صفحة الكاتب : محمد الشذر

هل تميز فرعون، وأخطأ موسى؟
محمد الشذر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
النفس لها عدة مسالك، وهي تدأب اما للصلاح ودعمه، او للطلاح والغوص في وحله، وهما بالتالي يحتاجان عملا دؤبا مليء بالعمل والجهد، للوصول الى جوهر مسالك النفس، كما قال تعالى في محكم كتابه العزيز((ونفس وما سواها فألهما فجورها وتقواها))وهنا تتضح سريرة الانسان في تحديد واتباع احداهما من الاخر.
 
الجهل له انواع فهناك جهل، وهنالك جهل مركب، فالجهل المركب هو ذلك الصنف من الناس الذي قال عنه احد الحكماء "فرجل لا يعلم ولا يعلم انه يعلم فذلك الاحمق فأنبذوه"، فمثلا حين يريد الانسان الوصول الى المعالي، عليه بأتباع سهر الليالي كما قيل، وهذا يعتمد على تنافسه الشريف، واجتهاده الخلوق على اقرانه، وابناء جلدته، او من يشتركون معه في العمل.
 
صنف آخر من الناس يرى الامور من زاوية ضيقة! ويقبع في وحل جهله، ويفسر الامر على هواه، فتراه متصيدا في الماء العكر تارةً ليفضح اخطاء الاخرين ليسموا بنفسه، ومتناقضا في فكره ليبرر خساسة فكره تارةً اخرى، وبين هذا وذاك، فأن حب السلطة والتسيد، والظهور في الواجهة، والتملق، هي ما تدفعه للوصول الى غاياته، بوسائل لا تمت بصلة الى المسلك الذي يتبناه ظاهرا، والذي هو بعيد كل البعد عن اخلاقيات مبتنياته الداخلية.
 
هتلر والذي ارد القضاء على الغير، ورؤيته بأنه رب الشعب المختار، بررها البعض ممن يمتلكون تلك النزعة في العدوانية، واقصاء الغير والذين يمتلكون الاهواء في التمسك في الكرسي والسلطة، بأنه شخص متميز ولكنه تميز سلبي، في الحقييقة انه اجرام، واطلاق صفة التميز عليه جريمة في حق مفرادت اللغة، فمن يقتات على دماء الاخرين، لديه عقدة في خلجات نفسه، يحتاج الى طبيب نفساني، وليس اقرانه من يحتاجون لطبيب لانهم شخصوا اخطاءه.
 
نهاية المطاف تسير بنا حول مفترق طرق، فطريق نسلكه يحمل معاني جمة، في اختيار السبيل الامثل لتحقيق الطموح، وآخر يبنى على اخطاء الاخرين، لينال من ابداعهم لحساب مصلحته الشخصية، وشتان بين موسى وفرعون، فموسى تميز في لقاء ربه، وفرعون جاهد في اقصاء غيره، ولكن التحليل يحتاج اذنا واعية واخرى صاغية، ولا يحتاج صما بكما لا يفقهون، لمعرفة الحقيقة الكامنة وراء الامور، ولكن للأسف فأن الجهل متقع لدى البعض، ولكن الحكيم لا يضيره طنين الذبابِ.
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الشذر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/16



كتابة تعليق لموضوع : هل تميز فرعون، وأخطأ موسى؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net