الثقافة السياسية للشعب العراقي
د . محمد الغريفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ثقافة الشعب العراقي السياسية مركبة وخليط من ثلاث ثقافات:
1- الثقافة العشائرية:
شيخ العشيرة له سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية على أبناء عشيرته، ويطالب بحقوقهم من العشائر الأخرى، وقد يستخدم معهم السلاح في التهديد والقتل، وأن أغلب الشعب العراقي في المناطق الوسط والجنوب يرجعون في حل مشكلاتهم الى شيخ العشيرة، ولهم أعراف وتقاليد متوارثة قد تكون مخالفة للشريعة في بعض الأحيان. كما تحكمهم العنصرية العشائرية حيث يساندون أبن قبيلته ظالم كان أو مظلوم. ولكن الشيء الجميل في الثقافة العشائرية هي العادات والأعراف الأخلاقية مثل الغيرة والشهامة والنخوة والكرم والأمانة وحسن الجوار وحسن المعاشرة والتي تعتبر المثل العليا ويعير كل من يخالفها.
2- الثقافة الدينية:
يرجع أغلب الشعب العراقي الى مذاهبهم الفقهية في أخذ الأحكام الشرعية. ولكنهم في القضاء نادرا ما يرجعون الى مراجع الدين لحل مشكلاتهم القضائية، بل يكتفون في القضاء الحكومي، ولكنهم في مسائل الزواج والطلاق أغلب الشيعة يجمعون بين الأمرين الشرعي والحكومي لأن القانون العراقي لم يراعي الأحوال الشخصية للمذهب الجعفري.
وأما في الزعامة السياسية فيعتقد جميع الشيعة بأن المرجع الديني هو نائب الإمام المهدي (عج) وطاعته واجبة مثل طاعة النبي، ولكن الأتجاه الغالب لمراجع الدين عدم التدخل في الشؤون السياسية إلا في الأمور النادرة والضرورية وفي هذه التدخلات تكون الطاعة لهم عامة ومطلقة. وكذلك توجد طاعة كبيرة لأبناء مراجع الدين المتوفين الذين لهم كارزمية بأسماء آبائهم ولهم أحزاب سياسية خاصة بهم.
3- الثقافة الحكومية:
قانون المحاكم العراقية لم يدون على أساس الشريعة الدينة وأعراف الشعب العراقي، ولذلك الرجوع الى الحكومة في الغالب هو للاستعانة بقوتها والزام الخصم للرضوخ في المنازعات لأخذ الحق المدعى. ومع ذلك تسعى الحكومات في الغالب من أشاعة ثقافة سلطة الحكومة وأضعاف السلطة العشائرية والدينية. في العقود الأخيرة نجحت المدارس والجامعات في تخريج أجيال جديدة ولائها للحكومة فقط وأضعاف الولاء العشائري والديني.
والخلاصة: بأن الثقافة السياسية للمجتمع العراقي مزيج في ولائه السياسي بين (العشيرة والدين والحكومة) ولا يستطيع ذهن المواطن العراقي في التفريق بين مصلحة الوطن وهذا الولاء المختلط، ولذلك كانت التجربة الديمقراطية في العراق فاشلة لأن المواطن يترك أنتخاب الأصلح بسبب ولائه المختلط.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . محمد الغريفي

ثقافة الشعب العراقي السياسية مركبة وخليط من ثلاث ثقافات:
1- الثقافة العشائرية:
شيخ العشيرة له سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية على أبناء عشيرته، ويطالب بحقوقهم من العشائر الأخرى، وقد يستخدم معهم السلاح في التهديد والقتل، وأن أغلب الشعب العراقي في المناطق الوسط والجنوب يرجعون في حل مشكلاتهم الى شيخ العشيرة، ولهم أعراف وتقاليد متوارثة قد تكون مخالفة للشريعة في بعض الأحيان. كما تحكمهم العنصرية العشائرية حيث يساندون أبن قبيلته ظالم كان أو مظلوم. ولكن الشيء الجميل في الثقافة العشائرية هي العادات والأعراف الأخلاقية مثل الغيرة والشهامة والنخوة والكرم والأمانة وحسن الجوار وحسن المعاشرة والتي تعتبر المثل العليا ويعير كل من يخالفها.
2- الثقافة الدينية:
يرجع أغلب الشعب العراقي الى مذاهبهم الفقهية في أخذ الأحكام الشرعية. ولكنهم في القضاء نادرا ما يرجعون الى مراجع الدين لحل مشكلاتهم القضائية، بل يكتفون في القضاء الحكومي، ولكنهم في مسائل الزواج والطلاق أغلب الشيعة يجمعون بين الأمرين الشرعي والحكومي لأن القانون العراقي لم يراعي الأحوال الشخصية للمذهب الجعفري.
وأما في الزعامة السياسية فيعتقد جميع الشيعة بأن المرجع الديني هو نائب الإمام المهدي (عج) وطاعته واجبة مثل طاعة النبي، ولكن الأتجاه الغالب لمراجع الدين عدم التدخل في الشؤون السياسية إلا في الأمور النادرة والضرورية وفي هذه التدخلات تكون الطاعة لهم عامة ومطلقة. وكذلك توجد طاعة كبيرة لأبناء مراجع الدين المتوفين الذين لهم كارزمية بأسماء آبائهم ولهم أحزاب سياسية خاصة بهم.
3- الثقافة الحكومية:
قانون المحاكم العراقية لم يدون على أساس الشريعة الدينة وأعراف الشعب العراقي، ولذلك الرجوع الى الحكومة في الغالب هو للاستعانة بقوتها والزام الخصم للرضوخ في المنازعات لأخذ الحق المدعى. ومع ذلك تسعى الحكومات في الغالب من أشاعة ثقافة سلطة الحكومة وأضعاف السلطة العشائرية والدينية. في العقود الأخيرة نجحت المدارس والجامعات في تخريج أجيال جديدة ولائها للحكومة فقط وأضعاف الولاء العشائري والديني.
والخلاصة: بأن الثقافة السياسية للمجتمع العراقي مزيج في ولائه السياسي بين (العشيرة والدين والحكومة) ولا يستطيع ذهن المواطن العراقي في التفريق بين مصلحة الوطن وهذا الولاء المختلط، ولذلك كانت التجربة الديمقراطية في العراق فاشلة لأن المواطن يترك أنتخاب الأصلح بسبب ولائه المختلط.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat