صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

القَلبُ بريء حتى تَثبت إدانتهُ..!
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الأضغاث والرؤيا مختلفان، لكن معدنهما واحد وهو النوم! البغض والحب متعاكسان، ومعدنهما واحد سنثبت مصدره خلال المقال، يفسر العلماء الإختلاف إلى ما يأخذ العقل عالم الخيال الحقيقي، يُقال أن الأرواح خالدة، وخلقت قبل الأبدان بسنوات، وما تألف في عالم الأرواح سيتألف في عالم الدنيا، وما تضاغن سيتباغض ومصداق ذلك حديث الرسول (الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا إخْتَلَفَ).
القلب عضلة نابضة، تُسَيير الدم في جسد الأنسان، لتمكنه من الإستمرار بالحركة، لماذا يتهم القلب بأنه مصدر الشعور؟ وهل يوجد مصدر أخر؟ وكيف لأحاسيس غير مرئية أن تخترق جسد الإنسان وتؤثر فيه؟!
فسر بعض العلماء بأن الشعور،(خارطة موجودة في الدماغ، تساعد على معرفة ما إذا كان الشخص المقابل مناسب للإرتباط أم لا)، وقال الدكتور "عماد صبحي" (يقال أن الشعور من القلب، لكنه من المخ، حيث تكون هناك ناقلات عصبية، تحمل الإشارات الكيميائية و الكهربية، عندما تعمل فأنها تنشأ المشاعر والتوازنات النفسية والجسدية)
يثبت هذا الكلام بأن العقل مصدر الشعور، ومن الخطأ أن ينسب للقلب، ويقتصر دور القلب على تعميق الشعور بنسب معينة، وقد يفرط به أحيانا لدرجة التهور، ومصداق ذلك قوله تعالى ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾، فهنا لم يقل حببه في قلوبكم، وجاءت مرحلة التزيين في القلب، بعد مرحلة التحبيب في العقل.
يختلف العلماء، في تفسير تلك المسميات، فمنهم من قال يصنعها الإنسان، ومنهم قال هي مصنوعة منذ الولادة، ومنهم من قال هي من عند الله، ولا يتدخل الانسان بإيجادها، بل يتحكم في أيدلوجيتها، وكيفية إظهارها للمحيط، وأسند قول الله تعالى (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) فيقال أن المودة والرحمة، من مسميات الحب، التي أنزلها الله بالأفئدة.
يرافق الشعور مفردات الحب والعشق، وسنركز على تلك المسميات وما تمثله، للخالق جملة من الأمور التي تصدر متشابه مع الخليقة، ومن جملتها الحب، وهو من إختار إبراهيم خليلاً ومحمد "ص" حبيباً، وما يصدر عن الله، مصداق الموازين ومنتهى الحكم.
قال الإمام الصادق "ع"(إذا أحب الله إمرءٍ زرع محبته في قلوب الناس)، الله جل عُلاه لا يحتكر حبيبه لنفسه،أجمل ما يقدمه لحبيبه، أن يجعل العباد تشاركه حبه، وكذلك الأم والأب، بنفس الحب الذي يكنه الله لحبيبه، وهذا يقتل جانب الغيرة وإحتكار الحبيب، ولأن ما صدر عن الله والوالدين منتهى العقلانية والإدراك، سنسميه بالحب الحقيقي.
في فلسفة التشابه والتضاد، قد ينشأ المتضادان من نفس الأصل، ولكن لا يمكن أن يبقيا نقيضين بنفس المفهوم، فإذا كان الحب الحقيقي، يدعو الى جعل الحبيب سعيداً، لابد من تحمل وجوده مع الآخرين! مع شرط وفاء الأخير لمحبوبه، ولكن عندما تقوم القائمة، لوجود الحبيب مع الآخرين، فهذا يخرج من مفهوم سعادة الحبيب، ويدخل نفق الغيرة التي تحطم مفاهيم الحب الألهي، يقول"سادهو فاسواني" واصفا الحب الحقيقي(هو نكران الذات والإستعداد للتضحية بكل شيء، حتى ذاته! في سبيل سعادة الطرف الآخر)
سأحرص على تقديم تجربة بسيطة، يمكن من خلاله تمييز الحب،"الله جل عُلاه" إن عشق عبدأ سيبقى ملازماً عهده حتى وإن تغير شكل العبد، وكذلك الأم تعشق طفلها وإن كان معاقاً، مع الفرض بوجود عشق بين طرفيين، إستمر لسنوات، ماذا لو ألم حادث بأحدهما، فتشوه منظره حد الإشمئزاز والشكل المقزز والعوق، هل سيبقى الحب قائما بينهما؟أم سينتهي كل شيء أدراج الرياح؟ .
وسنخرج ختاما لمقالنا بمخرجين وهما:-
• العقل هو المسؤول عن الشعور، ومن الخطأ أن نتهم القلب، وحقيقة الإتهام تعود كون القلب، عضو متهور، يستلم الأوامر فيفرط بإظهارها موضع الهوى.
• من الخطأ أن يطلق تسمية الحب، على ما يتعامل به من شعور بين طرفين، الحب شيء سامٍ لا يعيشه إلا العظماء، (الله إتجاه من يحب والوالدان إتجاه ذريتهما)، وما نتعامل به فهو الإعجاب بدليل زواله مع زوال حيثيات الأرتباط.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/16



كتابة تعليق لموضوع : القَلبُ بريء حتى تَثبت إدانتهُ..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net