مكتوباً... بحيث غفلت عنها مؤسساتنا الفكرية والثقافية؛ بسبب مناخ الحرية، وأجواء التحرر من قيود الرقابة، الأمر الذي دعا إلى تخديش الذائقة، وإماتة الحس المعرفي، والعمل على خلط النتاجات الثقافية بعضها ببعض اعتماداً على تكنولوجيا المعلومات، فصار بالإمكان للطالب المُطالب ببحث عن موضوع تخصصه ودراسته، أن يحصلَ عليه بنقرة على الساحر (گوگل)، لتخرج له البحوث الجاهزة بالعشرات، وصار على الإعلامي كذلك، والأديب أيضاً... إلى غيرهم وفي مجالات شتى.
وقد تجرّنا هذه الوتيرة المتصاعدة إلى تخصصات خطيرة: كالمجال الطبي والهندسي وحتى السياسي..؟! إذ تتم صناعة السياسي – على سبيل المثال – بين ليلة وضحاها، وذلك بالمقامرة ببعض الأموال (لو تصيب لو تخيب) للدعاية الإنتخابية، وتحشيد الأهل والأقرباء والمعارف في عملية ترويج واسعة، وحملة الوعود الجبارة، وتمنيات (الصعود للقمر)...؟!
لكن، نحن كشعب نأمل أن تكون الأعمال المُنجزة (قبل الإنتخابات) هي الفاصل في تحديد من يحمل الهمَّ العام لهذا البلد المعطاء في كل شيء، وسيدخل القلوب قبل صناديق الاقتراع، إذا كان إنساناً بارعاً في خدمة الناس. 
فقد يخرج إلينا طبيب أو مهندس أو تدريسي... وغيرهم، ولكن نسأله: ماذا قدمت لمدينتك، لقريتك، للحي الذي تسكن فيه؟ هل عالجت مشكلة ما لشريحة من الناس؟ سيجيبنا بأنه مختص بعلم معين، ويقدم خدمة لقاء أجر، وهو مشكور بطبيعة الحال؛ لأنه يساهم في مفصل من مفاصل الحياة الواسعة والمتشعبة، لكن بلدنا بحاجة إلى ما يُسمى (فن الخدمة)، وهو كيف تذلل الصعوبات لإيصال الخدمات للناس بأفضل ما يكون؟ الواقع الذي عاشه هذا السياسي وعاناه قبل انتخابه، يجب أن يتحول إلى قراءة واعية ومستفيضة للأسباب والنتائج؛ كي لا يخرج بعد الإنتخابات، وبعد استلامه لمنصب المسؤولية، بأعذار وحجج تبرر أي قصور أو تقصير في إنجاز واجباته تجاه ناسه ومجتمعه.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الصفار

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/19



كتابة تعليق لموضوع : فن الخدمة..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net